كلمة الرفيق : حمد الله ابراهيم في مؤتمر طهران
أيها الاخوة والاخوات:
نحن لا نمثل كافة الحراك الشعبي في عامودا .ولا نمثل الاحزاب الكردية ولكنني كردي .أمثل جزءاً لا بأس به من الحراك الشعبي السلمي .
بل ساهمنا بهذا الحراك منذ البداية،و أردنا بحث الازمة السورية ووقف العنف وفتح باب الحوار الوطني للوصول إلى حل سياسي تتوافق عليه الاحزاب والاطياف المختلفة كافة لابد ان نعرف ما اسباب هذا الحراك ،ثم نجد الحلول المناسبة لها .
وكوني من الجزيرة السورية سأتحدث عن ما تعانيه هذه المنطقة.
كانت الجزيرة أغنى محافظة في سورية (حيث نجد النفط والغاز والقمح والشعير والقطن والخضار ) ورغم ذلك نجد فيها افقر شعب في سورية .
بسبب الممارسات الخاطئة التي كان يمارسها النظام ،سأذكر بعض الامثلة عدم منح شباب المنطقة فرص العمل التي يستحقونها وفق شهادتهم بل يتم استقدام شباب من محافظات أخرى على حساب أبناء المنطقة مما يجبر هؤلاء الشباب إلى الهجرة إلى المدن الكبرى لدمشق وحلب ويمارسون أعمالاً لا تليق بتحصيلهم العلمي فيسكنون الخيم لتوفير المال الذي يقيهم من عوز الحاجة ، فلقّبوا بغجر الجزيرة، فمنذ عام 1973 حاولت الحصول على وظيفة تليق بي ولكن لم أحصل عليها الا في عام 1982 لأنني كنت شيوعياُ في الجبهة الوطنية وخطر على أمن الدولة ، تم توزيع الأراضي على جزء من سكان المنطقة وحرم الكثير منهم ووزّع الباقي على عائلات من محافظات اخرى ، تغيير اسماء القرى والمدن والاشخاص الى العربية ، ما الداعي إلى أن اسمي ابني بمحمد ويذهب اسم هذا المولود الجديد إلى الأمن السياسي وبعد ستة أشهر تأتي الموافقة وقد تغير اسمه ، فإسم باران أصبح مطر واسم كله اصبح وردة وقرية كرمير أصبحت اللبنية وأخرى سميت بالقادسية ، ورام الله وغيرها...
ما الداعي أن يشتري المواطن دار سكن له ويريد ان يحصل على سند تمليك باسمه يلزمه اكثر من عشر سنوات ثم يأتي الطلب في اغلب الحالات بالرفض وعدم الموافقة اما بنسبة للأراضي فكافة المعاملات تأتي بالرفض ، بسبب هذا الواقع المر تحرك السكان من اجل التغيير وتوقع العالم أن يحدث صدامات عنيفة في الجزيرة ،ولكن بسبب القوى الخيرة ، منعت الصدامات العنيفة ورفعت شعارات موضوعية -يطالبون بحقوقهم وكان لنا دور كبير في
تأسيس لجنة السلم الاهلي ولجنة لوأد الفتنة الطائفية. وكانت شعاراتنا-المطالبة بالمساواة والعدالة بين -العرب والأكراد والاشوريين والرمن اخوة
-لا للتدخل الخارجي لا للاستقواء على الشعب لا للعنف وبشكل عام كانت المظاهرات سلمية وهادئة ولكن الى متى سيبقى هذا الهدوء والنظام لم يقم بأي أجراء عملي سوى عودة الجنسية الى المواطنين الاكراد لأن هناك اتجاهاً في النظام واتجاهاً في المعارضة يريد اشعال الفتنة في الجزيرة وبمساعدة الدول الاقليمية مثل تركيا . يجب القيام ببعض الأعمال التي تريح السكان وتعيد لهم حقوقهم ومكانتهم مثل -المساواة بين المواطنين في كافة الحقوق والواجبات - اطلاق سراح المعتقلين السياسيين والمعتقلين على خلفية الأحداث الأخيرة الذين لم تتلوث اياديهم بدماء السوريين -ومحاسبة المسؤولين عن اراقة الدم السوري مهما كانت مواقعهم -الاعتراف الدستوري بالشعب الكردي كمكون أساسي من مكونات الشعب السوري بضمان حقوقه السياسية والمدنية والثقافية. هذه الخطوات يجب ان يقوم بها النظام كخطوة استباقية وكحسن نية لإنهاء تلك المشاكل .ثم الدعوة الى الحوار الوطني المنشود لأنه الحل الوحيد والامثل -حيث اثبتت التجارب صحته في مناطق كثيرة وعلى سبيل المثال في لبنان فبعد قتال دام أكثر من سبعة عشر عاماً ومقتل أكثر من ثلاث مائة ألف مواطن في النهاية لم تحل مشكلتهم ونزاعاتهم إلا بالحوار . هل ننتظر ليصل العدد بنا الى عشرة اضعاف ذلك العدد لنقتنع بأن الحوار هو المخرج الأمن وخاصة بعد فشل الحل الامني والحل العسكري. وكيف يرفضون الحوار ويقللون من شأنه ويضعون العراقيل امامه إذا علمنا ان الله بعظمته وجلالته وقدرته الكلية يحاور إبليس اذ جاء في الآيات الكريمة ((واذا قلنا للملائكة أسجدوا لأدم فسجدوا إلا إبليس كان من الجن ففسق عن أمر ربه))وفي أية اخرى يرد إبليس على ربه ويحاوره -((أنا خير منه خلقتني من نار وخلقته من طين)) أرجو أن تكون هذه الآية الكريمة عبرةً لنا جميعاً وأطالب بأن يبقى هذا المؤتمر مفتوحاً وتنتقل جلساته واعتباره المؤتمر المنشود وعلى النظام ان يحدد ويسمي من يمثله بشرط ان تكون من الشخصيات المقبولة عند الجميع.
والسلام عليكم