بيان: الشعب السوري سليل أبطال الجلاء يعرف أعداءه جيداً
تمر اليوم 17/4/2015 الذكرى 69 لعيد جلاء المستعمر الفرنسي عن سورية، بالتزامن مع تفاقم الأزمة الشاملة فيها ووصولها إلى حدود كارثية غير مسبوقة تدفع بالسوريين إلى التطلع نحو جلاء جديد ومن نوع آخر يتمثل في جلاء التدخل الخارجي وجلاء العنف والاقتتال وجلاء أمراء الحرب وجلاء الإرهاب ومموليه وأزلامه وجلاء الفساد وصنّاعه، وانجلاء الأفق أمام حقهم بالعيش الكريم في وطنهم المستقل.
يمر الجلاء على السوريين اليوم، مدنيين وعسكريين، وهم ينزفون دماً وفقداً واعتقالاً وخطفاً وتهجيراً ولجوءاً وحصاراً وفقراً وجوعاً، دون أن ينال ذلك كله من إرادة الحياة لدى غالبيتهم العظمى باتجاه الدفاع عن وجودهم وعن بلدهم وعن كرامتهم، وتطلعهم نحو التغيير الوطني الديمقراطي السلمي الجذري والعميق والشامل، سياسياً واقتصادياً اجتماعياً وديمقراطياً، بما يحافظ على وحدة وسيادة بلدهم الغالية التي سلمها إياهم أجدادهم الأوائل، بمن فيهم أبطال الثورة السورية الكبرى والجلاء، من البطل يوسف العظمة ورفاقه ورفيقاته، إلى سلطان باشا الأطرش والوطنيين السوريين، مروراً بإبراهيم هنانو ومحمد الأشمر وصالح العلي وأحمد مريود ورمضان شلاش وفوزي القاوقجي، وغيرهم.
إن احترام دروس الجلاء ومعانيه ورموزه وأبطاله يعني اليوم إصرار القوى الشعبية والوطنية السورية الحية والحقة على إخراج البلاد من محنتها، انطلاقاً من التوجه نحو حل سياسي حقيقي، يحقن الدم السوري، ويوقف أشكال العدوان والتدخل الخارجي كافة، ويمنع إعادة إنتاج الأزمة بكل مستوياتها ومفاعليها، ويسترجع السيادة الوطنية الشاملة للدولة السورية على الأراضي السورية كافة، بما فيها كل الأراضي المحتلة، وفي مقدمتها الجولان من رجس الاحتلال الصهيوني.
إن الشعب السوري سليل أبطال الجلاء يعرف أعداءه جيداً، في الداخل والخارج، وهو يدرك اليوم أكثر من أي وقت مضى في عمر الأزمة الراهنة أن استمرار هذه الأزمة وأي تهاون مع منطق ومصالح وغايات المتشددين الرافضين للحل السياسي المنشود والمعرقلين له، سينسف الجلاء ومعانيه لأنه يهدد بنسف مادته الأساسية: سورية، وهو ما لم ولن يقبل الشعب به مهما كبرت التضحيات وعظمت الخسائر، وله في استلهام مآثر الجلاء قدوة أكثر من حسنة.
دمشق 17/4/2015
حزب الإرادة الشعبية