«توصلنا إلى توافقات هامة خلال الجولة السابعة»

«توصلنا إلى توافقات هامة خلال الجولة السابعة»

في مقابلة أجرتها إذاعة ميلودي FM في دمشق، بعد انتهاء جولة جنيف السابعة وفي برنامج إيد بإيد يوم الثلاثاء 18-تموز-2017 حول أهم نتائج جولة المباحثات تحدث كل من العضو المفاوض في وفد منصة موسكو، الأستاذ سامي بيتنجانة، وعضو الوفد الاستشاري، د.عروب المصري، في حوارٍ مع معد ومقدم البرنامج هاني هاشم.

حول الجولة الأخيرة من جولة جنيف السابعة، على عكس التوقعات والتحليلات كان هناك كلام عن أنها ربما تكون تقطيع وقت على اعتبار أن هنالك خلافات، ما زالت قائمة على المستوى الإقليمي والدولي. حققت جنيف بعض خطوات النجاح، هذا كلام السيد دي ميستورا بمؤتمره الصحفي الأخير، أنتم كوفد منصة موسكو كيف لمستم الأجواء؟

أجابت المصري: «بعض وسائل الإعلام تلعب دوراً سلبياً بأنها تعطي صورة غير حقيقية عن جولة جنيف، ودي ميستورا وضح في اللحظة الأخيرة بأنها كانت جولة إيجابية، بعد الجولة التقنية التي بُحث فيها موضوع الدستور بلوزان، الشعور بإيجابية العمل كان واضحاً بالنسبة للوفود جميعاً، وخاصةً أنه توجد نتائج حقيقيةً. الجولة فيها إنجاز غير متوقع حيث عقدت جلسات مشتركة بين منصات المعارضة على مدى أربعة أيام متتالية وتوصلنا فيها إلى اتفاق هام، سنستمر في المفاوضات المباشرة بين المنصات بوجود تنسيق عن طريق الأمم المتحدة أو بعدمه».

المفاوضات لها علاقة فقط بتوحيد صف المعارضة؟ أم لها علاقة بالسلال؟

قالت المصري: «المفاوضات لها شقان: الهدف الأساسي أن نصل إلى وفد معارضة واحد قبل الجولة اللاحقة من جنيف التي ستكون فيها غالباً مفاوضات مباشرة مع الوفد الحكومي، إذا وصلنا إلى وفد واحد. والتفاصيل كانت حول السلال. فسلة الدستور وصلنا إلى توافق فيها، وسلة الانتخابات تم بحث جزء هام منها، وسيتم بحث الجزء اللاحق بين الجولتين، وسلة الحكومة بحث جزء صغير منها، وسلة الإرهاب ليست بحاجة إلى بحث طويل، فالنقاشات هي عبارة عن تقنية سياسية في آن واحد».

فيما يتعلق بموضوع الوفود التقنية التي كانت موجودة قبل الجولة السابعة من جنيف، ماذا كانت مهمتها، والأهداف التي تعمل عليها وما الذي ساهمت به في إنجاح الجولة جنيف الأخيرة؟ 

أجاب بيتنجانة: «استمرت الاجتماعات في لوزان لفترة طويلة، كان العمل فيها مستمراً. الأجواء بالبداية كان فيها خلاف في وجهة النظر 100 تقريباً، بالنهاية بعد 90 ساعة لقاءات تم الاتفاق على بين 70 - 80% من الأمور».

كيف كان شكل اللقاءات؟ بين المنصات فيما بينها، أم كلٌ على حدة مع الأمم المتحدة؟

بيتنجانة: «بدأت مع الأمم المتحدة، مع الخبراء بمجال الدستور خاصةً، في بعض الأوقات كانت تطلب المنصات فترات للنقاش بين بعضها للتوصل إلى اتفاقات معينة أي: خليط بين الطريقتين. النتيجة باللقاءات التقنية وصلنا إلى اتفاق كامل على سلة الدستور. اتفقنا على المبادئ الـ12 قبل بدء جولة جنيف الأخيرة، بورقة السيد دي ميستورا وتم الاتفاق على الأوراق وأقرتها بعض المنصات سياسياً.

تكلمت عن اجتماعات بين المنصات تمهيداً لوفد واحد غير موحد؟ 

المصري: «دعنا نوضح الفرق بين الوفد الواحد والوفد الموحد. الوفد الموحد لديه رؤى سياسية واحدة. كل منصة لديها رؤاها السياسية المختلفة، وبالتالي موضوع الخلاف السياسي بين المنصات ليس مهماً حالياً. المهم بالوفد الواحد هو التوافق على القرار 2254 وكيف سينفذ؟ وهذه هي مهمة المفاوضات. ليست مهمتها توحيد الرؤى السياسية، فهذا ليس وقت للخلافات بالمعنى السياسي، إنه وقت التوافق على قرار 2254 لكي ننتقل من حالة الحرب إلى حالة السلم من خلاله».

توجد نقطة خلافية بالنسبة للقرار الدولي 2254 تتعلق بموضوع أن كل منصة تفسره، بما يتوفق مع إديولوجيتها..

المصري: «يوجد جزء من هذه السلال هو تقني. وعندما يوجد خلاف سياسي وتقدم مقترحات سنصل إلى مقترح رابع، وهو محصلة المقترحات الثلاثة. لأنه ليس وقتاً للخلاف، وعلينا أن نصل إلى مقترح قابل للتنفيذ».

هنالك خلافات تحدث عنها السيد دي ميستورا حول مناقشة السلال بالتساوي والتوازي.

المصري: «منذ الجولة الرابعة كان لدينا عمل على السلال الأربع لتناقش بالتوازي والتساوي كحل كيلا يتأخر الحوار على حساب السوريين. فعلياً سلة الإرهاب ليس هناك خلاف عليها، سلة الدستور توصلنا إلى توافق عليها، سلة الانتخابات بُحثت جزئياً، بقي لدينا سلة الحكم».

لماذا لا يكون هنالك اجتماعات تُمهد للجولة القادمة دون الحاجة إلى استهلاك أيام جولات جنيف.

بيتنجانة: «الشيء المهم الذي أنجزناه في الجولة هو أننا توصلنا إلى ذلك وأصبح لدينا اتفاق، بغض النظر عن المكان، ربما يكون جنيف أو لوزان أو غيره.. لكننا توصلنا مع منصات المعارضة كلها بالاتفاق».

هل تم تحديد تاريخ أو مكان لهذا الاجتماع؟ 

بيتنجانة: «من الصعب تحديده بدقة لأن الأمم المتحدة كميسرة بحاجة إلى ترتيبات لوجستية. ويمكن الاستعانة بخبراء الأمم المتحدة». 

رأينا فشلاً في أستانا ونجاحاً في جنيف. ما السبب؟ 

المصري: «نعلم أن التوازنات الدولية تتغير، وتضيف مُعطى جديداً، تم في محادثات أستانا توافق لكنه لم يُوقع. وبعده جاء اجتماع ترامب بوتين الذي أعلن اتفاق المنطقة الجنوبية كمنطقة خفض توتر جديدة».

بيتنجانة: «أستانا تحقق انجازات، قد يختلف حجمها من جولة إلى أخرى. جنيف وأستانا أصبحا صنوين، أي: نجاح أحدهما يدفع الآخر. أصبحت بعض الفصائل المسلحة اليوم أمام واقع بسبب أستانا، إما مع وقف إطلاق النار أو ضده، فهي ستحاسب بشكل من الأشكال كما في دعمها لجبهة النصرة.. والمناطق ضد التصعيد.. هذا الأمر جيد لكن كي تحقق أستانا ثمارها وليستمر هذا الوقف للأعمال القتالية، يجب أن تبدأ العملية السياسية».

بالنسبة لموضوع المنصات وما حدث، ما هي نظرتكم الشخصية لأريحية التعامل؟ 

بيتنجانة: «كان هناك انفتاح واجتماعات متعددة، كان هناك روح مسؤولية وجدية. اللقاء الفيزيائي الإنساني له أثر كبير في كسر الجليد. كُسرت أوهام كثيرة، لعب الإعلام فيها دوراً في توسيع الشرخ بين المنصات. المطلوب أن نتوحد على القرار الدولي 2254 وعلى كيفية تطبيقه. يوجد الكثير من المتشددين أينما كان. وكذلك يوجد أشخاص وطنيون يحاولون أن يجدوا توافقات».

لمَ تعزو هذه الأريحية والتوافقات التي لم تكن موجودة سابقاً؟

بيتنجانة: «التغيرات واضحة بسبب التغير في الجو الإقليمي والدولي والوضع على الأرض وأستانا، والتوافق الروسي الأمريكي. وهناك وقف غطلاق النار في الجنوب. وهو لهذه اللحظة جدّي جداً، والأزمة الخليجية بالطبع، والتغير بالتوجه الأوربي، وزوال داعش أيضاً. فكل هذه العوامل أعطت ضغوطات على الجميع كي يصلوا إلى توافق». 

بات معروفاً تدخل دول الخليج بمنصة الرياض، كيف أثرت أزمة الخليج؟ وكيف لمستم ذلك في الجولة الأخيرة؟

المصري: «الأزمة الخليجية تعكس أزمةً في المركز الرأسمالي الأساسي ويظهر انعكاس الازمة على اطراف هذا المركز وجزء منه الخليج. ظهر بما يسمى ازمة قطر وهذا دليل على التصدع الذي ترك تأثيراً إيجابياً، لأنهم يصبحون أقل تشدداً، و هذا ما لمسناه، فلديهم رغبة أكبر بأن يتعاونوا معنا لأن المتشددين أصبحوا أقل تشدداً، وحتى التمويل لديهم أقل، وبالتالي صوت الناس الأكثر موضوعيةً ووطنيةً أصبح قادراً على أن يظهر، لأن الظروف الموضوعية أصبحت أفضل». 

هل كان هناك إجماع على موضوع القرار الأممي 2254؟ 

بيتنجانة: «القرار 2254 هو خريطة طريق واضحة للحل السياسي، لمكافحة الإرهاب، لوقف النزيف السوري، للانتخابات والدستور وخلافه».

معلومات إضافية

العدد رقم:
820