حزب الإرادة الشعبية ـ قدري جميل.. خط ثابت متجدد وسط انزياحات الآخرين

حزب الإرادة الشعبية ـ قدري جميل.. خط ثابت متجدد وسط انزياحات الآخرين

أثارت الأنباء حول مجريات زيارتي الرفيق قدري جميل، أمين حزب الإرادة الشعبية، إلى كل من موسكو، ومن ثم جنيف، وبالعكس، وما تخللها من لقاء مسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الأمريكية، تلاه مرسوم مفاجئ بعزله من منصب النائب الاقتصادي السوري، ما أثارته من لغط وتضارب وهرولة إعلامية، في التحليلات والتفسيرات والتأويلات والنظريات التآمرية،

وانتقال الهجوم أو الدفاع «ذي الطابع الشخصي أحياناً» عنه لمستويات جديدة لم تخرج عن إطار «المتوقع»، في تجاهل من أصحاب الهجوم، أو حتى الدفاع أحياناً، لحقيقة أن الرجل المعني إنما يمثل قبل كل شيء وفي نهاية المطاف حزباً متمايزاً في خطه السياسي والإعلامي منذ نشوئه وإلى الآن، وهو حزب حافظ على ذاك التمايز خلال الأزمة الوطنية العارمة، والمستمرة إلى الآن، والتي كان السباق في التحذير من مغباتها، مثلما حافظ عليه قبل وخلال وبعد وجود أحد أبرز أمناء مجلسه بالحكومة الحالية.
د. قدري جميل الذي سمع بتسريبات خبر إقالته من الحكومة السورية عبر مذيعة تلفزيونية خلال وجوده على الهواء في استوديوهات «روسيا اليوم» عصر الثلاثاء 29/10/2013، لم تغير المفاجأة الأولية من خطابه «نؤكد دائماً أن خروجنا من الحكومة أسهل من الدخول إليها»، مثلما لم يتغير ذاك الخطاب بعد ساعة من ذلك تقريباً عندما ظهر على «الميادين» ليصوب للمذيعة الأخرى «عفواً حسب الخبر الذي قدمته فينبغي أن تعرفي عليّ: نائب رئيس مجلس الوزراء السابق»، لينسحب ذلك على كل اللقاءات والتصريحات التي أدلى بها تالياً لوسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، بما فيها قناة الجزيرة، التي استبق المتربصون والتخوينيون- وحتى القلقون محبةً- عليها قبل أن يستمعوا لحديث الرجل إليها، والذي ظهر بالمحصلة كالعادة، ولكن مع تقريع القناة القطرية وتعنيفها، مثلما فعل مع «أختها» «العربية» عصر الأول من تشرين الثاني، مركزاً على جوهر المسألة: (المناصب لا تهم، هي وسيلة لتحقيق غاية، والغاية هي إنهاء معاناة الشعب السوري عبر إنجاح جنيف حالياً). وهذا هنا هو تأويل وليس اقتباس!
وفيما لن نفرد فيما يلي أية مساحة للرد على «إبداعات» الإعلام، بما فيه التلفزيوني والالكتروني، شبه الرسمي والخاص السوري ضمن رغبته في أن يصبح «إعلاماً حراً» فقط عندما يأتي الأمر للهجوم على أمين حزب الإرادة الشعبية «ليجترح» المسبات والتهم لشخصية سياسية سورية من وزن قدري جميل، ومتى وسط الأزمة الحالية(!؟)، ودون الخوض حتى في تأويلات الصحف التي أجرت اتصالات معه لتضع قصصها الخاصة، فإن «قاسيون» ستكتفي بالذهاب «إلى المصدر» لتقتبس أبرز ما قاله د.جميل نفسه تكريساً للخط والموقف.


مقاطع من مقابلة «روسيا اليوم»

29/10/2013
د. قدري، بأي صفة قمت بعقد لقاءات مع المسؤولين الأمريكيين في جنيف، هل بصفتك ممثلاً عن الحكومة أم عن المعارضة؟
قمت بهذه اللقاءات بصفتي ممثلاً عن جزء من المعارضة وهو الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ونحن حين دخلنا الحكومة كمعارضة دخلنا على أساس برنامج سياسي محدد هدفه الحل السياسي، وحين نقوم بنشاط خاص كمعارضة، فنحن نقوم عملياً بتنفيذ برنامجنا كجبهة شعبية، وهذا النشاط لا يتعارض مع وجودنا في الحكومة لأن وجودنا فيها هدفه الوصول إلى الحل السياسي.
هل بإمكانك أن تطلعنا على هدف الزيارة أو هوية الأشخاص الذين التقيت بهم في جنيف؟
من باب اللباقة، سأدع موضوع الكشف عن هؤلاء الأشخاص لهم أنفسهم، ما أستطيع قوله هو إني التقيت مع وفد عالي المستوى من وزارة الخارجية الأمريكية، وجرى الحديث حول نقاط هامة جداً، وقد غطّت وكالة «إيتار تاس» الجوانب الأساسية من هذه النقاط.
النقطة الأولى هي وجود التباس عند الجانب الأمريكي لأنهم لا يريدون اعتبارنا معارضة، وبالتالي (بالنسبة إليهم) إن أتينا إلى جنيف فيجب أن نأتي كجزء من وفد النظام، ونحن بدورنا نعيد ونكرر منذ أكثر من سنة بأننا معارضة ولن نذهب إلى جنيف إلا كمعارضة، وقد أوضحنا للأمريكيين بأن وجودنا في جنيف كمعارضة هو مفيد للنقاش العام لأننا متوافقون مع الحكومة على 10% من برنامجنا الأساسي، وبالتالي فإن وجودنا في الوفد الحكومي سيخفّض سقفنا في النقاش وفي العمل الذي سيجري في جنيف، ومن هذه الزاوية فليس هناك مصلحة لأحد بأن يجعلنا خارج إطار المعارضة السورية، إضافة إلى أن المعارضة السورية تعددية وتتسع للجميع.
هل من جديد بالنسبة للموقف الأمريكي من موضوع المعارضة المنقسمة؟
حسب ما فهمت، فإن الأمريكيين مصرّون على الذهاب إلى جنيف، وهم يحاولون الآن ممارسة تأثير على بعض المعارضات التي كان لهم تأثير عليها سابقاً كي تذهب إلى جنيف، ونحن أبدينا رأينا وقلنا بأن جنيف يجب أن يُعقد بغض النظر عن كل شيء لأن تأخير جنيف يعني المزيد من الضحايا على الأرض السورية وتأخير المؤتمر لمدة شهر واحد يعني خمسة آلاف ضحية وسطياً، وبالتالي فلا يمكن أن نسمح بسقوط مئتي ضحية يومياً في سورية بسبب عشرين أو ثلاثين سياسياً مقتنعين أو غير مقتنعين بجنيف، إن روح المسؤولية التاريخية والإنسانية تمنع كل من لديه ضمير من أن يأخذ موقفاً يؤخّر جنيف في الظروف الحالية.
هل ستتمكن المعارضة السورية من أن تكون مقنعة لكي تسد ذرائع المبعوث الدولي الأخضر الإبراهيمي؟
أنا أرى بأن معارضة الداخل أكثر من مقنعة لأنها موجودة على الأرض بأشكالها وتصنيفاتها المختلفة ولها قواعدها الجماهيرية، كما أنها قدمت تضحيات وشهداء ومعتقلين وتم الاعتراف بها على الأرض بشكل يفوق العديد من المعارضات الخارجية التي تكتسب قوتها من امتداداتها الخارجية وليس من جذورها الداخلية، أنا لا أريد التخفيف من شأن أحد، وأهلاً وسهلاً بالجميع في مؤتمر جنيف، ولكن المعارضة الداخلية هي العمود الفقري للتغييرات الديمقراطية الوطنية الجذرية التي يجب أن تجري في البلاد.
لماذا لم نر مبادرات من طرفكم من أجل ردم الهوة بينكم وبين معارضة الخارج؟
النقاش جاري حالياً، والمبادرات تظهر عند نضوج شيء ما، وأعتقد أن الأمور ستنضج بشكل جدي خلال الأسابيع القليلة القادمة قبل جنيف، كما أن الظروف تدفع الجميع للتفاهم وصولاً إلى طاولة الحوار لأن هذا هو ما يريده الشعب السوري الذي لم يعد يحتمل القتل والجوع والدماء..
هناك مصادر إعلامية تتحدث عن إعفائك من منصبك كنائب لرئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية هل هذه المعلومات صحيحة؟
أنا لم أسمع بشيء من هذا القبيل حتى لحظة دخولي إلى الاستوديو.
في حال تم إعفاؤك ما هو ردك؟
لقد كنا نقول منذ زمن طويل بأن خروجنا من الحكومة أسهل بكثير من دخولنا إليها، ووجودنا في الحكومة ليس هدفاً بحد ذاته بل هو أداة للوصول إلى الأهداف السياسية التي أعلناها، وهي المصالحة الوطنية والحل السياسي والحوار، ولن يتغير شيء من ذلك.


اقتباسات من اتصال «الميادين»

29/10/2013
«لم أتبلغ حتى الآن خبر إقالتي بشكل رسمي وإنما علمت به عبر وسائل الإعلام».
«لا أستغرب (الإعفاء) كثيراً لأنه في حال الاتفاق على الذهاب للحل السياسي سينشأ نوع من التناقض بين العمل الحكومي وعملي السياسي الحزبي»، و«أعتقد أن المهمة الأساسية التي لا يعلو عليها هي مهمة إيقاف نزيف الدم السوري».
«لا أعتقد أن من يذهب إلى جنيف 2 يمتعض من اللقاءات مع الراعين للحوار»
«لقاؤنا مع الأطراف الدولية لوقف حمام الدم السوري هو أمر مشروع، وسنطرق كل الأبواب للخروج من الأزمة السورية».
«اختلفت مع الحكومة لأنني أتفرغ للعمل السياسي والحزبي، وخلافي ليس ذلك الخلاف المبدئي العميق»
«سأعود إلى سورية فور انتهاء أعمال الجولة التي أقوم بها حالياً».
«مؤتمر جنيف 2 بدأ عملياً وسينتهي حين انعقاده»


مقاطع مع اقتباسات من مادة «الأخبار»

عدد 30/10/2013
في حديث مع «الأخبار»، قال جميل: «لست موظفاً حتى أتنازل عن استقلاليتي كفريق سياسي. أنا في الحكومة كممثل للحزب. ولا أنتظر موافقة الحكومة على الاتصالات السياسية».
«(الأمريكيون) يتهموننا بأننا من النظام ولسنا معارضة، ونحن قلنا لهم إنكم تعملون على استبدال البعث كحزب قائد بالائتلاف كحزب قائد».
وقال جميل إن مؤتمر جنيف سيجري خلال يومين، الأول «بروتوكولي»، حيث سيكون هناك كلمات لممثلين عن 50 دولة.
واليوم الثاني، سيثبّت فيه المرحلة الأولى من الاتفاق على حكومة انتقالية، يجري البحث والتفاوض حول صلاحياتها «وهناك جهد لاختيار رئيسها، والنقاش يدور حول نسب تمثيل قوى المعارضة فيها قبل الكلام عن نسب تمثيل النظام».
وأكد جميل عودته إلى دمشق بعد انتهاء اجتماعات موسكو بين 7 و8 من الشهر المقبل.


مقاطع مع اقتباسات من جريدة «الشرق الأوسط»

عدد 31/10/2013
قال نائب رئيس مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية المقال قدري جميل، إن كل المعلومات التي جرى تداولها بشأن إقالته من منصبه، ولاسيما تلك التي ربطت بين استبعاده ولقاءات مع مسؤولين أميركيين، «سطحية ومبتذلة».
ونفى جميل أن يكون «رجل روسيا»، مؤكدا أنه يتعامل مع كل الأطراف المعنية في الأزمة السورية.
وأكد جميل أنه لا صحة لكل ما أشيع كذلك حول الدعم الروسي الذي يتلقاه لتأهيله ليكون رجل المرحلة المقبلة في سورية بدلاً من الرئيس السوري بشار الأسد، قائلاً: «لم يطرح هذا الموضوع علي، كما أنني لا أسمح ببحثه؛ لأنني أعتبره من مهمة طاولة الحوار السورية- السورية في مؤتمر جنيف2».
وأكد جميل، الذي يرأس حزب الإرادة الشعبية للتغيير والتحرير، أن موقف الجبهة التي يمثلها كان ولا يزال يرفض شرط تنحي الأسد، انطلاقا من أن هذا الأمر «مضر بالمصلحة الوطنية ويقفل الباب أمام أي حوار»، مضيفا: «قبل دخولنا إلى الحكومة وبعد خروجنا منها، موقفنا ثابت لجهة رفض فرض الشروط المسبقة».
وفيما برر النظام قرار إعفاء جميل من منصبه بـ«تغيبه عن مقر عمله وقيامه بلقاءات في الخارج من دون التنسيق مع الحكومة السورية»، رد جميل على هذا الأمر بالقول: «نحن جبهة سياسية معارضة مستقلة نجري اتصالاتنا منذ البداية من دون تنسيق مع أحد إلا مع أنفسنا؛ لأن أي سياسة لا تتوافق مع هذا المبدأ تفقدنا دورنا المستقل، وهو الأمر الذي لم يقبل به النظام، وهذا دليل واضح ليتأكد من لا يزال يصر على رفضنا كمعارضة، أننا في صلب المعارضة ولا نقبل بالتنازل عن مبادئنا».
وأكد جميل عدم حصول أي اتصالات بينه وبين أي جهة أميركية أو روسية بعد فصله من منصبه، كنائب مجلس الوزراء السوري للشؤون الاقتصادية، ويضيف ضاحكا: «تلقيت اتصالات تهنئة بخلاصي من أصدقاء في المعارضة، وكذلك من أشخاص محسوبين على النظام».
وفي حين يقول جميل: «أنا غير متشائم» من نتائج «جنيف 2»، يرى أن «هذا الوليد سينجح في إخراج سورية من أزمتها».



مقاطع من مقابلة «الجزيرة» القطرية

31/10/2013

المذيعة: وينضم إلينا الآن من موسكو قدري جميل نائب رئيس الوزراء المقال والأمين العام لحزب الإرادة الشعبية أهلاً بك أستاذ قدري.
د. قدري: مساء الخير تدقيق لست أميناً عاماً ، أمين فقط لا غير ولكن قبل أن تسأليني أريد أن أدلي بتصريح إذا سمحت لي.
 تفضل...
هذه أول مرة أظهر بها على قناة الجزيرة خلال طوال الأزمة السورية وإن كان هذا يدل على شيء فإنه يدل على أمرين الأمر الأول له علاقة بالماضي لن أتكلم عنه. الأمر الثاني له علاقة بالحاضر والمستقبل يفتح آفاقاً، اعتقد أن ذلك يدل على انزياحات تجري بالرأي العام وبرأيي وبالموجود عند السياسيين والقنوات التلفزيونية.. ولكن جوهر تصريحي على قناة الجزيرة هو التالي:
الشعب السوري اليوم يعاني مأساة عميقة، يذهب اليوم المئات من الضحايا بسبب القتل والجوع والمرض، وإن إنهاء الأزمة الإنسانية أصبح أولوية قبل إنهاء الأزمة السياسية في الظروف السورية. اليوم الظرف أصبح ناضجاً من أجل الذهاب إلى حل شامل للمسألة السورية. ما المطلوب من الجميع، مطلوب من السياسيين السوريين معارضة وموالاة، مطلوب من القوى الإقليمية كلها، ومطلوب من المحطات التلفزيونية أيضا التي لعبت دوراً لن أوصفه الآن في الأزمة السورية، مطلوب منها كلها أن تعيد حساباتها وأن تعيد النظر بمواقفها وأن تذهب باتجاه مساعدة الشعب السوري على حل الأزمة السورية الحالية لأن الفرصة الذهبية التي ظهرت اليوم بإمكانية الذهاب إلى جنيف2 قد لا تتكرر قريباً.
إن استمرار الأزمة الإنسانية بسورية يمكن أن يؤدي إلى ضحايا إذا كانت اليوم بمئات الآلاف يمكن بعد قليل أن تصبح بالملايين لذلك أتوجه إلى كل من له وبقي عنده ضمير في العالم العربي والقوى الإقليمية والقوى السياسية أن يدعموا اتجاه الذهاب إلى حل سياسي وأن يتوقف القتل وأن ننتهي من محاولة إيجاد غالب ومغلوب في الظروف السورية.. شكراً والآن تفضلي بأسئلتك..
طالما أنت تتحدث عن جنيف 2 والتقيت في جنيف مسؤولين وأجريت مشاورات أو أجرى مشاورات معك مسؤولون أمريكيون، هل لك أن تحدثنا عن هذه المشاورات والتحضير لمؤتمر جنيف؟
أولا كما تلاحظين أنتم أول مرة تستقبلوننا نحن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ونحن لنا باع طويل بالنضال السلمي الاحتجاجي على الأرض، وعندنا شهداء ومعتقلين ومع ذلك كان يجري تجاهلنا من أوساط معينة في الغرب وفي العالم العربي، ولكن لا يصح إلا الصحيح في النهاية، اليوم العالم ينفتح علينا ويعترف بدورنا وبالتالي كان يهم الأمريكيون جداً الذين ينبغي أن نعترف بأنهم بنهاية المطاف براغماتيون وأحياناً واقعيون جداً حتى لو «خربطوا» أحياناً.. الأمريكيون يريدون أن يتعرفوا علينا.. قاموا بذلك بوقت متأخر.. ولكن هذا أمر جيد...
وجرى بحث جملة من الأمور لها علاقة بمشاركة المعارضة وكان ثمة قضايا معلقة وعليها نقاش. نحن أكدنا نقطتين، النقطة الأولى أن الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير لن تأتي إلى جنيف إلا بصفة وفد معارض وإذا كان لها وزراء في الحكومة فهؤلاء الوزراء دخلوا على أساس معارضة، وهناك في التاريخ أمثلة كانت تدل دائماً أنه يمكن تشكيل ائتلافات من المعارضة ومن الأكثرية في حالات الأزمات الوطنية، وهذا لا ينقص بشيء من دور المعارضة ومن هويتها. الأمريكيون كان عندهم رأي مفاده أننا نحن بالحكومة ولسنا معارضة، ونحن عندنا رأي أنه ولو أننا موجودين بالحكومة فإننا معارضة، قبل دخولنا وفي أثناء وجودنا وبعد خروجنا، وهذا لا يغير شيئاً، النقطة الثانية كان عندنا وجهة نظر أن المعارضة بواقع الأمر هي تعددية ولا يجوز العودة إلى نغمة الحزب القائد والحزب الواحد في تمثيل المعارضة عبر التأكيد على تمثيل وشرعية أحد مكوناتها.
أستاذ قدري هل تواصلت معهم بهذا الشأن، هل لك علاقة بأي طرف سوري معارض من الائتلاف أو المجلس الوطني؟
مع الائتلاف صراحة أعيد وأكرر علاقاتنا شخصية وليس هناك علاقات رسمية لأن هامش الخلاف السياسي كان واسعاُ لا يسمح باللقاء، ولكن إذا توافقنا على الذهاب إلى جنيف فأعتقد أنه لا يوجد مشكلة بإقامة علاقات رسمية حين ذاك لأننا نكون قد اتفقنا على الحوار وإبعاد خطر التدخل الخارجي ونكون اتفقنا على المخرج السياسي من الأزمة السورية، وحينها لن يعود هناك مشكلة.
مع هيئة التنسيق عندنا علاقات جيدة. اجتمعت مع الأستاذ حسن عبد العظيم أنا والدكتور علي حيدر قبل 48 ساعة من سفرنا إلى موسكو للقاء وزارة الخارجية الروسية وكنا «معزومين» على وليمة غداء عنده استمرت ساعتين حيث تناقشنا كثيراً في أمور عديدة.
وهل نسقت مع الروس قبل لقاء فورد؟
نحن نتواصل على الدوام مع الروس. منذ سنتين ونصف ونحن نلتقي مع الروس، لافروف التقيناه 3 مرات. أما أن انسق مع الروس؟! نحن قوة مستقلة نتفق مع الذي يتفق مع آرائنا ويتقارب معنا. ذهبنا والتقينا بالأمريكيين وأبدينا وجهات نظرنا واعتقد أنه شيء مفيد أن يتعرفوا علينا مباشرة، وليس عبر القيل والقال. أستاذ قدري جميل أنت سافرت إلى موسكو، فهل كان سفرك بالأساس بعلم السلطات في دمشق وبتنسيق معها؟ ماذا كان بالضبط هدف زيارتك التي طالت حتى تحولت على مايبدو إلى إقامة في روسيا؟
أولا زيارتي إلى موسكو كموظف حكومي تحتاج إلى سمة خروج لأن جواز سفري دبلوماسي، وبالتالي أنا أخرج بشكل رسمي من البلاد واحترم القواعد والأصول وخرجت على هذا الأساس ولكن أريد أن أؤكد لك أنه من حيث المبدأ وباستثناء الموافقة الشكلية على سمة الخروج التي هي مطلوبة من كل مواطن سوري فنحن لا نطلب إذناً في القضايا السياسية.. نحن قوة مستقلة.
هل تعتبر نفسك الآن معارضاً مستقلاً، أم مسؤولاً سابقاً، كيف تعرف نفسك؟
أنا معارض في رئاسة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير.. مسؤول سابق، فليكن! نحن كنا نعتبر وجودنا بالحكومة مؤقتاً واستثنائياً وهو خارج القواعد والعادات والأعراف والتقاليد أصلا أن تكون المعارضة موجودة في حكومة أكثرية ولكن الظرف الاستثنائي استدعى ذلك ولأنه استدعى ذلك فهو كان خارج القواعد العامة والظاهر اليوم أن الأمور رجعت لتأخذ مجراها الطبيعي كونه من المستحيل التعايش لفترة طويلة في حكومة بين معارضة برنامجها مختلف كثيراً عن برنامج الأكثرية الحكومية.
أستاذ قدري ما موقفك من قرار إقالتك؟ هل هي استقالة أم هي انشقاق، أم هي ربما خطة متفق عليها مع النظام السوري؟
أعتقد أنه عندما يجري الحديث عن اتفاق فهو ابتذال وتسطيح للأمور، الأمور أعقد من هذا ولكن لو كنتم تعرفوننا جيداً أو كنتم اتصلتم بنا سابقاً أو محتكين بنا كنتم ستعرفون أننا مناضلون ثوريون حقيقيون. المناصب لا تهمنا، الوزارات لا تهمنا، مكاسب الوزارات لا تهمنا، ولذلك فإن موضوع الوزارة ووجودنا فيها آخر ما نفكر به، وهذا الموضوع أصبح بالنسبة لنا في قيادة الجبهة الشعبية للتغيير والتحرير بحكم الماضي ونسيناه نهائياً لأن ذهننا اليوم مركز وذاهب باتجاه إنهاء معاناة الشعب السوري.
على ذكر الذهاب إلى جنيف أنت قلت في مؤتمر صحفي إن جنيف2 يعتبر قدراً محتوماً، برأيك ما هي فرص نجاح هذا المؤتمر مع رفض المعارضة السورية المشاركة في جنيف2 إذا لم يتضمن تنحي الأسد ونظامه؟
حول موضوع التنحي أنا منذ سنة ونصف تكلمت مع أختكم «العربية» عندما سألوني بمؤتمر صحفي عن موضوع التنحي، قلت إن هذا شرط تعجيزي سيمنع الحوار، بعد أن يبدأ الحوار كل الأمور مفتوحة ولا يوجد محظور على أي قضية فلتطرح خلال الحوار. لذلك اليوم أصبح موضوع التنحي مشطوباً من جدول الأعمال خلال الفترة الانتقالية، وهذا الموضوع يسهل النقاش. أما موضوع الحكومة الانتقالية والصلاحيات والخ فهذا موضوع سيكون موضع نقاش في جنيف وإنشاء الله نخرج بنتائج. ولكن أريد القول إن جنيف اليوم بدأ عملياً، وإذا انعقد قريباً فهو سيعقد من أجل  تتويج نتائج النقاشات والحراك الذي ترونه ونراه اليوم في كل المجالات، في التلفزيونات والنقاشات الخ، لذلك اليوم هناك حراك واسع في سورية، وحول سورية، ثمة نقاش دولي وإقليمي. هذا هو جنيف، هذا هو الهدف، ولا يوجد عاقل يصدق أن انعقاد جنيف بـ23/24 الشهر، أي في يومين نصفهم بروتوكولي ستنحل الأزمة السورية، إذا لم تكن كل القضايا المتعلقة بها محلولة خلال النقاشات التي جرت تحضيراً لجنيف2 وهو ما نقوم به خلال وجودنا خارج سورية.



اقتباسات من مقابلة  «فرانس24»

1/11/2013
«اعتقد أنني عندما أكون بدمشق قريباً سيجري إبلاغي رسمياً بإقالتي»
«نحن قوة مستقلة نملك قرارنا ولا وصاية لأحد علينا، لذلك فإذا كانت الجهة التي أخذت قرار الإقالة ترى بأننا تجاوزنا صلاحياتنا فهذا حقها، من جهة، ولكن حقنا من جهة ثانية أن نمارس استقلاليتنا إلى الحد الذي نراه ضرورياً كحزب وجبهة لهما موقفهما المستقل»
«لسنا جزءاً من النظام لننشق عنه.. ولقد استفدنا من تجربة الفرنسيين بعد الحرب العالمية الثانية حينما أسسوا حكومة وحدة وطنية من أجل تجاوز مشاكل الحرب ونتائجها ولقد شارك الشيوعيون في هذه الحكومة وكان ديغول على رأسها.. وكان دخولنا الحكومة لتشجيع باقي أطراف المعارضة».
«مؤتمر جنيف يجب أن يضع الأساس للتغيير الجذري الديمقراطي الشامل في البلاد وتغيير النظام اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً بطريقة سلمية وتدريجية وإذا تم هذا الأمر فالشعب السوري هو من يقرر مصيره ومن رئيسه»
« ما قاله رئيس الوزراء الفرنسي يعدّ تطوراً إيجابياً يتجاوز العديد من العثرات والهنات التي كانت تعتري الموقف الفرنسي سابقاً وهو موقف أكثر واقعيةً.. وسنترك الموقف الفرنسي السابق للتاريخ لكي يحكم عليه»
«أنا قريب من روسيا بقدر قربها من القضايا السورية وحلها العادل.. ولا اعتقد أن الروس معنيون بتفاصيل إقالتي»
«تأخير جنيف شهراً آخر يعني سقوط الآلاف من الضحايا مجدداً»
«استفدنا من تجربة تونس ومصر حيث تم إسقاط الرئيس وإبقاء النظام ونحن نريد التغيير الجذري الشامل والتدريجي»
«قطار جنيف يسير.. والغائب ذنبه على جنبه»
«عندما تضع معارضة الخارج شروطها فهي تشارك بجنيف على طريقتها... وبقدر اقترابها من أهداف جنيف سيتم التواصل فيما بيننا»
«هناك فرصة تاريخية أمام مختلف الأطراف إعادة النظر بمواقفها السابقة.. والذكي هو من يفعل ذلك»

مع «العربية»..

1/11/2013
وعندما ظهر د. قدري جميل على قناة «العربية» عصر اليوم ذاته جدد «تأنيبه» للقناة السعودية على دورها في سورية، لافتاً إلى أن «من رتب اللقاء مع فورد هو ذاته من رتب اللقاء مع العربية، وهو ما يفسر هذا الاعتراف الشامل حالياً بالجبهة الشعبية للتغيير والتحرير، ألا وهو عمل الجبهة ذاته ونضالها وشهداؤها ومعتقلوها، بعد تجاهل طويل لها». وأكد د.جميل على أن السوريين، وليس الروس أو الأمريكيين، هم من سيشكلون الحكومة السورية المرتقبة التي سيبحث في جنيف شكلها وتركيبها وصلاحياتها بموازاة صلاحيات مقام رئاسة الجمهورية وتمثيل المعارضة فيها. وأضاف أنه من غير المفهوم أن تكون حمية الروس على الدماء السورية أكبر من حمية ونخوة بعض القوى والمحطات العربية، مشدداً على المذيعة في أكثر من مرة على ألا تضخم التفاصيل والجزئيات وأن لا تقوّله ما لم يقله، وليضطرها للاعتذار والاعتراف بآن معاً في الختام بأن «اللقاء كان ممتعاً».
ونشير إلى أن جميع هذه المقابلات منشورة بالصوت والصورة أو نصاً على موقع «قاسيون».


خبر الإقالة كما ورد لدى وكالة سانا السورية الرسمية للأنباء

صدر اليوم رسوم رئاسي يقضي بإعفاء الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية من منصبه.
وذكرت رئاسة مجلس الوزراء في بيان تلقّت سانا نسخة منه «أنه نتيجة لغياب الدكتور قدري جميل نائب رئيس مجلس الوزراء للشؤون الاقتصادية عن مقر عمله ودون إذن مُسبق وعدم متابعته لواجباته المُكلّف بها كنائب اقتصادي في ظل الظروف التي تعاني منها البلاد إضافة إلى قيامه بنشاطات ولقاءات خارج الوطن دون التنسيق مع الحكومة وتجاوزه العمل المؤسساتي والهيكلية العامة للدولة، صدر مرسوم رئاسي بإعفائه من منصبه»

آخر تعديل على الأحد, 03 تشرين2/نوفمبر 2013 18:29