رسالة من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين..

  الرفاق أعضاء المؤتمر الحادي عشر للحزب الشيوعي السوري

اسمحوا لنا أن نحيي مؤتمركم باسم الآلاف العديدة من الشيوعيين السوريين المنضوين تحت لواء اللجنة الوطنية، متمنين لأعماله النجاح. لقد جاء في تقرير مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين في الاجتماع التاسع الذي انعقد بدمشق في 26/11/2010 تحت شعار «الاشتراكية هي الحل»، أن «العالم كله الآن أمام عصر جديد، يؤكد المقولة القديمة الصحيحة أن سمة التاريخ هي زوال الرأسمالية وانتصار الاشتراكية المتجددة المتطورة المستفيدة من تجاربها. كما أن اشتراكية القرن الواحد والعشرين ستكون الوريث الحقيقي لأفضل ما أنتجته الاشتراكية في القرن العشرين، متجاوزة كل أخطائها وثغراتها».

وها هي الحياة تثبت أن الأزمة الرأسمالية الاقتصادية العالمية هي أزمة شاملة وعميقة وليست عابرة أو مؤقتة، وتثبت انسداد الأفق التاريخي أمام الرأسمالية كنظام، وبالمقابل انفتاح الأفق أمام قوى العملية الثورية في العالم.

وبعد الذي حدث في تونس ومصر، وما يجري في العديد من البلدان العربية، لم تعد قضية عودة الجماهير إلى الشارع محل نقاش، كما لم تعد محل نقاش أننا نمر بمرحلة ثورية وطنية ديمقراطية معاصرة تندمج فيها المهام الاجتماعية الجذرية اندماجاً وثيقاً مع المهام الوطنية العامة ومع المهام الديمقراطية.. كما لم تعد محل نقاش حقيقة أن فضاء سياسياً جديداً يولد وآخر يموت.

ونتيجة إدراكنا لكل ما سبق، أكدنا ولا نزال على ضرورة وضع حد للانقسام والتشرذم في الحركة الشيوعية السورية، وضرورة عودة الحزب إلى الجماهير من أجل استعادة دوره الوظيفي الفاعل في حياة البلاد في النضال الوطني والاجتماعي.

لقد جاء في رسالتنا الموجهة إلى مكتبكم السياسي بتاريخ 2262007 ما يلي: «مثلما كانت وحدة الشيوعيين السوريين ضرورية دائماً فهي اليوم ضرورية ومستعجلة أيضاً، لأنها في ظل تطور الأوضاع الإقليمية المتفجرة والأخطار التي تحيق بسورية والمنطقة، أصبحت أمراً ملحاً لا يقبل التأجيل، وهي عامل أساسي مكون للوحدة الوطنية».

ها قد مضى أكثر من سنتين ونصف على بدء الحوار مع قيادة حزبكم حول وحدة الشيوعيين السوريين، ولم يكن لنا أي شرط على تحقيق الوحدة سوى المبادئ اللينينية في التنظيم، وأهمها سيادة المؤتمرات وإعطاء قواعد الشيوعيين حقها الطبيعي في تحقيق الوحدة على أسس لا تفضي إلى أي انقسام أو استمرار «تجاور المنابر» إلى مالا نهاية في الحزب الواحد، وهو الذي كان سبب غياب  المستوى المطلوب من وحدة الإرادة والعمل  الضرورية بعد كل تجارب التوحيد السابقة، ومن هنا كان شعارنا: «الوحدة من تحت لفوق».

إن توقف الحوار بدأ عملياً مع اقتراحنا المقدم في 14/8/2010 والذي دعا لعقد اجتماع مشترك للجنة المركزية لحزبكم ومجلس اللجنة الوطنية لإقرار نتائج ما توصلت إليه لجنة الحوار المركزية واللجان التابعة لها، ثم إصدار بلاغ مشترك عن القيادتين بصفتهما المرجعية المخولة بذلك. ونحن من جانبنا لا نعتبر أن الحوار قد انتهى، بل إننا جاهزون لمتابعته آملين من مؤتمركم أن يتخذ القرار المناسب بهذا الشأن، مؤكدين أنه لن يثنينا شيء عن الاستمرار في بذل الجهود الصادقة باتجاه وحدة قواعد الشيوعيين السوريين في حزب واحد موحد يلغي الحالة الفصائلية في الحركة الشيوعية السورية، حتى يعود الحزب إلى سابق عهده ويستعيد دوره الوظيفي في حياة البلاد وطنياً وسياسياً واجتماعياً...

أيتها الرفيقات.. أيها الرفاق..

يؤسفنا أن نعتذر عن الحضور الرسمي لجلسة افتتاح مؤتمركم، وذلك تعبيراً عن الاحتجاج الأخوي على عدم معاملتنا بالمثل من قبل الجهة المنظمة لمؤتمركم..

فقد كنا قد دعونا قيادة حزبكم للمشاركة في الاجتماعات الوطنية للجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين، وسبق للرفيق حنين نمر أن تكلم أمام الاجتماعين الوطنيين الثامن والتاسع، وكنا على استعداد للمشاركة وإلقاء كلمة أمام مؤتمركم الحادي عشر وإبداء رأينا، كما أتحنا لقيادتكم إبداء رأيها أمام اجتماعينا الوطنيين الثامن والتاسع..

إن هذه المعاملة التمييزية لا تتفق برأينا مع روح الوحدة المطلوبة ومع المستوى الذي وصل إليه الحوار المشترك, ناهيك على الإصرار على تجاهلنا، ونحن الذين نظمنا سوية معكم مهرجان دعم غزة والاحتفال بالذكرى الـ85 لتأسيس الحزب، اللذين أثبتا بالفعل الملموس كم هو هام توحيد قوى الشيوعيين السوريين.. ومع ذلك سنبقى أوفياء لقضية وحدة الشيوعيين السوريين دون كلل أو ملل، وخاصة مع كل قواعد الشيوعيين في مختلف الفصائل.

مرة أخرى نتمنى لأعمال مؤتمركم النجاح على طريق وحدة الشيوعيين السوريين...

رئاسة مجلس اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين

دمشق 15/3/2011