جميل: ذاهبون إلى خط النهاية... ولا نستغرب التعقيدات
أجرت قناة «العربية/الحدث» يوم الخميس 14/12/2017، حواراً مع رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، للحديث حول موقف المنصة من نتائج الجولة الثامنة في المفاوضات السورية في جنيف.
المعارضة تعمل لسحب ذرائع النظام
لدى سؤاله حول التعقيدات التي ظهرت في الجولة الثامنة من المفاوضات، أكّد جميل أنًّ: «سبب التعقيدات عملياً، هو الوصول إلى خط النهاية الذي ستبدأ بعده مفاوضات حقيقية تفضي إلى تنفيذ القرار الدولي 2254. وتابع: «أنا لا أستغرب التعقيدات، ولا أستغرب رفع السقوف، ولكن كل هذا يجب أن نفهمه ونتفهمه ونسعى إلى حلّه. النظام بذهابه إلى مفاوضات مباشرة سيقدم تنازلات مؤلمة بالنسبة إليه، ولكن النظام مع الأسف يستخدم بعض الأغلاط التي ارتكبت من قبل المعارضة، وخاصة في بيان «الرياض2»، الذي حذّرنا منه، وقلنا: إن بعض النقاط التي اعترضنا عليها ستُستخدم كذريعة من أجل تأخير الدخول في المفاوضات المباشرة وهذه الحقيقة أصبحت واضحة، ونحن بالوفد المشترك نناقش السبل التي يمكننا من خلالها سحب هذه الذريعة، ولمعلوماتكم فقد صدر بيان صحفي عن المكتب الإعلامي لهيئة التفاوض المعارضة، لهجته إيجابية تفيد أن وفد المعارضة سيستطيع الذهاب بخطوات إلى الأمام، والآن نبحث خطوات إيجابية أيضاً، في اتجاه سحب الذرائع من يد النظام بعدم الذهاب إلى المفاوضات».
دي مستورا يتحمل مسؤولية..
حول ما يتعلق بدي مستورا، وموقفه من المفاوضات في مؤتمره وتحميله النظام سبب ما آلت إليه الأمور، قال جميل: «دي مستورا كان في الرياض وما جرى هناك كله كان تحت عينيه. لماذا لم يقم بأية خطوة وبأي تحرك وبأي نشاط لمنع هذه الذريعة من التسلل إلى البيان الختامي لمؤتمر الرياض؟ والآن يقول لنا أن النظام يستخدمها ذريعة، دي مستورا يتحمل المسؤولية رقم واحد في ما حدث. «الرياض 2» مهم من جهة، وسيء من جهة أخرى، شكّل وفداً واحداً للمعارضة، ولكن هذا الوفد ذهب ببيان نحن اعترضنا على قسم منه، وقلنا: أنه سيُستخدم كذريعة وهذا الذي حدث، إذاً دي مستورا لم يبذل أي جهد بالرغم من تحذيرنا له هناك، أن يلعب دوره المطلوب كمشرف من قبل مجلس الأمن على هذه العملية. كان صامتاً متفرجاً اتكالياً انتظارياً. ثانياً: الخارجية السعودية -لا أريد أن أسيء الظن- ولكن بالتركيبة التي قام بها مؤتمر الرياض فقدت التحكم بأحسن الاحتمالات لنتائج هذا المؤتمر، والآن يقول لي البعض: أن الخارجية السعودية غير راضية تماماً عن هذا البيان، ولكن الذي صنع هذا المؤتمر ليس أنا ولا أنت، الذي صنع هذا المؤتمر أناس آخرون هم يتحملون مسؤولية مخرجاته. ثالثاً: وفد المعارضة كان يتمتع بلغة شعبوية ثورجية لا علاقة لها بالواقع، كل هذه الأمور معاً أعطت النظام الحجة ليقول ما يقول، يجب سحب الذريعة».. «أنا تنبأت بموقف بشار الجعفري عندما كان مؤتمر الرياض جارياً، وقلت لهم: حذارِ من هذا الموقف لأنكم ستعطون النظام حجة شرعية من أجل تأخير بدء المفاوضات، لذلك نحن أعطينا النظام الذريعة، وتعرفين ما معنى الذريعة، الذريعة تعني سبباً غير حقيقي».
بيان المكتب الإعلامي نصف خطوة..
في رده على سؤال حول موقف النظام لو أن شرط الرحيل المسبق لم يرد في بيان الرياض، أكّد جميل: «في السياسة لا يوجد كلمة لو، على الأقل كنا أسقطنا ذريعة، وكنا انتظرنا ذرائع أخرى إذا كانت ستظهر. الآن نحن واقفون عند الذريعة الأولى، ولا نستطيع أن نزيحها مع أنه دعيني أقول لك الحقيقة: أن وفدنا المشترك من المنصات الثلاث أصدر أول البارحة استشعاراً منه بالخطر بياناً صحفياً عبر المكتب الإعلامي، لهجته إيجابية ونحن أيدناها، وأنا اليوم تحدثت مع الزملاء في الوفد، أنه يجب أن نقوم بخطوة، لم يعجب النظام لأنه مكتب إعلامي، وليس بياناً باسم الوفد ولكن عندما يأخذ الوفد موقفاً واضحاً وصريحاً سيسقط الذريعة، كانت البيان نصف خطوة، المطلوب خطوة أكبر وأجرأ من أجل إسقاط هذه الذريعة، بانتظار ذرائع أخرى إذا كانت موجودة كي نحلها واحدة واحدة، وأنا أتفهم موقف النظام بموضوع الذرائع لأن النظام مضطر أن يقدم تنازلات مؤلمة، ومن هنا هذا الاستعصاء الجاري، لذلك أنا قلت: أن هذا كله دليل أننا ذاهبون إلى خط النهاية، وخط النهاية فيه تعقيدات وهذه إحدى التعقيدات التي يجب تذليلها، إلى الآن لم نقم بالإجراءات الكافية والخطوات الضرورية والشجاعة من أجل تذليلها، أنا أرى الآن هناك تفكيراً جدي للقيام بخطوات جريئة باتجاه تذليل العقبات كلها وسحب الذرائع من النظام».
المعارضة تنتقل إلى مواقف أكثر واقعية
في تعليقه على مسألة عدم إبداء النظام أية إيجابية في التعاطي مع المعارضة، أوضح جميل: «وإن لم يبدِ، ما المشكلة؟.. نحن منصوص علينا بقرار مجلس الأمن، أنا لا أنتظر رضى النظام، المطلوب مني أن أوفر الأجواء التي لا تسمح بإعطائه الحجة والذريعة من أجل تعطيل المفاوضات، ولكن المشكلة والمضحك المبكي في هذا الوضع أن وفد المعارضة هو الذي يعطي النظام الذرائع».
وفي توضيح ما قاله حول التوجه الإيجابي عند وفد المعارضة، بيّن جميل: «يجري نقاش حول الموضوع، ولم نصل حتى الآن إلى صيغ نهائية ولكن فترة الجولة هذه سمحت لفصائل المعارضة الموجودة في الوفد أن تفهم بعضها البعض أكثر فأكثر، وأن تنتقل شيئاً فشيئاً إلى مواقف أكثر واقعية، ونأمل أن الأيام القادمة ستشهد تطورات هامة في هذا الاتجاه».
وأضاف «يلزمها وقت أكثر ومشاورات أكثر لا يوجد وقت الآن والآن الناس كلهم تحت ضغط الفعل، ورد الفعل يلزمها بعض الهدوء يومان ثلاثة، وأعتقد أننا سنصل إلى نتائج إيجابية»
وحول الانتقادات التي وجهت لدي مستورا، قال جميل: «دي مستورا وسيط، ومصير الوسطاء أن يتلقوا انتقادات من الأطراف جميعهم، ولكن أنا قلت انتقاداً هاماً جداً، وهو أنه لو أحسن التصرف في الرياض2، لما كنا وصلنا إلى هنا، الآن هو ينتقد الجميع، ولكن ما يجري اليوم ساهم بشكل مقصود أو غير مقصود بصنعه وأنا أقول ذلك بشكل موضوعي وليس قصدي الانتقاص منه ومن دوره».
«سوتشي» فكرة قيد الدراسة
وفيما يخص «سوتشي»، أكّد جميل: «ليس لدي أية معلومات، وإلى الآن لم يتلقّ أحد أية دعوة رسمية، وليس هناك أي وضوح حسب التصريحات الرسمية الروسية لا عن المكان، ولا عن الزمان، هذا الموضوع ما زال فكرة قيد الدراسة وليس هناك شيء ملموس، وهناك أناس يقومون بضربات استباقية من «بعبع» سوتشي لا أعرف لماذا هم متخوفون منه»... «ليس لدي موقف من مؤتمر «سوتشي» لأنه إلى الآن ليس لدي شيء ملموس، ونحن نعمل بالسياسة على أساس المواقف الملموسة وليس على أساس مواقف افتراضية واحتمالات افتراضية».
وفي جواب له على سؤال حول احتمال وجود جولة قريبة، أكدّ جميل أنّ: «الأمور ذاهبة إلى حل سياسي، وجنيف قدر لا مفر منه، هو المكان الوحيد في نهاية المطاف من أجل تنفيذ القرار الدولي 2254، الطرق كلها تؤدي إلى جنيف سواء ذهبنا إلى «سوتشي» أم لم نذهب، وأستانا تؤدي إلى جنيف لذلك جنيف قدر لا راد له، أحياناً يلزمه إنعاش وتقوية بمسارات إضافية وهذا ممكن أن يحصل ولا أعتقد أن هناك مانعاً من ذلك».
السوريون خصوم سياسيون... لا أعداء
حول نشاطات المعارضة، أوضح جميل: «نتابع النقاشات والاجتماعات، وشهدنا في الفترة الأخيرة ليس فقط كسر للجليد، وإنما ذوبان للجليد بين أطراف المعارضة السورية. أصبحنا أكثر انفتاحاً على بعضناً البعض رغم الخلافات الموجودة وما زالت موجودة، ولكن أصبحنا على الأقل نسمع بعضنا البعض، وأريد أن أقول كلمة أخيرة، أننا وصلنا إلى نتيجة محصلة وهي أن السوريين يجب أن يتعاملوا مع بعضهم كخصوم سياسيين، وليس كأعداء، الأعداء هم الإرهاب الموصوف دولياً والعدو الإسرائيلي، كل ما عدا ذلك هو خصومة سياسية يجب أن نحسن التعامل فيها، وأن نتعامل مع بعضنا البعض على هذا الأساس».