جميل..2254 يقول: اللجنة سوريّة- سوريّة والوساطة دولية
أجرت فضائية العربية الحدث، لقاءً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، ورئيس منصة موسكو، قدري جميل. بتاريخ 20-11-2018 تنشر قاسيون جزءاً من أهم ما ورد في الحوار الذي تركز حول الأحداث الراهنة في إدلب، واللجنة الدستورية.
عملية عسكرية روسية- تركية في إدلب!
حول الحديث عن العمل العسكري المحتمل في إدلب، قال جميل:
(لفت نظري تصريح وزير الدفاع الروسي، أن العمل العسكري في إدلب سيكون مشتركاً، أي: روسي- تركي، وهذا أولاً. أما ثانياً: سألفت النظر إلى ما ورد ليلة أمس في إحاطة دي ميستورا أمام مجلس الأمن، إذ قال أن الوضع في إدلب مُرضٍ، توجد خروقات ولكن الوضع ليس مأساوياً عسكرياً. وثالثاً: أريد أيضاً أن ألفت النظر أن اتفاق وقف إطلاق النار له مهلة محددة لإنجاز سحب الأسلحة الثقيلة وإخراج المتطرفين الموصوفين إرهابيين في القرارات الدولية. لقد أخذ الأتراك على عاتقهم، هذه المهمات.. ومدح الروس جهود الأتراك عدّة مرات في هذا الاتجاه. ولكن إذا تعقدت الأمور وأرادوا مساعدة، فمثلما قال شويغو: سيكون العمل العسكري مشتركاً للطرفين، ولن يكون شاملاً. ليس من الصحيح ما يروج بأن لتركيا اليد الطولى في إدلب.. فجزء هام من الموضوع خارج إمكانات وسيطرة الأتراك. موسكو تقدر ذلك، والقيام بعمل عسكري مشارك لإنهاء هذه الأزمة، هو اعتراف من تركيا، بعدم قدرتها على إنجازه منفردة.
إن المنظمات الموصوفة بالإرهاب دولياً مدعومة على مدى سنوات. لديها تراكم أسلحة وخبرة وهناك تداخلات كبيرة بينها وبين فصائل أخرى، فكّ هذه الأمور وحلّها يتطلب وقتاً ولكن أعتقد أن المعركة لن تكون شاملة يمكن أن تكون نقطية، وبؤرية.
لقد تم إعطاء مجال للانسحاب من المناطق المنزوعة السلاح وتسليم الأسلحة الثقيلة، وجرى تمديد هذا الاتفاق زمنياً عدّة مرات، والآن انتهى الموضوع. أعتقد أنه لا يمكن الانتظار أكثر. مع العلم أن الإرهابيين لا يشكلون جميع الفصائل المسلحة، إذ يوجد جزء أصبح جاهزاً للعمل ضد جبهة النصرة وحلفائها.
أعتقد أن لدى الجميع مصلحة في إنهاء بؤرة التوتر وإخراج الإرهابيين من هذه المنطقة لتوفير الجو المناسب لبدء العملية السياسية عبر تشكيل اللجنة الدستورية، وهي مصلحة روسية- تركية مشتركة. ودون إخراج الإرهابيين من إدلب من الصعب بدء العملية السياسية والعملية الدستورية. لذلك أعتقد أيضاً أننا لن ننتظر طويلاً حتى ينتهي موضوع الإرهابيين في إدلب... وأعتقد أن الانتهاء من المعركة بأسرع وقت ممكن ضروري للبدء بالعملية السياسية السورية، عبر تشكيل اللجنة الدستورية، وسيفتح موضوع إدلب باب الحل).
بمشاركة النظام والمعارضة
وديمستورا يخالف 2254..
حول موضوع اللجنة الدستورية، وتصعيد المبعوث الدولي ديمستورا، وتشكيل الثلث الثالث... قال جميل:
(يجب توضيح جوانب جرى لغط كثير حولها، أولاً: في اجتماع الرؤساء الأربعة في تركيا، تم الحديث عن أن تشكيل اللجنة الدستورية، سيتم، إن أمكن وحسب الظروف، قبل نهاية العام... أي لم تحدد تواريخ نهائية. ثانياً: أريد أن أنوه إلى أن القرار 2254 يقول: إن الحوار سوري- سوري، وقيادته سورية- سورية. وبالتالي فإن اللجنة الدستورية يجب أن تكون من حيث الشكل أي: التشكيل، ومن حيث المضمون، أي: النقاشات التي ستجري فيها: سورية- سورية، وأيضاً بقيادة سورية- سورية.
من هذه الزاوية فإن موضوع تشكيل الثلث الثالث، المكون من المستقلين ومن ممثلي مجتمع مدني، هو قضية سورية- سورية، يجب أن تُحل عبر الوساطة مع الأمم المتحدة، وثلاثي أستانا. ولم يعطِ أحدٌ لدي ميستورا الحق أن يعينه، لقد حاول أن يأخذ هذا الحق لنفسه، وهذا غير مقبول.
لذلك مهمة دي ميستورا أن يوفّق بين السوريين لتشكيل القائمة، لا أن يقوم بتشكيلها بعيداً عن النقاش والاتفاق معهم. وهو بإقحامه لنفسه في فرض قائمة كاملة من قوائم اللجنة الدستورية، يكون قد خالف عملياً القرار 2254.
الإعلام روّج تسمية قائمة الأمم المتحدة، على قائمة الثلث الثالث، ولكن وفق القرار الدولي المسألة ليست كذلك. الموقف العقلاني الذي يجب أن تتخذه الأمم المتحدة في قضية تشكيل الثلث الثالث، يجب أن يأخذ بعين الاعتبار روح وجوهر القرار 2254، وأن تترك للسوريين حق النقاش في هذا الموضوع والتوافق عليه، وتساعدهم في ذلك، عندها تُحلّ المشكلة. ولكن إذا لم تقم بهذا فعندها يكون دي ميستورا لم يقم بتنفيذ مهمته عملياً. ولكن قرار 2254 يجب أن يُنفذ، سواء كان في جنيف أو خارج جنيف.
هنالك مسارات إضافية يمكن أن تتفعّل بشكل جيد في أستانا وسوتشي، وهذا إذا لم تجد الأمم المتحدة حلاً لموضوع تشكيل اللجنة الدستورية دون الاعتداء على سيادة السوريين ودون وصاية أو فرض أي شيء عليهم).
المعارضة تخلّت طواعية..
وهيئة التفاوض تستهدف نفسها!
حول موقف النظام والمعارضة من تشكيل الثلث الثالث، تحدّث جميل: (يجب أن يُشكّل الثلث الثالث، بمشاركة النظام والمعارضة، وأن تسهّل الأمم المتحدة هذه العملية، الآن يُفرض الثلث الثالث، حتى على المعارضة السورية، حيث لم يأخذ أحد رأيها!
المعارضة لم تقدم لائحة أسماء مقترحة لتشكيل هذا الثالث، بينما قدم النظام أسماءً، وهو يحاول أن يأخذ الحصة الأكبر من قائمة المستقلين. وبالمناسبة المعارضة تخلت طواعيةً عن حقها في المساهمة بتشكيل الثلث الثالث، وهو خطأٌ كبير ارتكبته هيئة التفاوض. هذا رأي منصة موسكو وقلنا هذا الرأي في هيئة التفاوض ومصرّون عليه ومازلنا نعمل عليه، وضد أن تتخلى هيئة التفاوض عن حقها في تشكيل الثلث الثالث أسوةً بالنظام.
إن هيئة التفاوض لم تحاول أن تقترب نهائياً من قضية الثلث الثالث، بل تخلت عنها طواعيةً لدي ميستورا رغم أنه كان لدينا رأي آخر نهائيٌ في هذا الموضوع. لعل هذا الحديث اليوم يوقظهم قليلاً ويحمّسهم للمشاركة في هذه العملية، وأعتقد أن هذا حل للمشكلة بأن تشارك المعارضة في تشكيل الثلث الثالث عبر دي ميستورا، عبر ثلاثي أستانا.. إلخ.
من يتبنى في هيئة التفاوض الحديث الذي يقول، بأن روسيا، والنظام يرفضون لائحة دي ميستورا، غير محق، روسيا لم تتدخل بتشكيل الثلث الثالث، والنظام نتيجة تخلي المعارضة عن حقها في المساهمة بتشكيل الثلث الثالث يحاول أن يستولي على كل القائمة.. ولذلك أرى أن المخرج الوحيد في هذه اللحظة أن يتم الحوار حول الثلث الثالث بين المعارضة والنظام عبر الأمم المتحدة وعبر الوسطاء الذين يمثلون ثلاثي أستانا كي نحل هذه المشكلة.
حول إذا ما كانت هيئة التفاوض المعارضة مستهدفة قال جميل:
(لا أحد سيستهدف هيئة التفاوض إذا لم تستهدف هي نفسها، مشكلة هيئة التفاوض وجود قسم متشدد منها مازال يعيش في الماضي، وقد قمنا بتحذيرهم، وقلنا: إن لم تغيروا سلوككم وتتكيفوا مع الوقائع الجديدة ستصبحون عبئاً على داعميكم نفسهم.. الذين سيسرعون بالتخلص منكم في أسرع وقت ممكن. لذلك إذا كان هناك من يريد أن يستهدف هيئة التفاوض، فهي ستستهلك نفسها بسلوكها غير الصحيح).