جميل: الضغط السياسي لكسر التصعيد الميداني

جميل: الضغط السياسي لكسر التصعيد الميداني

أجرت فضائية «كردستان24» يوم 7/5/2016 لقاءً مباشراً عبر الأقمار الصناعية مع د.قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، والرئيس المشارك لوفد الديمقراطيين العلمانيين المنبثق عن منصتي موسكو-أستانا، تناول أخر تطورات المشهد السوري، ميدانياً وسياسياً، وارتباط ذلك بمسار الحل السياسي للأزمة السورية ومحاولات تعطيله.

وفي رده على سؤال حول ما إذا كانت الهدنات القصيرة هنا أو هناك على الأرض السورية تشكل رسالة إيجابية لبدء محادثات جنيف، قال جميل: «طبعاً هي إشارة إيجابية ولا يمكن لأحد أن ينكر ذلك. الهدنة كانت في بدايتها ضعيفة لكنها استمرت حتى اليوم رغم الخروقات المتعددة، بعضها خروقات كبيرة وبعضها صغيرة، ولكن عملياً تم استعادتها بالتدريج لأنه لا يوجد بديل عن الحل السياسي. والحل السياسي هو الحل الوحيد، وهناك بعض الأطراف لا تريد تهدئة الأوضاع، وعلى رأسها جبهة النصرة، والأمريكيون مع الأسف لا يستطيعون السيطرة على الوضع مثل السابق، وحلفاؤهم لا ينفذون تعليماتهم، لذلك فإن مسار الهدنات هو مسار صعب». 

الهدنة تمهد لنطاق تهدئة أوسع

ورداً على سؤال حول إسهام الحكومة السورية أيضاً في عدم تثبيت الهدنة قال جميل: «تحدثت قبل قليل عن صعوبات الهدنة. روسيا قبل يومين قالت على لسان (وزير خارجيتها سيرغي) لافروف أن روسيا تستطيع العمل مع النظام لإقناعه بتثبيت الهدنة. في المقابل، وعلى الرغم من تمسك أمريكا، قولاً، بتعهداتها، إلا أنها لم تستطع حتى الآن التحكم بالوضع عبر التأثير على حلفائها. التصعيد يجري من أطراف متشددة في الطرفين، ليس من المعارضة كلها أو النظام كله. بل هناك أطراف يمكن أن تسهم في تثبيت جنيف عبر توجيه الضغط السياسي على هذا التصعيد لكسره. وروسيا نجحت كثيراً في هذا المجال».

وأضاف: «المشكلة من جهة ثانية عند جبهة النصرة وحلفائها مثل أحرار الشام وجيش الإسلام التي طلب منها من الناحية الجغرافية ومن الناحية السياسية أن تبتعد عن المنظمات الإرهابية، وحتى الآن لم يجر ذلك، ونأمل أن نتغلب على الكثير من التصعيد والصعوبات في هذا المجال. والهدنة يمكن اعتبارها طريقاً إلى هدنة أوسع للجميع، ولكننا لا نبرئ أحداً». 

هناك من يشوه الحقائق

وحول ما يقال عن وجود فيتو روسي منع التنديد في مجلس الأمن بما يحدث في حلب، وأن القرار في حال صدوره سيسهم في وقف الحرب، أجاب جميل: «لا يوجد فيتو، ولم يصدر أي قرار. يوجد بيان رئاسي، تمت صياغته بشكل غير متوازن. فيما لو صدر القرار لم تكن أمامه فرصة الحصول على إجماع مجلس الأمن. ولا أعتقد أن روسيا «ستجرم أحداً بعينه» ولا يمكن أيضاً السكوت عن الإدانات الأحادية المنحازة».

وأضاف: «إن أمريكا ذاتها لفتت الانتباه إلى أن المعارضة المسلحة المتطرفة أيضاً ترتكب تلك الفظائع».

ازدواجية واشنطن تجاه الأكراد

وحول مدى صحة أن واشنطن، المرتبطة بموسكو والأكراد، حسب السؤال، تتهم روسيا بأنها تستخدم الأكراد في سورية وتركيا للصراع مع أنقرة، قال جميل: «العلاقة عجيبة غريبة، على الأرض «في المناطق الكردية»..! الأمريكيون هم الموجودون عسكرياً هناك وليس الروس. الأمريكيون لهم علاقات عسكرية مع وحدات الحماية الذاتية، أما الروس فعلاقاتهم سياسية. وتلعب روسيا دورها في هذا المجال من أجل الحضور الكردي في جنيف، وهنا أقول الآن صراحة أن تركيا لا تملك أي حق أو قدرة على وضع فيتو على حضور الأكراد في جنيف. ومن الناحية العسكرية والناحية اللوجستية فإن أمريكا هي التي تدعم وحدات الحماية الشعبية ومن جهة أخرى لا تقوم بالمطلوب لحضور الأكراد في جنيف، فما هذه السياسة المزدوجة؟»..

ورداً على سؤال استطرادي ختامي «هل الأكراد ممثلون في جنيف اليوم؟»، أجاب جميل: «أنا تحدثت تحديداً عن حزب الاتحاد الديمقراطي، وهناك أكراد في هذا الحزب، وفي غيره. جرى وضع فيتو على حضورهم. تركيا ليست دولة عظمى ولا تملك حق استخدام الفيتو، الموقف الروسي من المسألة السورية واضح جداً، هي تريد حضور الأطراف الوطنية كلها في هذه العملية، أما سياسة أمريكا تجاه سورية، فهي تقول شيئاً، وتفعل شيئاً آخر في الواقع».

 

 

ترجمة قاسيون