عرض العناصر حسب علامة : الرياضة

سرّ هذا الحب

يتساءل الكثيرون من أين ينبع هذا الهيام العالمي بكرة القدم؟ ولماذا ترسمه هذه اللعبة بالتحديد؟ هي حالة عشق، دون شك، والعشق يأتي كما أحسب، من منطقة لها علاقة بالغريزة!!

طريق الاستغلال الذي يبدأ بركلة كرة

كان من أهم التطورات الكيفية في العقود المنصرمة؛ انقلاب كرة القدم على منظومتها المُؤسسة وتحولها إلى لعبة الفقراء الرئيسية، وتبلورها في كثير من الأحيان كمعادل أساسي من معادلات ثورات التحرر الوطني والهوية القومية.

الكرة في ملعب الرواية

أدب الأقدام هو أدب الأسئلة بامتياز، أو العقول المشغولة بالأقدام، ورواية «أشرار وعاطفيون» للكاتب الأسباني خافيير مارياس إحدى أجمل الروايات عن كرة القدم، ويتحدث فيها الكاتب عن تخفيه بزي مشجع عاشق لفريق ريال مدريد ليسجل أهم المشاعر التي يعيشها أنصار الكرة. لذلك كتب على غلاف الرواية «المباريات تسمح لنا باستعادة أسبوعية لطفولتنا».

الاكتشاف الثاني لأميركا

لم يكن الوطن يعني أي شيء بالنسبة إلى بيدرو أريسبي. فالوطن هو المكان الذي ولد فـيه، وهو لا يعنيه لأن أحداً لم يستشره فـي اختيار المكان الذي يولد فـيه؛ وهو المكان الذي ينقصم فـيه ظهره وهو يعمل فـي ثلاجات اللحوم، وقد كان سواء لديه العمل لدى رب العمل هذا أو ذاك فـي أية جغرافـية أخرى. ولكن عندما فازت كرة القدم الأرغوايية فـي أولمبياد 1924 فـي فرنسا، كان أريسبي واحداً من اللاعبين الفائزين؛ وبينما هو ينظر إلى العلم الوطني يرتفع ببطء على سارية الشرف، برسم الشمس التي فـي أعلاه، وخطوطه الأربعة السماوية اللون، وسط كل الأعلام الأخرى، وأعلى منها جميعاً، أحس أريسبي بصدره ينفجر فخراً.

بين قوسين: العلم بدولار!

عند سور معرض دمشق الدولي القديم، حيث تبث هذه الأيام، مباريات المونديال، عبر شاشة ضخمة وفّرتها المحافظة كخدمة مجانية للجماهير المحتشدة، كان البائع يصيح بأعلى صوته «العلم بدولار»، ثم يضيف موضحاً «بخمسين ليرة». خلافاً لأي مونديال سابق، فإن ظاهرة حمل الأعلام ازدادت أضعافاً، فلكل فريق رياضي مشارك جالية سورية شديدة البأس، تدافع عن علم بلادها المتخيّلة دون هوادة. يدخل شاب ما إلى مقهى، وقد لفّ كتفه بعلم فريقه المفضّل، بمشية خيلاء، وكأنه هو من حقق أو سيحقق الفوز لفريقه. 

ربما ..! على جبهة المونديال

حُسمتْ معركة البثّ الحصريّ للعرس الكرويّ في جنوب أفريقيا لمصلحة شبكة «الجزيرة». قبلها بقليل كان الناس في حيرة من أمرهم حيال ذلك؛ إذ كيف يمكن لهم الاستمتاع بالفرجة والاشتراك باهظ جدّاً. تلفزيوننا الوطنيّ أدرك أهمية الحصول على حصّة من هذه الكعكة، فمن جهة سيخفّف على السوريين أعباء ماليةً، ومن جهة أخرى سيشدّ المشاهدين إلى قناتيه الأرضيتين المنسيتين، ورغم أنه لم يستطع شراء أكثر من (22) مباراة قيل إنها كلفت حوالي (10) مليون دولار، كان السرور واضحاً بالخبر في مختلف الأوساط. طبعاً الفرحة لم تكتمل لدى الناس الذين كانوا في مواجهة معلقين رياضيين يسيئون للمزاج، ولا لدى التلفزيون العربي السوري إذ راحت الجزيرة تبث على قناتها المفتوحة كثيراً من المباريات التي حصل تلفزيوننا على حق بثّها، مما فوّت فرصة شدّ المشاهدين، لصفقة إعلامية بلا أهمية على الإطلاق!!

المونديال.. والحرب الحتميّة!

أكدتُ في موعد حديث العهد أن من شأن العالم أن ينسى سريعاً المأساة التي أوشك وقوعها كمحصّلة للسياسة التي تتبعها القوة العظمى المجاورة، الولايات المتحدة الأمريكية، منذ أكثر من قرنين من الزمن. لقد عرفنا طريقة تحركها الملتوية والغادرة؛ النمو الاقتصادي الجارف المحرز انطلاقاً من التطور الفنّي والعلمي؛ الثروات الهائلة التي راكمتها قلّة قليلة تملك وتتمتع بثروات لا حدود لها في هذا البلد وفي غيره على حساب الأغلبية الساحقة من أبناء شعبها العامل وأبناء بقية شعوب العالم.

ونحن أيضاً نحب البارسا

لم تعد نشرة الأخبار الرئيسية أو المحلية تقطع متعتنا، ولم يعد يهمنا إن نكث مخططو القناة الأولى أو الثانية عن وعدهم ببث مباراة محلية أو عالمية ولم يعتذروا، ولا انقطاع البث من المصدر لمدة تتجاوز نصف وقتها، اليوم نحن سادة ما نريد، بنقودنا نرى ما نشاء، وفي أسوأ الحالات كل مقاهي دمشق تستثمر في الرياضة.

الرياضة السورية إذ تحتضر!

لاشك أنّ الفساد بشكليه المالي والاداري، الذي طال أغلب المفاصل الاقتصادية والاجتماعية، طال أيضاً الرياضة بدءاً من رأس الهرم فيها، الاتحاد الرياضي العام والمنتخبات واللجان التنفيذية في المحافظات، وصولاً إلى الأندية بكافة درجاتها، والألعاب بأنواعها المختلفة، وهذا ما انعكس على المستوى الفني للرياضة عموماً، ولعل العامل الأساس الذي ولد الفساد هو السياسة الرياضية التي اتبعت في السنوات الأخيرة اقتداءً بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية، ونخص في الرياضية الاحتراف بالمعنى المشوه، والذي يسميه كثير من الرياضيين الانحراف.. انحراف عن الأهداف والقيم والأخلاق التي من المفترض أن تكون رياضية، وينحصر العامل الثاني والذي لا ينفصل عن الأول في ارتفاع الأسعار في كل شيء بدءاً من مستلزمات الرياضة البسيطة إلى إقامة المنشآت التي تسمح وتسهل ممارسة الألعاب، ثم يأتي الاهتمام بلعبةٍ واحدةٍ على حساب الأخريات، أما الفساد الإداري فأهم مظاهره استبعاد الرياضيين الموهوبين واعتماد الوساطة والمحسوبية والانتماءات المتنوعة على حساب القدرات الحقيقية والتخصص، حيث تحولت كثير من الأندية وخاصةً في الريف إلى إقطاعات شبه خاصة.. وآخر الكلام هو نقص التمويل وهدر المتوفر على الشكل أكثر من المضمون!!

الرياضة والفساد والسياسة.. ومباراة الفتوة وتشرين

لا شكّ أن الفساد تغلغل في كل مكان وفي كل القطاعات الإنتاجية والخدمية والقضائية، وحتى الثقافية والرياضية.. ويمكن القول إنه لكثرة الفساد انعكست المقاييس والقيم، فقد ظل الفاسد في تاريخ بلادنا وشعبنا يُشار له بالبنان لنبذه، وفجأة أصبح الفساد شطارة وفهلوة، وأصبح وراء كل فاسد كبير مسؤول أكبر يحميه وربما أكثر. ناهيك عن الفاسدين الصغار الذين ولدوا من رحمهم..!