محاربة الإرهاب.. التغيير السياسي.. الكارثة الإنسانية مسارات متساوقة وليست متسلسلة
عرضت قناة «روسيا اليوم» مساء الثلاثاء 1/9/2015، ضمن برنامج بانوراما، حواراً أجراه الصحفي أرتيوم كابتشوك، مع د.قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، والقيادي في جبهة التغيير والتحرير، جمعه مع عضو الائتلاف السوري بسام الملك، حيث دار الحوار عن لقاءات ممثلي لجنة نداء موسكو مع الوزير لافروف ونائبه بوغدانوف، وكذلك عن تحضيرات جنيف3 وبعض ملابسات العملية السياسية السورية.
وخلال اللقاء أكد د.جميل أنه تم التوصل مع الجانب الروسي إلى استنتاج مفاده أن الحراك السياسي الجاري اليوم بمختلف أشكاله، في الأمم المتحدة، وفي جنيف، وفي موسكو، كله يدل على أن مسار جنيف قد فتح، وأن التحضير لجنيف3 أصبح جدياً، وعلى أرض الواقع يسير بتسارع ممكن أن يكون مختلفاً بين لحظة وأخرى ولكنه يسير إلى الأمام.
وشدد جميل على أن موقف جبهة التغيير والتحرير من موسكو3 لن يكون دوغماتياً، وإنما براغماتياً بشكل مفيد لتحضيرات جنيف3، أي يجب ألا يتحول موسكو3 إلى عائق ومؤخر لجنيف3. فإذا كان موسكو1 «حفلة تعارف» بين الأطراف، لأن المعارضة والنظام تاريخياً لم يجتمعا بهذا الحجم، وإذا أدى موسكو2 بعد جهد ونقاش إلى الوثيقة السياسية الهامة التي تم التأكيد فيها على بيان جنيف1، ومرجعيته، وعلى ضرورة الذهاب إلى جنيف3، فمن الضروري أن يأتي موسكو3، إن كان ضرورياً ومفيداً لجنيف3، بنتائج أكبر، ولاسيما ارتباطاً بإجراءات بناء الثقة من أجل إنجاح جنيف3نأ.
وحول ما هي العقدة الأساسية في عدم توافق السوريين قال جميل، من ضمن أشياء أخرى، أن العقدة في جنيف2 كانت أن النظام وضع قضية الإرهاب أولاً، والمعارضة- الممثلة بالائتلاف في حينه- وضعت قضية التغيير أولاً، في حين أن اقتراحات دي ميستورا اليوم في تشكيل مجموعات العمل الأربع لم تضع هذا القضايا بالتسلسل وإنما وضعتها بالتوازي، مشيراً إلى أن هذا الموضوع أصبح مقبولاً بحكم الأمر الواقع على الأقل، لأن مجلس الأمن ببيانه الرئاسي أكد عليها، فأصبحت الأطراف جميعها أمام واقع جديد: مسار محاربة الإرهاب، ومسار التغيير السياسي، والمسار الإنساني، وكل البنود الأربعة تسير مع بعضها بشكل متواز، وليس متسلسل. فالتسلسل، كما تبين حتى في اجتماع موسكو2، يمكن أن يعيق وأن يؤخر، وأن لا يسمح بخلق الأجواء الإيجابية لحلحلة الأمور.
وأشار جميل في حديثه عن العقدة الثانية المتعلقة بشكل تمثيل المعارضة إلى أن الأطراف الدولية والإقليمية جميعها قد اقتنعت بضرورة إصلاح تركيب وفد المعارضة، بما فيها الائتلاف نفسه حتى وإن لم يتكلم عن هذا الموضوع بشكل صريح وعلني، موضحاً أنه مع حل عقدتين من عقد جنيف2 بات الأفق مفتوحاً للذهاب نحو جنيف3 لتنفيذ المهام الموضوعة أمامه.
وأوضح في سياق متصل بتشكيل وفد المعارضة السورية الشاملة أنه إذا كان الحديث عن وفد المعارضة للمشاركة بعمل المجموعات فهذا قد أخذته الأمم المتحدة على عاتقها، وهي قضية غير معقدة، لأن في كل مجموعة حسب قول ممثلي الأمم المتحدة سيكون هنالك حوالي 30 شخص، 10 نظام، و10 مجتمع مدني و10 معارضة. أما إذا كان الحديث يجري حول تشكيل وفد المعارضة إلى جنيف3 فهذا موضوع آخر لأن وفد المعارضة في هذه الحالة يجب أن يكون واسع التمثيل لكل أطياف المعارضة، وعادل التمثيل، كي نتجاوز النقص الذي كان موجوداً في جنيف2. وأشار إل أن موسكو سلمت قائمة بـ 38 اسماً من الشخصيات المعارضة التي وجهت إليها الدعوة للقاءات موسكو السابقة، من الذين حضروا ولم يحضروا، في حين أن الأمريكيين والسعوديين لم يقوموا بذلك بعد رغم الاتفاق في الدوحة بين الأطراف الثلاثة على ذلك، وطلب من الضيف الأخر الذي كان يتحدث من القاهرة أن يتضامن في الطلب من الأمريكيين والسعوديين أن يتحركوا بهذا الاتجاه وأن ينجزوا هذه المهمة بسرعة لأن كل يوم يمر ثمنه دم في سورية، ثمنه مهاجرون وآلام وخراب، لذلك يجب على القوى الدولية أن تصل إلى كلمة سواء، وأن تتفق على حل هذه القضية، مضيفاً أن دي ميستورا يعمل على حل الجانب الآخر المتعلق بمجموعات العمل، من الآن إلى 15 تشرين الثاني، معرباً عن اعتقاده أنه حينها سنكون جاهزون لجنيف3.
وحول بعض الترويجات الإعلامية عن حجم التغييرات التي تريدها موسكو في بنية النظام السوري، ومصير الرئيس الأسد، قال جميل: يبقى هذا كلام جرائد، وهذا الكلام لا يمكن توثيقه في الظرف الحالي، الروس يدعون في الأساس إلى تنفيذ بيان جنيف1، وأحد النقاط الهامة في جنيف1 هي هيئة الحكم الانتقالي، ولا يجوز الالتفاف على بيان جنيف1 ولا على أجزائه ويجب تنفيذه كاملاً، ولكن بيان جنيف1 المطلوب منه أن تشكيل الهيئة الانتقالية يجب أن يتم بالتراضي بين الأطراف السورية أولاً، ومطلوب حل الأمور السورية جميعها بحوار سوري- سوري. ولذلك فإن تشكيل الهيئة الانتقالية سيكون مناسبة من أجل حلحلة الأزمة السورية كلها ووضع مكافحة الإرهاب على السكة الصحيحة كي نستطيع كسوريين معاً دحر الإرهاب بأشكاله كلها.