قوى الفساد إذ تخشى المحاسبة..
يمكن أن يقرأ بوضوح ودون جهد كبير موقف الجزء المتشدد من المعارضة السورية وبخاصة المرتبط منها بالخارج من كل من روسيا والصين وإيران
، فهذا النوع من المعارضة يزعم أن موقف هذه الدول يدعم النظام السوري ويطلق يده في الداخل السوري، ومن الواضح أن وراء هذه المزاعم يختفي حقد كبير على وقوف هذه الدول طيلة فترة الأزمة ضد المطامح الأمريكية والصهيونية في إسقاط سورية الدولة وتفتيتها، ولكن ما يدعو للوقوف عنده جدياً هو تنامي الاتجاه المعادي لروسيا والصين وإيران داخل بعض أوساط النظام المتشددة التي لم يعد يعجبها مواقف هذه الدول كما يبدو!
إنّ الترجمة الحقيقية لهذا التحول تتلخص في أن المتشددين في النظام لا يريدون للحل السياسي أن يتحول إلى واقع، لأن ذلك سيكلفهم المحاسبة على فسادهم، وما يرتضونه للأزمة السورية هو «حل توافقي» بينهم وبين متشددي الطرف الآخر يعيدون من خلاله اقتسام سورية في إطار تغيير مزيف شبيه بذاك الذي جرى في مصر وفي تونس، وهذا يعني في العمق أن من الممكن للفاسدين المزاودين ضمن النظام أن ينحرفوا عن المصلحة الوطنية وأن ينزلقوا إلى تبني المخطط الأمريكي في سورية، فقط لكي يهربوا من المحاسبة..