«احتلال وول ستريت ».. هل يستعر غضب الأمريكيين مجدداً؟

«احتلال وول ستريت ».. هل يستعر غضب الأمريكيين مجدداً؟

شهدت الولايات المتحدة يوم الأحد 17/9 مظاهرات احتجاجية تحت مسمى «احتلال وول ستريت»، وما تزال الاحتجاجات الشعبية ضد النظام المالي الأمريكي مستمرة منذ أسبوعين، وقد اعتقل 80 شخصاً على الأقل في مانهاتن على إثر هذه الاحتجاجات، كما تتصاعد التوترات بالقرب من وول ستريت، حيث كان مئات من المتظاهرين الذين ضاقوا ذرعاً بالنظام المالي الحالي قد عسكروا احتجاجا على عمليات إنقاذ البنوك التي تنتهجها بلادهم، وأزمة الرهن العقاري وما لحق بهم من ظلم اجتماعي.

في اليوم الأول، «يوم احتلال وول ستريت»، قامت شرطة مدينة نيويورك بتطويق المتظاهرين بشباك بلاستيكية محكمة، وتم اعتقال كل من كل داخل تلك الشباك، وقد ذكرت الشرطة أن أسباب اعتقال المتظاهرين تعود لعدم وجود ترخيص للمظاهرة وإعاقة حركة المرور ومقاومة الاعتقال، أو «تصوير عمليات الاعتقال..» (؟!).

 

 في اليوم الثامن لـ«احتلال وول سترييت»، نزل الآلاف إلى منطقة مانهاتن- مركز المدينة- حاملين رسالتهم: «الـ99% من الأمريكيين الذين تابعوا الاقتصاد الأمريكي في ركود تام لعقود، وعانوا من الآثار الثقيلة للأزمة الحالية، عليهم أخذ زمام الأمور والسيطرة على اقتصادهم وسياساتهم.. نحن الـ99% ويمكننا السيطرة». وقد طالب المتظاهرون بحقهم في التعبير بحرية عن مطالبهم ونيل حقوقهم كمواطنين، خصوصاً بعد السياسات التي فرضت منذ بداية العقد، وتحديداً بعد أزمة 2008، تلك السياست التي عملت على حل مشاكل البنوك والشركات وأصحاب رؤوس الأموال على حساب دافعي الضرائب.

 

الجدير بالذكر أن وسائل الإعلام المحلية لا تنقل حقيقة العنف الذي تتعامل به الشرطة الأمريكية مع المواطنين. فقد تعاملت الشرطة بوحشية وقسوة مع المتظاهرين المحتجين، حيث قامت بضربهم بقسوة وجرهم على الأرض بطريقة مهينة جداً.
 وقد قام موقع «
RT.com» التابع لقناة روسيا اليوم وموقع «Digital Journal» بتغطية المظاهرات، وفي استبيان على الانترنت حمل تساؤل عن غياب التغطية الإعلامية المحلية لتلك الاحتجاجات، أكد معظم المشاركين في الاستبيان أن الشبكات الإعلامية والإخبارية تعود ملكيتها لأصحاب الشركات ورؤوس الأموال الذين يحتجون ضدهم أصلاً.. وقد علقت إحدى المشاركات: «أشاهد التلفاز كل صباح.. تابعت الإعلانات عن تغييرات «فايسبوك» الجديدة 6 مرات، ولم أر خبراً واحداً عمّا كان يحدث في الشارع المجاور لعملي..».