تفكك مجتمع الاحتلال «الإسرائيلي» خاتمة طبيعية لجوهره الاستعماري الفاشي
في خضم الأزمات والحروب، تتجلّى بعض أهم سمات ما وصفه غرامشي بـ«النواة الثقافية» للمجتمع، فتظهر المجتمعات إم قدرتها على التلاحم والتضامن أو، على العكس، تعرضها للتفكك الاجتماعي. في حالة «إسرائيل» خصوصاً، بوصفها مجتمعاً لم يتطوّر بشكل طبيعي كما تتطور بقية المجتمعات البشرية التي لها حد أدنى من الوحدة التاريخية والجغرافية والثقافية والتقاليد والرموز وما يمكن أن نسميه روحاً واحداً لشعب، فإنّ «إسرائيل» من الناحية البشرية هي جماعة خاصة أكثر منها «مجتمعاً» بالمعنى العادي للكلمة، إنها جماعة بشرية مصطنعة قسرياً بتجميع فئات اجتماعية اقتلعت وهُجِّرَت/هاجرت من عدد كبير من البلدان شرقاً وغرباً بكل ما تحمله من تناقضات وتنافرات، ولا يجمعها سوى مشروع الاعتداء ومنطق العصابة الإجرامية التي تسطو على أرض وثروات غيرها.