ورقة الديمقراطيين العلمانيين قراء أولية
تضمنت الورقة التي قدمها وفد الديمقراطيين العلمانيين جملة أفكار ومبادىء، يمكن القول أنها بالمحصلة تتضمن برنامجاً للخروج من الأزمة، حيث تجمع بين الواقعية السياسية، والضرورات الوطنية بما فيها فتح الآفاق أمام تطور سورية اللاحق.
تخلو الورقة من المزاودة الكلامية، ومحاولات تسجيل النقاط، والابتزاز السياسي، والمكاسب الحزبية الضيقة، حيث تتحدث بالملموس عما ينبغي العمل عليه، تجنبت الشروط المسبقة، التي يمكن أن تعرقل إطلاق العملية السياسية، وتنسف العملية التفاوضية، وتركت هامشاً لحل القضايا الإشكالية من خلال التفاوض، وبالتوافق بين وفد النظام ووفد المعارضة، مثل موضوعة «الجسم الانتقالي»، وهي بذلك تتضمن الضروري والممكن في الوقت نفسه.
إن طرح ورقة تمتلك مثل هذه الرؤية، هي كسر للحلقة المفرغة وإضافة نوعية إلى جميع اللقاءات السابقة التي اتسمت بتمترس كل طرف خلف مواقفه المسبقة، والمستندة على أوهام الحسم والإسقاط، لتستعيض عن ذلك بالواقعية السياسية من جهة، والضرورات الوطنية من جهة أخرى. وهي بذلك لا تلغي الصراع بل تغير شكله، إلى صراع برامح وسياسات، ومواقف، وبالتالي تضع القوى المختلفة أمام امتحان تاريخي.
تعتمد الورقة، على مضمون التوافق الدولي لحل الأزمة السورية، وتتوافق معه، باعتباره نقطة الاست تضمنت الورقة التي قدمها وفد الديمقراطيين العلمانيين جملة أفكار ومبادىء، يمكن القول أنها بالمحصلة تتضمن برنامجاً للخروج من الأزمة، حيث تجمع بين الواقعية السياسية، والضرورات الوطنية بما فيها فتح الآفاق أمام تطور سورية اللاحق.
3ناد الأساسية
تتميز الورقة بأنها متكاملة، فهي من جهة عملية وتؤدي إلى الخروج من الأزمة، ومن جهة أخرى تؤمن عملية فتح الاآفاق أمام الشعب السوري، وحقه في عملية التغيير.
إن ورقة الديمقراطيين العلمانيين بتكاملها وشمولها، بالإضافة إلى النشاطات المختلفة لأعضاء الوفد، والإصرار على دعوة كل أعضائه، وتحديداً حزب الاتحاد الديمقراطي بما يمثل، وفي الوقت نفسه عدم جعل تغييبه مبرراً لعدم الحضور، وأيضاً النشاط الدعائي بالتمثيل المتساوي لأطراف المعارضة كلها، حقائق تؤكد أن القوى الحية في المجتمع السوري، تمتلك الإرادة الوطنية، بإيصال الصوت الحقيقي للشعب السوري، إلى منصة جنيف والمساهمة في دفع العملية السياسية إلى الأمام.