كمال الخطيب كمال الخطيب

ميثاق «شرف» حقاً.. وبعد!!

لقد ذهب بعض الرفاق لاعتبار أن ميثاق شرف الشيوعيين السوريين، الميثاق لا يتضمن معناه وتجاهلوا موجبات توخي المنطق العلمي الماركسي وضرورات البحث الأخلاقي النزيه، كما ذهب البعض الآخر لاعتباره مجرد إعلان نوايا حسنة وإن موضوع الشرف فيه يتوقف على المستقبل!!

إنني إذ أعتبره كما مئات الشيوعيين وآلاف الأصدقاء وثيقة مهمة أساسها العمل لوحدة الشيوعيين السوريين بضغط من الشيوعيين أنفسهم (من تحت لفوق)، وغايتها الاجتهاد لإصلاح الحزب بالمزيد من الإنصات للرفاق وتفعيل دورهم، إنني استغرب كيف أن الميثاق لم يلق التقييم الموضوعي من قبل قيادة الحزب والقيادات الأخرى «كشيوعيين قياديين دأبهم قوة الحزب»، ولا أتفاجأ بمواقف الشجب والاستنكار لدى القيادات في الفصيلين، طالما انطلقوا في الموقف من هذا الرفيق أو ذاك من دواع حزبية ضيقة ففرطوا بوحدة الحزب واستكانوا لضعفه، فلا يهمهم إن كان الميثاق  ميثاق شرف حقاً ليس بما تضمنه من بنود لاقت تفهماً واحتراماً لدى الشيوعيين وأصدقائهم بل وبما حمله من تواقيع لمئات الشيوعيين الذين يتطلعون  إلى حزب موحد وقوي.

إنني إذ قمت بالتوقيع على ميثاق شرف الشيوعيين، إنما عبرت ليس فقط عن احترام الرفاق، الاحترام الذي طالما عبرت عنه، إنما ثمنت سعيهم لوحدة الحزب واعتبارهم ذلك مهمة وطنية وطبقية،و احترمت طموحهم لتصحيح مسيرة الحزب ونفض ما علق على جسده من غبار عبر السنوات العديدة الماضية، وفي توقيعي على الميثاق لم أعط شهادة «حسن سلوك» لأي قيادي ولم أوقع «براءة» من أي قيادي ولو كنت أعبر عن سخطي لما شاب تاريخ القيادات من توجس وضغينة ومكر واستبداد تجاه الرفاق لا أجد منطلقاً له سوى بقايا الفكر العشائري المتزمت القديم والمسلك الانتهازي المقيت الجديد.

إن ميثاق شرف الشيوعيين السوريين يشكل وثيقة برنامجية لإعادة وحدة الشيوعيين السوريين في حزب واحد موحد وقوي على أسس أكثر صحة وبآفاق أكثر مبدئية، إنه خطوة على طريق طويلة وعرة  لا يعبّدها مجرد مرور العابرين عليها، بل يعبدها اقتلاع صخورها الناتئة واجتثاث أشواكها القاسية، بل يعبدها دأب الرفاق واحترامهم لبعضهم البعض وتعاونهم بصدق وتعاهدهم على عدم إشهار أسلحتهم بوجه بعضهم البعض وتقديرهم مدى قوة عدوهم وجسامة المهام المنوطة بهم، ووقف حالة الاستزلام والدوران حول الأشخاص كأنهم كعبة مقدسة واستبدال ذلك بالالتفاف دائماً وأبداً حول الحزب ومصلحته الوطنية والطبقية والتمسك أبداً بالفكر الماركسي اللينيني المتجدد والمبدأ العلمي الأممي النير بمواجهة الأصوليات المختلفة والعولمة الاستعمارية المحدثة وحالة الفساد المستشرية مخربة أية مبادئ.

إننا إذ نعلن الولاء الدائم لأفكارنا ومبادئنا نرى أن خلافات الرفاق لا تتعلق بخيانة الأفكار والمبادئ أو بالذود عنها حيث لم يخن أي من الرفاق أفكاره ومبادئه، أما فيما عدا ذلك فالاختلاف بالرأي يبقى واقعاً موضوعياً ويمكن أن يقوي الحزب ولا يضعفه، فالاختلاف على الحق خير من الاتفاق عليه، وإن أرسطو لم ينتقص من قدر أفلاطون حين قال: «إنني أحب أفلاطون لكنني أحب الحق أكثر».

معلومات إضافية

العدد رقم:
180