جميل حصني جميل حصني

ضرورة الوحدة المبدئية

إلى جريدة «قاسيون» الغراء ـ منبر النقاش حول «ميثاق شرف الشيوعيين السوريين»..

أكثر من أربعين عاماً قضيناها في صفوف الحزب، كنا نحسب الرفيق أعز وأغلى من الأخ، وكانت ثقتنا كبيرة بقيادة حزبنا فما يأتينا منها منزل ومقدس.

أما الآن، وبعد أن تتالت الانقسامات في صفوف الحزب خلال الأعوام الثلاثين الماضية، وأصبح نضال بعض الرفاق الوصول الى القيادة والاستئثار بها، وإشباع غرائزهم في السلطة والجاه والمال والسيارات والمراكز... تزعزعت ثقتنا بقيادات تلك الفصائل، وتأكد لنا أن من يعمل لمصالحه الخاصة لا يصنع وحدة وأن القواعد هي صاحبة المصلحة بذلك.

نحن الشيوعيين ننادي بوحدة الصف العربي وتحسين التعاون بين أحزاب الجبهة ونناضل من أجل الديمقراطية وسماع الرأي والرأي الآخر بين فصائلنا، وإذ قياداتنا التقليدية تظهر شيئاً وتبطن عكسه، فتعمل على تكريس الانقسام، ولا تسمع الرأي الآخر ولا ترد عليه، وتحاول فرض رأيها على مجموع الحزب.

إن ما يجمع الفصائل الشيوعية كثير كثير وما يفرقها قليل قليل.

فلنتمثل بذلك الأعرابي الذي كسر العصي الواحدة إثر الأخرى ولم يستطع كسرها حزمة واحدة، ودعا أولاده إلى الوحدة والتضامن، ولنتحد حول الكثير الذي يجمعنا  ونبتعد عن القليل الذي يفرقنا وهو ليس أساسياً ولا جوهرياً.

إن عدونا الطبقي يستغل حالة الانقسام والضعف التي نعاني منها من اجل تقوية مواقعه،ونحن نخدمه بانقسامنا. لقد هدمنا حزبنا وأضعفنا فعاليته خلال ثلاثين عاماً، وقد آن الأوان أن نعمل على توحيده، هذه المهمة الأساسية المطروحة أمامنا الآن هي مهمة وطنية وطبقية من الدرجة الأولى، لنصبح قادرين على تلبية مطالب الجماهير بالديمقراطية والحرية والعدالة والوقوف بحزم وفعالية ضد نهب الرأسمالية الطفيلية والبيروقراطية للشعب والوطن والتصدي للهجوم الإمبريالي الصهيوني المحتمل وإحباط أهدافه.

لنعمل جادين ومن القواعد من اجل حزب شيوعي موحد الإرادة والعمل يستعيد زمام المبادرة ويقود الجماهير إلى أمام مع الانتباه من تسلل الانتهازية إلى صفوفه، هذه الانتهازية التي تظهر إفراطاً بثوريتها إلا أنها غير قادرة على الثبات والصمود. وقد حذر لينين منها وناضل ضدها بلا هوادة.

إن وحدة الشيوعيين على أساس المبادئ السبعة المذكورة بميثاق الشرف هي وحدة مبدئية وضرورية وقابلة للحياة.

ولهذا وقعنا ميثاق شرف الشيوعيين بدمشق، ونشكر من بادر إليه، ونشكر من يناضل من اجل قمع الأنانية والذاتية في نفسه ويتجاوب مع المبادرة، فالانقسام ضعف وهو في غير صالح الوطن وجماهير الشعب وفيه تفريط بالمكاسب المادية والثقافية  والمعنوية وبالهوية الوطنية.

فلنعمل من أجل الوحدة ففيها قوة للجماهير والوطن وفيها غدنا وصيانة كرامتنا واحترام لنفسنا وطبقتنا ووطننا.

معلومات إضافية

العدد رقم:
180