سامر العبد الله سامر العبد الله

النبلاء..!

يمكن تفسير وفهم الخطاب السياسي الذي تقدمه معارضة اسطنبول وأشباهها بارتباطها بمعلمين إقليميين ودوليين تعمل لديهم بالأجرة، يضاف إلى ذلك المصالح والمطامح البعيدة المدى في الوصول إلى اقتطاع جزء أكبر من (كعكة) الفساد التي يحتكر الجزء الأكبر منها فاسدو النظام، ولكن هذا التفسير يصبح منقوصاً عندما نقترب من الداخل السوري..

إذا كانت الميزة الأساسية لخطاب الثورة المضادة هو تعاملها مع جماهير السوريين على أنهم أرقام يخدمون هدفاً سامياً لا يحق لهم ولا لأحد أن يسأل عن قدسيته هدف اسمه (الثورة) فإن هذه الميزة تعود في جوهرها إلى عقلية النبلاء الاقطاعيين الراسخة في أذهان كثيرين من محدثي النعمة من بقايا الاقطاع القديم.. فهؤلاء ما يزالون حتى ساعته يقرفون من الفلاحين ومن العمال، ويعتبرونهم نوافل على حضارتهم، الفلاحون جهلة وجلفون ولا يفقهون شيئاً في السياسة، فإن هم كانوا معارضين فلأنهم حمقى وطائفيون.. وإذا هم كانوا مؤيدين فلأنهم حمقى وطائفيون.. وفي كلتا الحالتين يجب الاستفادة من حمقهم وجلافتهم في كسر حصون العدو وتحطيم مقاومته، لأنهم في المحصلة مرابعون لدينا.. كذلكم يفكر النبلاء..

في المناطق التي تطلق عليها صفة التأييد، المعارضة بشكلها الرائج إعلامياً معزولة وغير قادرة على التأثير، ومع ذلك فهي قانعة راضية لأن الفلاحين جهلة، ولأن النخبة المثقفة المتحضرة وحدها من تفهم في شؤون الثورات..

في المناطق التي تطلق عليها صفة المعارضة، تحاول المعارضة (النبيلة) تفهم عته الجماهير وغلوائها وطائفية شعاراتها ولذلك تتسامح مع كل الأخطاء التي ترتكبها طالما الخسائر لن توسخ أردان النبلاء والنبيلات..

في المناطق، كل المناطق، في سورية.. لن تكون ثورة ولن تكون دولة ولن يكون شيء ما لم يغمسه الفلاحون والعمال والشعب الفقير بآهاته وبآلامه وبجلافته وطيبته وصدقه ونزاهته وجبروته..