لمصلحة من محاولة إفساد احتفالات الجلاء بالسويداء؟

نظم مجموعة من الشباب الوطني من أبناء محافظة السويداء احتفالاً بعيد الجلاء المجيد عند ضريح قائد الثورة السورية الكبرى المجاهد سلطان باشا الأطرش.

وفي التفاصيل؛ فقد توجهت مجموعة من الشباب الوطني من اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين واتحاد الشباب الديمقراطي (الحزب الشيوعي السوري الموحد) وأصدقاؤهم وعدد من أبناء المجاهدين وأحفادهم إلى ضريح قائد الثورة السورية في «القريا» لإحياء ذكرى الجلاء، حاملين العلم الوطني السوري بطول خمسين متراً، وصور بعض صانعي الاستقلال ومن بينهم يوسف العظمة وصالح العلي وابراهيم هنانو.

وحين وصل الشباب إلى حرم الضريح ولجوا إلى داخله، حيث وضعوا أكاليل الورد عليه ورددوا النشيد الوطني، ثم وقفوا دقيقة صمت إجلالاً وإكباراً لكل شهداء الوطن، وخصوصاً أبطال الثورة السورية، أبطال الجلاء العظيم.

لكن المؤلم وغير المفهوم، أن المحتفلين ما إن غادروا الضريح حتى فوجئوا بأعداد كبيرة من الموتورين الذين  كانوا يترصدونهم عند الباب عند دخولهم، وتجنبوا حينها الاحتكاك بهم، قد راحوا يستفزونهم.. ثم قام مئات من هؤلاء «الموتورين» باعتداء سافر عليهم، وانهالوا عليهم بالضرب بالعصي والجنازير، وأخذوا يشتمونهم بألفاظ نابية وتخوينية، مسببين لعدد منهم جراحاً مختلفة، كما مزقوا صور يوسف العظمة وصالح العلي وداسوها بأرجلهم، وحاولوا تمزيق العلم الوطني.

كما اعتدى هؤلاء على مصور قاسيون الرفيق فيصل يعسوب وكسروا الكاميرا التي يحملها وصادروا له أوراقه وثبوتياته، كما طال الضرب المدرّس هاني الأطرش أحد أحفاد قائد الثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، محاولين بذلك إفساد الاحتفال بكل معانيه ورمزيته وخصوصيته.

كل ذلك جرى بينما بقيت قوات الأمن المتواجدة بكثرة في المكان تتفرج على ما يجري وكأنها تشجع الموتورين على كل ما ارتكبوه بحق الشباب الوطنيين.

إن قاسيون تدين هذا السلوك اللامسؤول الذي تؤكد كل المعطيات أنه كان مخططاً له بالتواطؤ بين هؤلاء وبعض الجهات التنفيذية التي ترى كل من لا يردد شعاراتها وهتافاتها عدواً لها، كما تطالب قاسيون بفتح تحقيق فوري مع مشجعي ومرتكبي هذا الاعتداء المنظم ومحاسبة المعتدين ومن يدعمهم، ولجمهم، لأن هذا العمل يتنافى مع ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية المطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى.