القفز عن الفشل باتجاه عدوان جديد
من واشنطن حيث انطلقت فعاليات مؤتمر عن الأمن الدولي نظمته مؤسسة القرن، أكد هانز بليكس المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، والرئيس السابق للجنة التفتيش الدولية على الأسلحة العراقية، أن النهج الذي يتبعه العالم فيما يتعلق بطموحات إيران النووية ينطوي على إهانة لطهران بالإصرار على أن توقف أبحاثها دون إعطائها أي ضمانات أمنية، ولاسيما مع وجود القوات الأمريكية في جاريها العراق وأفغانستان.
وقال «على المرء أن يراعي أن الناس لهم كبرياء سواء كان يحبهم أو لا... لم نسمع أي شيء عن عرض بضمانات للأمن في حالة موافقتهم (الإيرانيين) على التخلي عن تخصيب اليورانيوم»، موضحاً أنه ينبغي على الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى أن تشرع في محادثات مباشرة مع إيران بدلا من أن تكتفي بتوجيه أوامر إلى طهران لتعليق أبحاثها النووية أولاً.
وأضاف: «هذا مثل من يقول لطفل.. عليك أولاً أن تتصرف بطريقة معينة وبعد ذلك سنعطيك مكافأة.. اعتقد أن هذا تصرف مهين».
وكان بليكس الذي يعد من المعارضين للغزو الأنغلو أمريكي المبيت على العراق بذريعة أسلحة الدمار الشامل أكد في مقال نشره مؤخراً في صحيفة هيرالد تريبيون الأمريكية أن واشنطن تسعى لخفض الاهتمام لدى الجمهور الأمريكي بالانهيار والفشل الكامل في العراق من خلال فتح جبهة جديدة عن طريق قصف إيران، وذلك على الرغم من معارضة غالبية الأمريكيين للقيام بمغامرات عسكرية جديدة.
وأوضح بليكس أنه من الصعب، في حالة إيران، فهم لماذا يجري وضع تعليق برنامج تخصيب اليورانيوم شرطاً مسبقاً لأية محادثات يفترض أن يكون هذا التعليق هو الموضوع الرئيسي فيها.
وخلص بليكس إلى أنه حتى الآن وعلى الرغم من الوضع المفجع في العراق، إلا أن إدارة بوش تفضل الحديث مع إيران وسورية من خلال التهديدات العسكرية المباشرة، وهذا يشبه قليلاً رئيس العمل عندما يقول إنه يود تبادل وجهات النظر مع مرؤوسيه، ولكنه يصر على أن يخرجوا بوجهات نظره هو!!؟