د. جميل: الحرب في سورية أصبحت تجارةمربحـة جـداً لـبعـض أوسـاط الـمافـيا!
أجرت مجلة «الفكر الروسي» التي تصدر في لندن في عددها رقم 5/73 (4944)، بتاريخ أيار الماضي، مقابلة مطولة مع الرفيق قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية ورئيس وفد منصة موسكو للمعارضة السورية إلى مفاوضات «جنيف3»، ودار الحديث حول طيف من القضايا الدولية والإقليمية المتعلقة بالتسوية السلمية في سورية. وفيما يلي تنشر «قاسيون» ترجمة هذه المقابلة..
أجرى المقابلة: تيو غورييلي
السؤال الأول يتعلق بموضوع نادراً ما يثار في المناقشات العامة أو في مقالات الصحف أو في مختلف البرامج الإذاعية والتلفزيونية، وهو أن لدى سورية موارد طبيعية هائلة تعتبر لقمة لذيذة بالنسبة لبعض دول حلف شمال الأطلسي. إلى أي مدى يمكن إسقاط هذا العامل على القضايا السياسية؟
سورية هي بالتأكيد غنية بالموارد الطبيعية. ولكن إذا جرى الحكم عليها منطقياً فإن وزنها الجيوسياسي هو أكثر أهمية من هذه الموارد. وبقراءتي المراجع عن الأهمية الجيوسياسية والموقع الاستراتيجي لسورية كثيراً ما كانت تصادفني مقولة: سورية هي المفتاح لما يسمى «منطقة الشرق الأوسط». والتفسيرات هنا يمكن أن تكون مختلفة جداً ولكن ينبغي أن يفهم منها التالي: إذا كان شرق المتوسط هو بوابة «الشرق الأوسط»، فسورية التي تحتل موقعاً أكثر ملاءمة من الناحية الاستراتيجية في منطقة شرق البحر الأبيض المتوسط هي بالتأكيد مفتاح هذه البوابة، ومع ذلك تظل هذه المسألة أمام المحللين السياسيين قائمة إلى أن يجدوا تفسيراً دقيقاً تماماً لهذه المقولة.
الأهمية الجيوسياسية لسورية لم تكن نتيجة للأحداث الأخيرة فيها، وإنما هي حقيقة تاريخية قائمة منذ أمد بعيد، ومن هنا الاستنتاج بأنه إذا كان الوضع في سورية مستقراً فسيكون مستقراً في المنطقة بأسرها، وإن زعزعة الاستقرار في سورية يولد بالتالي زعزعة الاستقرار في المنطقة. وفي حديثي عن المنطقة أقصد الأراضي الواسعة الممتدة من البحر الأبيض المتوسط إلى ما بعد بحر قزوين، إذ أن التشكيلات التكتونية الجيوسياسية هنا لا تزال غير مدروسة، ولكن تظل الحقيقة واضحة بأن سورية تعتبر عاملاً رئيسيا في العديد من الأحداث الإقليمية.
وإذا كنا نتحدث عن الموارد الطبيعية فإنه يمكننا أن نعترف بأن المملكة العربية السعودية أو العراق هما أكثر ثراء بالنفط من سورية، ولكن من حيث تنوع الموارد الطبيعية تبقى سورية فريدة من نوعها حقاً، وأعتقد أن هذا ما سيضمن النمو الاقتصادي في البلاد في المستقبل عندما سنصل إلى مرحلة إحياء الاقتصاد السوري الذي كانت تنميته على مدى نصف قرن تعتمد على إنتاج النفط والغاز والقمح والقطن، ولكن أسعارها كانت تحدد من قبل الأسواق العالمية أي الأسواق الغربية، ومع ذلك يوجد في سورية ثروات فريدة من نوعها يمكنها أن توفر نمواً حقيقياً للإقتصاد السوري، كما تستطيع سورية بفضل مواردها وباتباع سياسة اقتصادية مرنة وفعالة أن تصبح مثالاً للعديد من «البلدان النامية».
هل يعني هذا أن الصراع في سورية ليس فقط بسبب الحركات السياسية في البلاد وغزو الجماعات الإرهابية، ولكن أيضا بسبب القوى الخارجية التي تريد الحصول على هذه الثروات واستغلالها؟
أعتقد أنه من الضروري الذهاب أبعد من ذلك، والنظر أعمق في تاريخ القضية. مشكلات سورية تنبع من محاولات تنفيذ «نظرية الفوضى الخلاقة»، وأعتقد أن هذه النظرية ولدت نتيجة للأزمة التي يعيشها الدولار الأمريكي على الساحة العالمية، فالولايات المتحدة لا تريد أن يصبح منافسو الدولار مثل اليورو والروبل واليوان أقوى منه، وأن ينمو اقتصاد روسيا والصين على نحو فعال، ولكن موارد اقتصاد الولايات المتحدة نفسها غير كافية لفرض إملاءاتها الدولية.
الولايات المتحدة اضطرت للانسحاب من مناطق مختلفة من العالم؛ ويكفي أن نرى حجم تراجعاتها في أمريكا الجنوبية. وفي منطقتنا وجد الأمريكيون أنه من الأفضل استخدام هذه الأداة السياسية، أي «الفوضى الخلاقة»، وهم يعتبرون أنه من الممكن تدمير وإحراق هذه المنطقة لدرجة لا تكون فيها أية قوة من القوى الكبرى، التي تتنافس معها على الساحة الدولية، قادرة على حل قضايا تنمية اقتصادياتها الخاصة، وذلك بسبب أن حرباً تستعر نيرانها بالقرب من حدودها.
وبالتالي لن يكون هناك أية منافسة للدولار كعملة احتياطية في العالم، وحينها أيضاً لن تحاول الصين أو روسيا السعي إلى جعل عملاتهما الوطنية عملات احتياطية جنباً إلى جنب مع الدولار. هكذا هي المسألة اليوم حسب رأيي، فالنتيجة التي تسعى إلى تحقيقها الولايات المتحدة هي الحفاظ على هيمنة الدولار إلى أقصى حد ممكن من الزمن.
برأيكم ما هو الدور الذي تلعبه تركيا والمملكة العربية السعودية في النزاع السوري؟ وما هي الأغراض التي تتوخيانها من ذلك؟
لنبدأ مما هو معروف بأن الطبيعة لا تقبل الفراغ، وحالما توقفت الولايات المتحدة عن لعب دورها السابق، بدأ الوضع يتغير وراح يتشكل الفراغ تدريجياً، وبدأت تقوم السعودية وتركيا وإيران و«إسرائيل»، ولو من وراء الكواليس، بمحاولات لملء الفراغ المتشكل عبر توسيع النفوذ وتعزيز مواقع القوى الموالية لكل منها، وفي هذه العملية تكمن جذور المشكلات كلها، ولا تزال الولايات المتحدة تسعى للسيطرة على الوضع ولكنها لا تنجح في مساعيها هذه، وعندما بدأت سورية تخرج من هيمنة القوى الغربية بدأ استخدام أداة «الفوضى الخلاقة».
كان التحرك الروسي في سورية خطوة مهمة للمنطقة برمتها، وساعد الشعوب على فهم كارثية «الفوضى الخلاقة»، كما أوضح نسبة توازن القوى في العالم، وتوازن القوى في المنطقة، وبالتالي أزال التعتيم عن تلك القوى التي تسعى بصدق من أجل السلام والعدالة وراحت هذه القوى تملأ هذا الفراغ بنفسها. فمن دون روسيا كان بدء هذه العملية سيكون أكثر صعوبة، وكان سيستغرق وقتاً طويلاً، ولكن من الواضح أيضاً أن روسيا يمكنها أن تلعب دوراً مهماً جداً في استقرار المنطقة.
بقدر ما نعلم، فإن محادثات نيسان في جنيف كانت تعتبر الجولة قبل الأخيرة، ما يفرض قدراً أكبر من المسؤولية على الأطراف في التوصل إلى اتفاق. ما هي القوى التي تعتقدون أنها الأكثر تأثيراً في إعاقة تحقيق الاتفاقات؟
الجواب بسيط: إنها القوى المتطرفة على جانبي المتراس. هذه هي القوى التي لا تريد اتفاقاً، وهي على استعداد لتعطيله مهما بلغ الثمن، والسبب في ذلك هو أن الحرب في سورية أصبحت تجارة مربحة جداً لبعض أوساط المافيا، ويمكن العثور عليها ليس فقط في صفوف المعارضة ولكن أيضاً داخل النظام. والفوائد الاقتصادية لهذه الأوساط هي أكثر أهمية بما لا يقاس من السلم الداخلي، لذلك يسعون جاهدين لضمان أن تستمر الاشتباكات المسلحة لأطول فترة ممكنة. كما يجب إضافة العوامل السياسية والنفسية لكل ما سبق، إذ أن تلك الشخصيات التي تلطخت أيديها بالدماء، تخشى من المحاسبة على أفعالها أمام الشعب السوري حين يسود السلام في البلاد، وهي قد ارتكبت جرائم ضد الشعب السوري في الجانبين كليهما، لذا يبذل المجرمون قصارى جهدهم لتأخير اليوم الذي سيتم فيه استدعائهم للمسائلة.
ومع ذلك، فإن القضية السورية أخذت بعداً ليس إقليمياً فقط، وإنما دولياً أيضاً، فمن جهة يقف داعش بجرائمه الوحشية، ومن ناحية أخرى نلاحظ وقوع كارثة إنسانية تؤثر على الاستقرار في أوروبا الغربية. ولهذا السبب بالذات أعتبر أن نهاية مرحلة «الفوضى الخلاقة» باتت وشيكة، ومن غير المرجح أن يكون من خطط لها ووضعها موضع التنفيذ قد افترض أن موجات هذه الفوضى قد تضرب شطآن بلاده.
هل تعتقدون أن فوز قوى السلام ممكن، أو أن قوى استفزازية سوف تظهر في آخر لحظة ويعود الجميع إلى الحرب؟
إن قدرنا هو النصر، ونحن محكومون به، لأنه ليس لدينا خيار آخر. بالإضافة إلى ذلك، فإن ميزان القوى في العالم آخذ في التغير، ونحن نرى أنه منذ الفيتو الروسي الصيني الأول في مجلس الأمن بشأن المسألة السورية جرت في العالم تغييرات كبيرة: لقد اختفى العالم أحادي القطب، وتبين أن الإمبراطورية التي خلقتها الولايات المتحدة كانت الأقصر أجلاً في تاريخ البشرية، واستمرت أقل من عشرين عاماً!
واليوم يتشكل أمام أعيننا عالم جديد بالرغم من صعوبة تصور بنيته النهائية حالياً، ولكن أصبحت خطوطه العريضة واضحة: فهو عالم متعدد الأقطاب ستلعب فيه دول «بريكس» دوراً متزايداً، وسيشكل تأثيرها أحد العوامل الرئيسية في تحديد التوجه على الساحة الدولية، والذي سوف يؤثر على القوى الإقليمية، وبطبيعة الحال على الوضع في سورية. لذلك فإن الوضع الدولي المتواكب في التشكل، لم يعد يسمح بفصل تلك القوى الإقليمية عن القوى العالمية التي من شأنها أن يكون لها تأثير حاسم على الأحداث الدولية.
هل تعتقد أن ممثلي الأكراد يجب أن يكونوا من بين الوفود المشاركة في محادثات السلام؟
بالتأكيد، بالتأكيد! وإن حقيقة عدم وجودهم حتى الآن هناك يقودني للاعتقاد بأن بعض الأوساط في الغرب تحاول تشجيع الأكراد على اتخاذ خطوات انتحارية في أن يقولوا: «إذا كنتم لا تقبلوننا كطرف في المفاوضات فسوف نذهب إلى إعلان تشكيل بنيان دولة خاصة بنا أو شبه دولة وسوف نبني وطناً قومياً خاصاً بنا» وهذا سيؤدي إلى عواقب وخيمة. وهل تعرف لماذا؟ أعتقد أن المرحلة الأولى من «الفوضى الخلاقة» كانت تفترض استخدام داعش كقوة، وهذه المرحلة بدأت تقترب من الفشل والزوال بفضل عمليات القوى الجوية الفضائية الروسية، والآن يجري الاستعداد لتنفيذ المرحلة الثانية وهي الاقتتال على أساس عرقي في منطقتنا، وإنه لمن المرعب تصور شكل هذه المرحلة: الأكراد ضد العرب، والعرب ضد الأتراك، والعرب ضد الفرس، إذ أن القنبلة التي وضعت كلغم في عام 1916 بواسطة الاتفاق الفرنسي البريطاني والذي نطلق عليه تسمية «اتفاقية سايكس بيكو» التي تحدد مناطق نفوذ القوى الاستعمارية الكبرى في المنطقة كانت قد وضعت لتنفجر الآن!
ونضيف أن الدول الغربية الكبرى قد شكّلت على أنقاض الإمبراطورية العثمانية، عشرين دولة عربية، ولكنها لم تقدم على أدنى محاولة لخلق كيان كردي صغير، بل وعلى العكس من ذلك فقد فعلت ذلك ليكون الأكراد موزعين على أربعة بلدان في المنطقة، وبالتالي فإنه من الواضح أن المشكلة الكردية ليست ناجمة عن علاقتهم مع العرب والأتراك والفرس، بل جرى خلقها من الدول الغربية! والآن تذرف النخب السياسية في هذه الدول الاستعمارية دموع التماسيح على القضية الكردية، ولكن في واقع الأمر أن هؤلاء الساسة غير الشرفاء يحاولون استخدام هذه القضية كما يحاول الغشاش استخدام ورقة مسروقة.
بطبيعة الحال، فإن الشعب الكردي له حقوقه المشروعة، ولكن الغرب يقوم الآن بتضخيم أهمية المشكلة الكردية أكثر كي يتورط الأكراد الذين عاشوا في المنطقة منذ آلاف السنين إلى جانب الشعوب الأخرى ويدخلوا في حروب مع هذه الشعوب ليقتلوا بعضهم بعضاً، وبهذا الشكل سوف تتظاهر الدول الغربية بأنها تحاول حل القضية الكردية بينما تقوم في الواقع بتعميق الخلاف حولها وتحويلها إلى مشكلة إقليمية خطيرة.
برأيكم ماهي العقبة الكبرى التي قد يكون تجاوزها خطيراً إن لم نقل مستحيلاً في التوصل إلى تسوية سلمية في سورية؟
للإجابة على هذا السؤال أود أن نعود إلى التاريخ ولنتذكر فترة ما قبل الحرب العالمية الثانية والعلاقة الحميمية بين عدد من الدول الغربية وبين النظام النازي الذي كان لتوه وصل إلى سدة السلطة في ألمانيا. بالمناسبة، لقد درست خصيصاً هذه الفترة من أجل الخروج بتصورات واضحة كيف حدث كل شيء، حيث يمكن تمييز أربع مراحل في تطور هذه العلاقات، ففي المرحلة 1922-1932 كانت تجري عملية التمويل المقنّع من الدول الغربية للدولة الفاشية في إيطاليا، كما كانت تتعزز قوة الحزب النازي في ألمانيا، وبين عامي 1933 و1939 تطورت الفاشية في أوروبا وتعززت قوتها ولكن الدول الغربية كانت تراقب بصمت هذه العملية، وبين عامي 1939 و1944 جرى الإيحاء إلى حد كبير بالنضال ضد الفاشية، وتمت بعض المعارك ذات الطابع المحلي، وفي العام 1944 تم الإنزال في نورماندي، ومنذ ذلك اليوم بدأت المعركة الحقيقية المشتركة بالتعاون مع الاتحاد السوفييتي ضد الفاشية، والتي بدأت في اللحظات الأخيرة، إذا جاز التعبير.
وبالتعريف فإن «الفاشية» هي الأداة الأكثر رجعية لدى أوساط رأس المال المالي العالمي، فهي حركة سياسية تشكلها أكثر الأوساط الامبريالية رجعية في زمن الأزمات، وداعش هو فاشية جديدة في أيدي رأس المال المالي العالمي مر تشكيلها أيضاً بأربع مراحل. وعلى ما يبدو أن مبدعيه لم ينفذوا مهمتهم بصورة خلاقة مكررين النماذج القديمة بشكل بدائي، حيث كانت المرحلة الأولى من تطوير داعش وتنظيم القاعدة والجماعات الإرهابية الأخرى القريبة بطبيعتها منها بين عامي 2000 و2005. وكانت تلك الفترة مخصصة لتمويل هذه المجموعات من حساب الأفيون الأفغاني، ومن العام 2005 إلى العام 2012 كان الصمت الغريب المريب عن الجماعات الإرهابية يُطبق داخل البلدان الغربية، فاستغل داعش وحلفاؤه هذه الفترة لتنمية العضلات، ولم يتحدث أحد في الغرب عن ذلك، ولم يرَ أحد أن من الضروري إرسال الكاميرات إليهم، بل ولم ترسل عدسة واحدة على الأقل، ولو فعلوا ذلك لاتضح للناس كَنْهَ ما كان يحدث من إيحاء بمحاربة داعش، منذ عام 2012 إلى يومنا هذا، ولكن إجراءات القوات الجوية الفضائية الروسية في سورية أجبرت الآن الغرب على التفكير: ألا نتذكر تجربة إنزال النورماندي ونبدأ المرحلة الرابعة الهامة جداً في محاربة داعش بالتعاون جنباً إلى جنب مع روسيا؟
قبل أيام التقيت زملاء لي من الدول الغربية وتحدثنا معاً حول هذا الموضوع وقلت لهم ما يلي: إن أوروبا استطاعت منع كل أولئك الذين تعاطفوا مع الفاشية وأيدوها من الوصول إلى السلطة، ولم يكن هذا الأمر سهلاً. ولكن صعود كل من روزفلت وتشرشل إلى سدة السلطة، وضع كل شيء في مكانه، وتمت تسوية مسألة النضال ضد الفاشية كلياً ونهائياً، والآن يتجدد الجدل في النخب الغربية مرة أخرى حول قضية مماثلة أيضاً، ويتعلق الكثير بكيفية وسرعة حل هذه القضية إلى حد كبير، والقرار النهائي يمكن أن يكون عائقاً أو حافزاً في الحرب على الفاشية الجديدة.
كيف ترون المنطقة في العام القادم إذا انتهت المواجهة المسلحة فيها؟
آمل أن تجري بعد عام على هذه الأرض عملية معاكسة لتلك التي حدثت في السنوات الأخيرة، وتبدأ عملية توحيد شعوب الشرق وحركات التضامن فيه، وإنني أحلم في أن تمتد هذه العملية على جميع الأراضي الممتدة من بحر قزوين إلى البحر الأبيض المتوسط. وآمل أن نتمكن من توحيد جهودنا في الكفاح من أجل السلام والعدالة، ولا يهم سواء كان ذلك في إطار اتحاد ما، أو ببساطة في إطار حركة تضامن بين دول مختلفة، إذ أن «اتفاقية سايكس بيكو» كانت تهدف إلى تجزئة الشرق، والآن يريدون بمساعدة داعش تعميق هذا التشرذم، وتفتيت ما تمت تجزئته. ولكن موقفنا هو: إذا كنا نريد أن نشن مع حلفائنا حرباً هجومية، لا دفاعية، فينبغي علينا أن نتوحد، وفي اعتقادي أن انتصار القوى المحبة للسلام في سورية يخلق أرضية صلبة ستكون لها أهمية تاريخية لبدء عملية جديدة هي عملية توحيد شعوب الشرق العظيم ضد قوى الظلام والإرهاب والقمع.