كمال مراد كمال مراد

خالد بكداش ـ يوسف العظمة قامتان شامختان .. للنضال الوطني والتحرري

يصادف في الرابع والعشرين من تموز الجاري، ذكرى استشهاد قائد معركة الدفاع عن الاستقلال الوطني في ميسلون، وزير الحربية السوري البطل يوسف العظمة... ورحيل القائد الشيوعي الوطني والأممي خالد بكداش..

وبعد مضي ست سنوات على رحيل خالد بكداش، يتأكد يوماً بعد يوم أهمية الإرث الفكري والنضالي الذي جسده في الإخلاص للقضية التي آمن بها بعيداً عن الأغراض الشخصية والذاتية الضيقة، وبعيداً عن المحاباة والتملق والنفاق والكذب وعدم الصراحة ... واعتبر هذه السمات خطراً يفتت جسد الحزب... وكان حريصاً كل الحرص على الحزب والرفاق، حيث كان ملاذاً آمناً لهم جميعاً .. وكم كانت أقواله مطابقة لأفعاله في تأكيده الدائم على أهمية «التمسك بالأخلاق الشيوعية، أخلاق التفاني في خدمة الشعب، أخلاق الاستقامة والنزاهة، أخلاق الشرف والشهامة الشيوعية».. هذا ما سبق أن أكده الراحل الكبير في كلمته إلى مؤتمر منظمة دمشق للحزب، منظمة خالد بكداش، منظمة العاصمة، التي كان يعتز كل الاعتزاز بانتمائه إليها... والتي تتشرف اليوم في الدفاع عن إرث خالد بكداش في مقاومتها لنهج القيادة الحالية التصفوي التنكيلي، صاحبة عقلية الإقطاع السياسي، التي تحاول تحويل الحزب إلى مؤسسة عائلية، وإلى اغتيال كل النهج الذي نذر خالد بكداش نفسه لأجله حتى الرمق الأخير من حياته....

وقبل نحو الـ (81) عاماً، سجل وزير الحربية السوري الشهيد البطل يوسف العظمة على ذرى ميسلون مأثرته الكبرى في التصدي لجحافل قوات الاحتلال الفرنسي، وهو يعلم علم اليقين التباين الكبير في العدد والعتاد بين قوات الاحتلال والرجال الوطنيين السوريين الذين تجمعوا للدفاع عن دمشق.. الدفاع عن الكرامة الوطنية.. حيث أبى أن يمر الاحتلال إلا على جسده.. فأصبح بذلك مثالاً في التضحية والفداء من أجل الوطن وعزته.

هل هي المصادفة التي سجلت يوماً مشتركاً لرحيل قامتين شامختين في صفحات النضال الوطني التحرري.. مع فارق الخمسة والسبعين عاماً التي تفصل بين رحيل القائد التاريخي للحزب الشيوعي السوري واستشهاد البطل الوطني الكبير...

هل هي المصادفة أن نطالب اليوم بحماية بيت الرفيق خالد بكداش وتحويله إلى متحف تنفيذاً لقرار المؤتمر السادس للحزب.. وبحماية البيت الذي ولد فيه الشهيد البطل يوسف العظمة، وتحويله أيضاً إلى متحف تنفيذاً لقرارات حكومية سابقة...

ليست مصادفة.. إنه الإرث الكبير للقامتين الشامختين، يدعونا اليوم لتشديد المطالبة بحماية بيتيهما.. ليبقيا منارة لكل الأجيال اللاحقة لقراءة المعاني الكبرى في دفاعهما عن الوطن وإخلاصهما للشعب.