ضابط سابق في CIA: استخدام كلمة «فلسطين» ممنوع في نيويورك تايمز!
إذا كنت تتساءل لماذا أو كيف تكون التغطية الإعلامية السائدة لما يجري في غزة متحيزة إلى الحد الذي يجعل الأمر يبدو وكأنه حرب حقيقية بين خصمين مسلحين جيداً ومتنافسين بدلاً من مذبحة للمدنيين، فلا تتساءل بعد الآن!
كشف مؤخراً، تسريب عن وثيقة داخلية لصحيفة نيويورك تايمز، الإرشادات التحريرية الداخلية ضمن الصحيفة، حول الكلمات التي لا ينبغي استخدامها في أي مقال يتعلق بغزة أو فلسطين. تشتمل قائمة الكلمات المحظورة، بين ما تشمل، كلمات «الإبادة الجماعية»، و«التطهير العرقي»، و«الأراضي المحتلة»، وحتى كلمة «فلسطين» نفسها!
ومن الواضح أن القصد هو إزالة أي كلمات يمكن أن تحمل دلالات سلبية من وجهة النظر «الإسرائيلية»، ومن وجهة نظر الأفعال التي تقوم بها «إسرائيل»، بل وحتى جرى الذهاب إلى أبعد من ذلك بحيث لا تتضمن المقالات أي إشارة إلى أن فلسطين نفسها قد تعتبر كياناً سياسياً شرعياً. وفي الوقت نفسه، تسمح وسائل الإعلام بسماع الحجج القائلة بأن قتل «الإسرائيليين» للفلسطينيين أمر مبرر لأنهم جميعاً «إرهابيون»، حتى الصغار بذريعة أنهم سيكبرون ليصبحوا أعداء لـ«إسرائيل» ولليهود في جميع أنحاء العالم.
وإلى حد كبير، فإن الصهاينة أنفسهم هم الذين خلقوا الحاجة إلى فرض رقابة على اللغة المستخدمة لوصف التطورات بين «إسرائيل» وجيرانها؛ وذلك لأن «إسرائيل»، التي تحتل بحكم الأمر الواقع وبشكل غير قانوني كل فلسطين التاريخية، جعلت من نفسها على المستوى القانوني «الدولة القومية للشعب اليهودي» [مع إصدار قانون القومية] في عام 2018، وذلك على الرغم من أن مواطنيها المسيحيين والمسلمين كانوا يشكلون في ذلك الوقت حوالي 20٪ من السكان.
وبعبارة بسيطة، فإن الدولة اليهودية لا تستطيع في الوقت نفسه أن تكون ديمقراطية لكل مواطنيها، مثلما لم يعد بوسع الولايات المتحدة أن تصبح دولة مسيحية، لذا فمن الضروري تحويل الانتباه بعيداً عن هذا التناقض. وهناك درجات أخرى من عدم الارتياح تنبع من تلك الضرورة، بما في ذلك حقيقة أن المؤمنين اليهود المتدينين يتبعون في الواقع الوصايا العشر، بما في ذلك «لا تقتل!»، في حين أن إسرائيل لا تفعل شيئاً سوى القتل منذ تأسيسها، فضلاً عن الكثير من الانتهاكات لعبارات مثل «لا تسرق» و«لا تشهد على قريبك شهادة زور!»... لذا، وبدلاً من التصرف بشكل أفضل ومحاولة العيش بسلام مع جيرانها، اختارت «الدولة اليهودية» بدلاً من ذلك اختراع ملحمة أسطورية جزئياً عن دورها كضحية، يشار إليها باسم «الهولوكوست»، واصفةً جميع ردود أفعالها المفرطة المميتة بأنها ردود ضمن إطار «الحق المشروع في الدفاع عن النفس».
معلومات إضافية
- المصدر:
- فيليب إم. جيرالدي