«ثمة شيء جديد في هذه الجولة»

«ثمة شيء جديد في هذه الجولة»

أجرى رئيس منصة موسكو للمعارضة السورية، وأمين حزب الإرادة الشعبية، د.قدري جميل، مجموعة من الحوارات واللقاءات الإعلامية على هامش أعمال الجولة السابعة من مفاوضات جنيف3، فيما يلي نستعرض إجابات جميل على عدد من الأسئلة التي يمكن الاطلاع على محتواها كاملاً عبر الموقع الإلكتروني لـ«قاسيون»

*قد تكون من القلائل المتفائلين بهذه الجولة من المحادثات على عكس ما يشاع بأنها جولة غير مجدية. ما رأيك؟
ما يشاع فهو يشاع في وسائل الإعلام. لكن لو قمتم باستفتاء رأي بين المشاركين في مختلف الاتجاهات والمنصات، يتبين أنه ثمة شيء جديد في هذه الجولة. المستغرب والمفارقة هنا هو أنه وفي الجولات الست الماضية، وعندما لم يكن يوجد أي تقدم حقيقي، كان الإعلام الغربي وجزء هام من الإعلام العربي «يطنطن» بموضوع جولات جنيف. أما العجيب فهو أنه اليوم، وعندما حققنا تقدماً يفتح الآفاق للمفاوضات المباشرة في الجولة القادمة سكت الجميع..!
ما هو التقدم الذي تحقق؟
قبل جولة جنيف، كان هنالك مفاوضات تقنية جرت في لوزان واستمرت 6 أيام. وحجم العمل هو 90 ساعة حول سلة وحدة، هي سلة الدستور. استطعنا أن نذلل جميع العقبات، ووصلنا إلى اتفاقٍ مبدأي بين المنصات كلها. وإذا أخذنا بعين الاعتبار حجم التراكمات السلبية السابقة، فإن الوصول إلى هذا الاتفاق ليس بقليل.
على أية حال، أستطيع اليوم القول أن المنصات الثلاث قد اتفقت، وأبلغت السيد دي مستورا أنها ستبدأ سلسلة اجتماعات - عبر مجموعات أو مجموعة عمل حسبما يتطلب الظرف- قريباً جداً، أي قبل نهاية الشهر، ولفترة مفتوحة، كي تنهي صياغة مواقفها وأوراقها في السلال جميعها. نحن نفهم ونرى أن ما جرى اليوم في جنيف من تقدمٍ إيجابي لا يلحظه الإعلام، له أسبابه موضوعية. السبب الأول: أن روح المسؤولية والجدية في منصات المعارضة قد ارتفعت نتيجة الأوضاع والأحداث المحيطة. ثانياً، أن فريق دي مستورا، هذه المرة بشكل خاص وفي الجولة التقنية بلوزان وخلال الجولة هذه، تعامل بمنتهى المهنية والحيادية، وحاول أن يلعب دوراً تقريبياً بين وجهات النظر، بمعنى أنه كان مساعداً. ثالثاً والأهم، هو التغيرات الجارية في المناخ الإقليمي والعالمي، هذه التغيرات - إن كان أزمة الخليج أو لقاء ترامب وبوتين- هي عوامل ضاغطة على الجميع للذهاب إلى اتفاقات. لذلك فالحديث اليوم جدياً أن آفاق جولة مفاوضات مباشرة في الجولة الثامنة التي يخطط لها السيد دي مستورا في أواخر آب أو أول أيلول - لا أعلم تماماً، لأنه لم يعلن الموعد رسمياً- هذه الآفاق أصبحت مفتوحة. والمعيق الوحيد موضوعياً لجولة مفاوضات مباشرة هو عدم وجود وفد واحد للمعارضة.
أعتقد أن المعارضة السورية لأول مرة في تاريخها منذ بدء الأزمة تجلس معاً وجهاً لوجه وتنظر في عيون بعضها البعض، وهذا العامل الذي أسميه العامل النفسي المعنوي مهم جداً في تذليل الصعوبات وبدأنا في هذه العملية، لذا، أرجو عدم المبالغة في حجم الخلافات، فلكل منا منشأ مختلف عن الآخر، ويجب على كل شخص احترام وجهات نظر الآخرين. ولكن في الوقت نفسه، يجب أن يبحث عن طريق إيجاد التقاربات والوصول إلى توافقات مشتركة.
ما الذي يقف أمام تشكيل هذا الوفد؟ هنالك بعض الخلافات بين منصة موسكو والهيئة العليا للمفاوضات. وقد تم التوافق كما ذكرت على سلة الدستور، ماذا تبقى؟
تبقى السلال الثلاث الأخرى التي يمكن التوافق عليها، وقد أجرينا أربع اجتماعات خلال أربعة أيام بين الوفود الثلاثة حول سلة الحكم، وتبيَّن أنه يمكن التقارب حتى في هذه القضية التي يقال أنها تخيف، ولكن تتطلب عملاً جدياً، ووقتاً قليلاً من أجل الوصول إلى توافقات. نحن لا نريد من أحد أن يتخلى عن وجهه وموافقه ولكن في السياسة المطلوب الذهاب إلى بعضنا البعض وإيجاد القواسم المشتركة. نحن منذ البداية نقول ونكرر ولا نمل أن القاسم المشترك يجب أن يكون بيننا، وبيننا وبين النظام، هو القرار 2254 وتنفيذه، ولذلك فإن البرنامج المشترك موجود، لكن يجب إيجاد الأشكال التنفيذية.
في حواراتكم السابقة، انتقدتم دي مستورا بقوة لليونته وعدم فعاليته. هل تحتفظون بالموقف الانتقادي؟
ستيفان دي مستورا، قبل كل شيء هو موظف بإمكانه التأثير على العملية. عندما انتقدناه، فذلك لسبب. وتقييمنا هذا غير مرتبط بعلاقتنا مع الممثل الخاص كشخص. بل نحن ننظر إلى النتائج.
دائماً كنت أردد: إذا رغب ستيفان دي مستورا، كان باستطاعته لعب دور أكثر فاعلية في عملية حل السوري. لكنه حذر جداً.
كيف تقيمون دور روسيا في حل الأزمة السورية؟
إيجابي. لولا العملية العسكرية الروسية ضد الإرهاب، لم نكن نحن وإياكم الآن لنتكلم عن مستقبل حل الأزمة السورية. الحضور العسكري، والنشاط السياسي والدبلوماسي لموسكو، أعطيا دفعة قويّة كي تسير الأزمة في سورية إلى نهايتها.
خلال اجتماع الرئيسين الروسي والأمريكي جرى الاتفاق على وقف إطلاق النار في درعا، كيف تعلقون على ذلك، وكيف تقيم الاجتماع بين الرئيسين ككل؟
الاتفاق هو خطوة مهمة جداً وإيجابية، وسوف يلعب دوراً مهماً في التسوية السياسية للأزمة السورية. وأشير إلى أنه في الجنوب، قرب درعا، كان الوضع معقداً للغاية في الأشهر الأخيرة، وكان هنالك نزاعات بين الأطراف المشاركة. ولهذا فإن التفاهم بين الرئيسين له تأثير إيجابي على الوضع في أجزاء أخرى من سورية، وسيعزز محادثات جنيف.
إلى جانب الوفد الواحد، ماذا عن التمثيل الكردي في المفاوضات السورية؟
كما لاحظتم، فالوفد الواحد يجب أن يمثل كامل طيف الشعب السوري وكامل طيف المعارضة السورية، وهذا ما أكده أيضاً السيد دي مستورا، وأكد أيضاً لأول مرة في حديثٍ علني حول موضوع تمثيل الأكراد كي يشاركوا في وضع دستور سورية القادم، ويجب عدم استثناء الكرد وخاصة أنهم يلعبون دوراً هاماً في مكافحة داعش الموجود على أراضينا، لذلك هم أصحاب قضية وأصحاب أرض كجميع السوريين، ونحن لن نقبل أن يناقش الدستور السوري دون وجودهم، وهذا الأمر قلناه منذ اللحظة الأولى.

معلومات إضافية

العدد رقم:
819
آخر تعديل على السبت, 15 تموز/يوليو 2017 18:00