حمص ـ ماجد دياب حمص ـ ماجد دياب

التوحيد يحتاج إلى إشراك كل من تهمهم وحدة الحزب

الرفاق في اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين..

نص مشروع الموضوعات البرنامجية للاجتماع الوطني التاسع لوحدة الشيوعيين السوريين على المطالبة بقانون انتخابات نسبي تكون فيه البلاد دائرة انتخابية واحدة يضمن تنشيط الحركة السياسية وتنافسها على أساس برنامجي، ولم يوضح مشروع الموضوعات هل المقصود بقانون الانتخابات على أساس التمثيل النسبي لانتخابات مجلس الشعب فقط، أم حتى انتخابات الاتحادات الشعبية كذلك.

لا شك أن قانون الانتخابات على أساس التمثيل النسبي هو الأكثر عدالة، إذ يتناسب عدد المقاعد الفائزة في القوائم مع حجم ونسبة أصواتها الانتخابية، كما يتم التصويت للقائمة ولبرنامجها المتكامل انطلاقاً من اعتبار الوطن ككل دائرة انتخابية واحدة. وهو يمثل تجاوزاً لمختلف النزاعات المحلية الضيقة. ومن الجدير بالذكر أن هناك /67/ دولة في العالم تعتمد في انتخابات برلماناتها نظام التمثيل النسبي. كما أن نسبة المقترعين في بلدان نظام التمثيل النسبي أعلى من نسبتهم في بلدان الأنظمة الانتخابية الأخرى لشعور المقترع بأن له تأثير مباشر على نتيجة الاقتراع وعلى اختيار المرشحين. وفي هذا تعميق للمضمون الديمقراطي للانتخابات من خلال توسيع دائرة المشاركة الشعبية. ووفق نظام التمثيل النسبي تعتمد نسب متفاوتة لعتبة الفوز أو ما يسمى بنسبة الحسم. أي الحد الأدنى المطلوب من الأصوات للفوز بالحد الأدنى من مرشحي القائمة. وتختلف بنسبة الحسم من بلد إلى آخر. وقد تقل نسبة الحسم عن /1%/ كما هو الحال في هولندا مثلاً، وقد ترتفع لتصل إلى /10%/ كما في تركيا. ولكن النسب الغالبة تتراوح بين 1.5 % إلى 4 %/ وتتميز انتخابات جنوب إفريقيا بغياب أية عتبة مسبقة (نسبة حسم صفر بالمائة) بحيث تمكن حزب صغير مثل الحزب المسيحي الديمقراطي الإفريقي من الحصول في إحدى الدورات الانتخابية عام 1994 على مقعدين في البرلمان مع أنه حصل على أقل من نصف بالمائة (0.45) من الأصوات فقط.

أما حول مهام الشيوعيين، فقد جاء في مشروع الموضوعات البرنامجية «إن الدور الوظيفي يعني قبل كل شيء اعتراف المجتمع، وخاصة الطبقة العاملة وسائر الكادحين بالشيوعيين كقوة تمثلهم... وهذا الأمر سيحتاج إلى عمل كثير لاستعادة ثقة الجماهير بحزبها، وهو أمر صعب التحقيق في حال بقاء الحركة منقسمة بين فصائل ومجموعات مما يتطلب إنجاز عملية توحيد الشيوعيين السوريين من تحت لفوق».

مع أهمية ما جاء في الفقرات (28، 29، 30) إلا أن الحديث عن توحيد الشيوعيين السوريين لم يأخذ من مشروع الموضوعات البرنامجية إلا بضع كلمات، ولم يتحدث مشروع الموضوعات عن مدى التقدم في إنجاز مهمة التوحيد، الرافعة الرئيسية، والشرط الموضوعي لاستعادة ثقة الجماهير بحزبها.

إن إنجاز مهمة التوحيد تحتاج إلى إشراك كل من يهمهم وحدة الحزب من فصائل ومجموعات شيوعية ومن الشيوعيين خارج المجموعات والفصائل ومن القوى والأحزاب الصديقة، وذلك من خلال طرح وجهات النظر من قضايا الوحدة أو وجهات نظر الفصائل والمجموعات الشيوعية السورية، ما هي نقاط الاتفاق، وما هي نقاط الخلاف، وكيف يمكن حلها. الخشية أن تتكرر في الوثائق عبارات الوحدة والتوحيد دون انجازات تذكر، ويتحول شعار الوحدة إلى حلم بعيد المنال، مما يحول دون ممارسة الحزب لدوره الوظيفي المنشود.