الله يا النائب.. لو تفعلها!

ما يزال صدى تصريح النائب الاقتصادي الأخير المتعلق بزيادة الناتج المحلي الإجمالي إلى 100 مليار دولار عام 2015 يتردد بين جبلي قاسيون في دمشق والزاوية في حلب، ما يعكس شدة التصريح واختراقه لجميع الحواجز الفيزيائية المعروفة، إذ لم يسمعه أحد إلاّ وفتح عينيه إلى آخر مدى ليستجمع بعض الصور المساعدة لتخيل المشهد المستقبلي الرائع!.

سبق أن تناولنا التصريح وعدم انسجامه مع الواقع المعاش في مقال سابق، لكن وبما أن من أطلقه أشد انتماء للواقع الافتراضي و"راشيتاته" ووصفاته فلابد من أخذه على محمل الجد قليلاً لئلا تصيبنا لومة لائم، قال النائب الاقتصادي إن مجمل ما ينتجه الاقتصاد السوري سيصبح عام 2015 «أكبر من مجموع اقتصادي لبنان والأردن»، أي قرابة 100 مليار دولار أمريكي، وقلنا إن المؤشرات الحالية انطلاقاً من أرقام صندوق النقد الدولي «حليف النائب» تؤكد أن اقتصاداً يسير من 54.5 مليار دولار عام 2008 إلى 52.5 مليار دولار في العام 2009، سيصل في حال الإبقاء على النهج الاقتصادي المتبع في البلاد والإبقاء على "حامليه" إلى 42.1 ملياراً عام 2015.

إلاّ أننا طبعاً لم نأخذ بعين الاعتبار في المرة السابقة أن هذا الرقم قابل للتحقيق إذا توفرت بعض الشروط الكفيلة بالوصول إلى معدل نمو اقتصادي حقيقي لا يقل عن 14 %، ولهذا وجب التنويه، إذ من الممكن أن يفاجئنا النائب الاقتصادي وهو يسبق نفسه وخططه وخطط أصحابه، فيصل بالاقتصاد الوطني «من غامض علمه» إلى معدل نمو يزيد على المعدل المخطط في الخطة الخمسية الحادية عشرة (8 % حسب آخر الأنباء) بنحو 6 % إضافيةً، ومن يعلم، أليست الليبرالية على كل شيء افتراضي قديرة؟! فهل يفعلها النائب ويخلق تلك الأرضية الكفيلة بتحقيق نمو يزيد عن 14 % خلال خمس سنوات، وهو ما لم تستطع خمس سنوات قبلها أن تحقق نصفه؟!

الله يا النائب لو تفعلها.. ولكن: «زعم الفرزدق أن سيقتل مربعاً.. أبشر بطول سلامة يا مربع»!