عرفات: رصدنا محاولات للهروب من 2254
أجرت فضائية «الميادين»، الأربعاء 6/9/2017، حواراً مع أمين حزب الإرادة الشعبية، القيادي في جبهة التغيير والتحرير، علاء عرفات، للوقوف عند الرسالة المفتوحة التي كتبها رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، د.قدري جميل.
لماذا هذه الرسالة اليوم؟
في الحقيقة، وضّحت الرسالة أسباب ظهورها في مقدمتها، بأن هنالك عوامل وعناصر جديدة تظهر، وطروحات جديدة تظهر، سواء دولية أو إقليمية أو في صفوف المعارضة. عملياً، فإن الأطراف التي تتعلق بالمعارضة تتحدث عن «أهداف الثورة والمحافظة عليها»، ما يعني محاولة التملص من القرار 2254 تحت هذه الحجة.
هنالك تصريح من السيد دي ميستورا يتحدث عن «إعطاء السنة صلاحيات أكثر عدداً» وأشياء من هذا قبيل، ما يوحي أن هنالك محاولات لمعالجة بعض جوانب الأزمة السورية أو حلها استناداً لقضايا قومية ودينية وطائفية وإلخ...
لدينا خشية من إمكانية بعض المحاولات للهروب من 2254 باتجاهات متعددة. لذلك، ظهرت هذه الرسالة، أولاً: لضرورة التركيز على 2254 من أجل حل الأزمة السورية. ثانياً: فيما يتعلق بموضوع تشكيل الوفد الواحد، هنالك أيضاً - تحت اسم المحافظة على أهداف الثورة، تجري محاولة التنصل مما ورد في القرار 2254 حول تشكيل وفد المعارضة الواحد الذي سيفاوض وفد النظام من أجل تطبيق قرار 2254- محاولات للتنصل من هذا القرار ومن روحه ومنطوقه.
القرار يتحدث عن منصات ثلاث تجتمع وتقوم بتشكيل وفد المعارضة، وتضع رؤية تفاوضية وتتفاوض مع وفد النظام من أجل تنفيذ القرار 2254، هنالك محاولات للفرار من هذا البند والحديث عن تطوير «الهيئة العليا للمفاوضات» عبر تطعيمها بشخصيات ما، دون إشارة إلى الأطراف الموجودة في 2254، وأقصد منصة القاهرة ومنصة موسكو هذا من الناحية، ومن الناحية الأخرى، فإن الطرح العام يتحدث عن إبقاء سيطرة طرف من الأطراف، وهذا الطرف تحديداً هو الطرف المتشدد الذي يسعى عملياً لإفشال المفاوضات. كل ذلك استدعى توجيه هذه الرسالة.
ولماذا منصة موسكو وضعت على عاتقها توجيه مثل هذه الرسالة، وهل تنتظر بطبيعة الحال رداً لتحديد موقف؟
أولاً: هنالك مسألة وردت في الرسالة تتحدث عما يجري في آستانا، وما يجري من إنجازات في مناطق خفض التوتر، وأيضاً تطورات سياسية، سواء على الأرض السورية، أو في الإطار الإقليمي والإطار الدولي، كل هذه العناصر تدفع الأمور باتجاه حل الأزمة السورية، وباتجاه توفير الظروف المناسبة لحل الأزمة السورية. وفي المقابل، هنالك طروحات وعمل يبذل من أجل إعاقة هذه العملية. وإذا نجح هذا العمل، فيمكن أن يؤدي بالإنجازات التي حدثت على الأرض، ونقصد فيها مناطق تخفيض التصعيد والأشياء الأخرى التي تتعلق بهزيمة داعش وتراجعه وتراجع قوى الإرهاب. فإذا لم تترافق هذه الإنجازات مع إنجاز سياسي يمكن أن تتحول هذه العناصر إلى عناصر سلبية، ونقصد عملياً نمو بعض عناصر التقسيم في هذه المناطق. لذلك، يجب أن تكون العملية متكاملة، والآن الوقت السوري من دم كما يقال.
وبالتالي، لا يجوز التأخير والتسويف، وإذا نظرنا إلى الأطراف المتعددة التي لها علاقة بالأزمة السورية، وخاصة بما يتعلق بالطرف الذي يسمى الهيئة العليا للمفاوضات، والمتشددين منه خصوصاً، فهو يتحدث عن التسويف و«الحفاظ على إنجازات الثورة، والحفاظ على أهداف الثورة، واستمرار الثورة... إلخ» مع أن هذه السياسات وهذه الطروحات على الأرض تبين أنها غير ممكنة بعد سبع سنوات من القتال. يجب أن تتوصل جميع الأطراف إلى قناعة بأنّه لا بد من التوجه إلى حل سياسي، وتطبيق القرار 2254، والتخلي عن جملة الأوهام والبرامج التي كانت مرفوعة سابقاً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 827