د. جميل: بجب إحداث اختراق في جنيف٣
أجرت إذاعة وكالة سبوتنيك الروسية يوم الخميس 28 تموز 2016 لقاءً مع الرفيق قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية ورئيس منصة موسكو للمعارضة السورية في جنيف. تناول اللقاء التطور المتسارع على خط حل الأزمة السورية سواء بإحداثياته السياسية أو العسكرية. وفيما يلي بعض النقاط الرئيسة التي تطرق لها النقاش، على أنّ المقابلة منشورة بالكامل على موقع قاسيون الالكتروني.
«اللقاء الثلاثي»
وتصريحات دي مستورا
بدأ اللقاء بسؤال حول النتائج المتوقعة من اللقاء الثلاثي الذي ضمّ كلاً من روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، يوم الثلاثاء 26 تموز، حيث اعتبر د.جميل أنّ اللقاء هام ويعد بخطوات ملموسة، وقال:
«أولاً: تصريح دي مستورا الذي أعلن فيه أن اللقاء في جنيف بين المعارضة والنظام سيجري في آب، ليس تصريحاً عادياً، لأنه جاء بعد لقاء ثلاثي أمريكي- روسي- أمم متحدة، وهو عملياً عبّر عن إحدى نتائج هذا اللقاء، لذلك السيد دي مستورا في هذه الحالة لا ينطق عن هوى، وإنما يتكلم عن خطوات ملموسة تم التوافق على أن تجري في الشهر القادم». وتابع، «ثانياً: أريد أن أسأل سؤالاً بسيطاً جداً: هل من مخرج آخر للأزمة السورية غير الحل السياسي؟ بغض النظر عن التطورات العسكرية التي من الممكن أن تكون اليوم لصالح هذا الطرف، وغداً لصالح طرف آخر، ويمكن لها أن تغير التوازنات، ولكن الواضح والهام أن تغييراً جذرياً ونهائياً في الوضع العسكري لا يمكن أن يجري بسرعة، بل يمكن أن يستغرق سنوات، ولذلك فالمطلوب من السوريين ومن الأمم المتحدة القيام بخطوات سريعة لأن سورية والسوريين لا يملكون ترف الانتظار.. الآلام والمعاناة كبيرة ويجب الانتهاء منها».
«اللقاء القادم يجب أن يكون الأخير»
في الحديث عن الاحتمالات التي تنتظر سورية والسوريين في حال فشل اللقاء القادم، أكّد جميل: «اللقاء القادم في جنيف هو اللقاء الثالث، ويجب أن يكون الأخير. لأنه إذا لم يتم الوصول إلى اتفاق في هذا الاجتماع فلن يكون هنالك مجال للوصول إلى اتفاقات لاحقاً، لأن سورية منهكة وأشك أن هنالك إمكانية للاستمرار بجنيف إذا لم ينجح اللقاء القادم، لذلك نحن محكومون بانتصار الجولة الثالثة من جنيف، وانتصارها يتمثل بالخروج بالحل السياسي النهائي للأزمة السورية على أساس قرار مجلس الأمن 2254».
وأضاف: «وإلّا فما البديل؟ إذا لم تنجح الجولة الثالثة فسنعود إلى نقطة الصفر، لا أعتقد أن هنالك خياراً ثالثاً، الخيار الأول هو: إحداث اختراق، وهو ممكن وليس مستحيلاً، ويتطلب فقط إرادة سياسية من الأطراف الدولية والإقليمية والمحلية. اليوم هناك تغيرات هامة في الإقليم أعتقد ستلعب دورها في إيجاد هذه الإرادة وسنرى نتائج لقاء بوتين وأردوغان في بطرسبرغ في التاسع من آب، وأعتقد أن الأزمة السورية ستكون نقطة أساسية في جدول الأعمال وسيلعب هذا اللقاء دوراً هاماً في دفع الحل السياسي إلى الأمام. لا خيار ثالثاً، إما الفشل النهائي وهذا لا يجب أن يسمح به المجتمع الدولي، فقرار مجلس الأمن 2254 كتب وأقرّ ليس من أجل أن يرمى في سلة المهملات، وإما أن نحدث الاختراق المطلوب».
«وضع حلب
سيدفع الحل السياسي قدماً»
وفيما يتعلق بوضع حلب بالمعنى العسكري، والتغيرات الكبيرة التي طرأت في الفترة الأخيرة، وما يمكن أن يبنى عليها، قال جميل: «اليوم صباحاً أبلغني رفاقنا في حزب الإرادة الشعبية بحلب، أن بني زيد والليرمون قد تم تحريرهما، فقلت لهم: هذا أمر جيد جداً لأنه سيفتح الطريق نهائياً لجنيف وللحل السياسي». وأوضح: «التغير الإيجابي بميزان القوى العسكري، والذي حدث في منطقة من حلب، سيجعل حلب أكثر أماناً في الأيام القادمة، والوضع العسكري الميداني هذا يخدّم الهدف السياسي، لذلك فالأمور تسير بالاتجاه الصحيح ولا أحد اليوم يلعب الدور السابق الذي كان يعيق كثيراً التقدم العسكري المطلوب في هذه المنطقة أو تلك»
الحسم العسكري وهم
وحول ما يبنيه البعض من استنتاجات تنطلق من التغير العسكري في حلب لتعيد النفخ في قربة الحسم العسكري المقطوعة، أكّد جميل: «الحسم العسكري وهم وقبض للريح. الحل عملياً هو سياسي- عسكري، بمعنى آخر فإنه قبل الوصول إلى طاولة المفاوضات النهائية والأخيرة، كل طرف يحاول أن يجمع نقاطاً أكثر في جعبته عبر عمليات عسكرية تعزز موقعه على الأرض، اليوم الجيش السوري وحلفاؤه استطاعوا أن يحققوا تقدماً جيداً في حلب، هذا التقدم الجيد في حلب سيساعد كثيراً على الحل السياسي، وأعتقد أنه يجب أن نرى هذه العملية بجدليتها ليس هنالك عمل عسكري من أجل هدف عسكري بحت، والهدف السياسي لا يمكن الوصول إليه أحياناً إلا ببعض الأعمال العسكرية التي تجبر الطرف الآخر على الذهاب إلى طاولة المفاوضات، وهذا ما يجري عملياً. ويبقى كلامنا الذي قلناه منذ اللحظة الأولى صحيحاً، وهو أن الانتصار الساحق من قبل طرف على طرف في سورية غير ممكن ومستحيل وسيؤدي إلى إطالة أمد الأزمة إلى ما شاء الله».
ظروف «جولة أخيرة» محققة
وفي إجابته عن سؤال المحاور حول سبب إصراره على أن الجولة القادمة هي الأخيرة، أوضح جميل: «أعتقد أن الظروف كلها لتحقيق ذلك (أن تكون الجولة المقبلة هي الأخيرة) يجب أن تتوفر، وهي لا تتوفر من تلقاء نفسها، ولكن يجب أن تصنع، ونحن من صنّاع هذه الظروف، صنع ظروف من أجل أن تكون جنيف الثالثة والأخيرة، وسبب الإصرار الأساسي هو معاناة الشعب السوري التي يجب إنهاؤها»
وأضاف: «نحن، كجبهة تغيير وتحرير، وكمنصة موسكو، نبذل جهودنا ونعمل بإصرار وعناد بهذا الاتجاه، ونعتقد أن هذا الاتجاه هو الاتجاه الوحيد الذي يمكنه موضوعياً السير إلى الأمام.. الأفكار والحلول الأخرى كلها غير صالحة للسير إلى الأمام، لذلك نحن متفائلون ونعمل لكي نكون متأكدين من أن تكون جولة جنيف القادمة هي الأخيرة لأن الشعب السوري كفاه «تعتيراً» والأزمة السورية طالت أكثر من الحرب العالمية الثانية ومن الحرب الوطنية العظمى بالاتحاد السوفييتي.
«حاجة»..!، يجب الانتهاء من هذه المأساة الإنسانية الكبرى، هذا الذي يدفعنا للقول بأن جنيف الثالث يجب أن يكون الأخير»
«اللعب على وتر الوضع الميداني اشتراط مسبق ولكنه مموه»
في تصريحات نشرتها وكالة تاس الروسية يوم الأربعاء، 27 تموز، وترجمها موقع «قاسيون» الإلكتروني أكد د. قدري جميل أن «الوضع في حلب يوضح ضرورة عقد المفاوضات السورية- السورية بأسرع ما يمكن»، مضيفاً: «إذا كان الوضع سيئاً في حلب، فإنّ ذلك يعني حاجة أكبر لعودة المحادثات، وإن محاولات اللعب على وتر أن الحالة الميدانية، هنا أو هناك، لا تسمح بعقد المفاوضات، ليس أكثر من اشتراط مسبق يجري تمويهه».