ترويكا تسوية حلب
نقلت وكالات الأنباء يوم أمس، عن تقريب موعد انعقاد اللقاء الثلاثي، الروسي – الإيراني - التركي، لبحث الأزمة السورية، من 27 الى 20 كانون الأول، بالتوازي مع التقارير الإعلامية، عن إمكانية لقاء سوري في «آستانا»، هو الآخر تم بناءً على توافق هذه الـ «ترويكا».
بعد تذكير من يريد أن يتذكر، بأن هذا الثلاثي، هو نفسه كان عرّاب التسوية في حلب، وهو نفسه من ذلل كل العقبات أمامها، بمتابعة ميدانية مباشرة، لأدق التفاصيل، بعد هذا التذكير الذي لابد منه، يمكن وضع عدة استنتاجات أولية في قراءة المشهد:
أولاً: تراكم إشارات جدية لإمكانية خروج القوى الدولية المعيقة لعملية الحل من المعادلة السورية، ونقصد بها تحديداً، الإدارة الأمريكية الحالية، ومعها كل الأتباع، من «أصحاب الجلالة»، و«السمو»، وفريق «بيزنس الحرب» في المعارضة السورية، دون أن ننسى دور «الممتقعة وجوههم» أمام كل مبادرة عن الحل السياسي في طرف النظام، وبعيداً عن الوهم بأنهم، عدموا الحيلة نهائياً، في إيجاد عراقيل جديدة، سرعان ما تزال كسابقاتها، أمام إصرار «الكريملين» على الحل، منذ بيان جنيف1، وضربة السوخوي الأولى، ومروراً بخماسية الفيتو، وتقليم أظافر أردوغان، وانتهاءً بالإصرار على تسوية سلمية في حلب حتى اللحظات الأخيرة، رغم التقدم العسكري، وإنقاذ أرواح آلاف السوريين.
ثانيأ: التسارع في جهد الترويكا، لانطلاق قطار التفاوض، ومتابعة لحظية لهذا الملف، تاركاً خلفه، ومتجاهلاً هيستريا رسميي الغرب وإعلامه، ونفاقهم في الحرص على السوريين وبلدهم، ومشاريع قراراتهم المتلاحقة في المنظمة الدولية، نحو فعل ملموس وجدي ، لإيقاف الكارثة الإنسانية.
ثالثاً: إن الظرف الدولي الناشىء، في ظل استمرار التقدم الروسي وبعد أن تأكدت بالملموس قدرته على شل الاستفراد الأمريكي بالقرار الدولي، وبأولوية الحل السياسي لديه، لا يؤمن المناخ الدولي والإقليمي لإمكانية الخروج من الأزمة فحسب، بل يهيء أيضاً الظرف الموضوعي، لتأمين العامل الذاتي السوري، ، فالمنصة التي ينطلق منها الجانب الروسي أي القرار2254 هي في جانب منها، كسر لحلقة الاستقطاب الحاد والمشوه «موالاة – معارضة» وصولاً إلى فرز جديد، خط الفصل فيه، هو الموقف من الحل السياسي، أي تصحيح الخلل في التوازن الداخلي، وتفريغ كمون الطاقة الشعبية لصالح الحل، بعد أن تم تغييب فاعلية المارد الشعبي السوري، وتم أسره في قمقم الحرب.