وفد«التغيير والتحرير» يواصل لقاءاته في موسكو.. وجميل يؤكد أهمية التوافق الداخلي بعيداً عن التدخل الخارجي

وفد«التغيير والتحرير» يواصل لقاءاته في موسكو.. وجميل يؤكد أهمية التوافق الداخلي بعيداً عن التدخل الخارجي

يواصل وفد جبهة التغيير والتحرير المعارضة في سورية زيارته للعاصمة الروسية موسكو التي عقد فيها اليوم مؤتمراً صحفياً تناول أسباب الزيارة ومجمل الأوضاع في سورية، بما فيها موقف جبهة التغيير والتحرير من الانتخابات الرئاسية المرتقبة.

وبحسب وكالة ايتار تاس بالانكليزية، سيواصل الوفد الموسع «لقاءاته مع المسؤولين الروس في وزارة الخارجية طيف من الخطوات العملية الكفيلة بتشكيل وفد للمعارضة السورية في محادثات جنيف» المطلوب استئنافها، على أن يعكس هذا الوفد حقيقة التعددية في المعارضة السورية، بهدف إيجاد تمثيل متوازن على الطاولة يسمح بالوصول إلى حل حقيقي للأزمة السورية.

 

وكان وفد قيادة جبهة التغيير والتحرير المعارضة في سورية التقى عصر أمس مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونشر موقع «قاسيون» البيان الكامل للخارجية الروسية حوله، فيما أجرت إذاعة «صوت روسيا» أمس الاثنين أيضاً حواراً مع د.قدري جميل عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين مجلس حزب الإرادة الشعبية للوقوف على مضامين اللقاء واستطلاع آراء الجبهة بآخر تطورات المشهد السوري. وفيما يلي نص هذا الحوار:

س: عضو قيادة جبهة التغيير والتحرير وأمين حزب الإرادة الشعبية المعارض في سورية، قدري جميل، أهلا ومرحبا بكم.. أنتم الآن في موسكو للقاء بعض القيادات الروسية ومناقشة الأوضاع والأحداث الجارية في سورية، سواء كانت ميدانياً أم سياسياً أم اجتماعياً أم اقتصادياً، وحتى أيضاً كما جاء في الإعلان، ارتباطاً بالمساعدات الانسانية، حبذا لو نتحدث عن محاور هذه اللقاءات ومن ثم نتحدث عن بعض التفاصيل الهامة التي تخصكم كمعارضة وتخص الأوضاع في سورية؟

ج: جرى لقاء بين وفدنا الموسع ووفد وزارة الخارجية الروسية برئاسة السيد لافروف، وجرى بحث طائفة واسعة من المسائل تتعلق بالأزمة السورية، ابتداءً من ضرورة إيجاد مخرج سريع باتجاه الحل السياسي، وانتهاءً بالمساعدات الإنسانية التي أصبحت أكثر من ضرورية، للوصول إلى المناطق المختلفة من سورية بشكل مستمر وآمن وعادل.

س: من وجهة نظركم، ما الذي يكفل فعلاً إعادة استقرار الدولة، وحل المشاكل المتراكمة من جراء الأزمة، وضمان بداية تطور الوضع في سورية، خاصة وأنكم عدلتم عن المشاركة في الانتخابات الرئاسية، وهكذا ينحسر دوركم إلى حد ما، على الأقل في المرحلة الآنية؟

ج: أنا لا أحب هذه الأحكام القاطعة (ينحسر ويتقدم) انطلاقاً من موقف محدد.. كيف تستطيع أن تعرف أنه انحسر؟ ما أدراك أنه انحسر؟ من الممكن أنه تقدم!

موقفنا في الانتخابات له علاقة، أولاً، بوجوب إيجاد الفرصة المناسبة للانتخابات، ليشارك فيها أكبر عدد ممكن من السوريين، كي تكون انتخابات شاملة وتعددية وحقيقية، أي أننا كنا نريد لهذه الانتخابات أن تكون مدخلاً وأداةً للحل السوري السياسي ولسنا من أنصار أن تستخدم هذه الانتخابات من العدو من أجل التجييش وتعقيد الأمور وإبعاد الحل السياسي.

سورية حسب الدستور ساري المفعول هي تعددية، ونحن لدينا رؤيتنا السياسية فيما يخص هذه الانتخابات ودورها في اللحظة الحالية والوظيفة التي يجب ان تقوم بها، بالتالي من حقنا أن يكون عندنا موقف من هذا الموضوع، وأعتقد أن جزءاً هاماً من السوريين من غير المحسوبين على المعارضة المتشددة والمرتبطة بالخارج يتفهمون رأيننا تماماً، ونحترم رأي القسم الآخر من السوريين الذين يريدون إجراء الانتخابات الآن، ولكننا لم نكن نرى ضرورة للاستعجال بها في هذه المرحلة. البعض يفند رأينا بحجة أن الانتخابات هي استحقاق دستوري، نعم ولكن الدستور لا يمنع عدم إجراء الانتخابات وهذا لا يحدث أي فراغ دستوري كما يدعي البعض، لأن الرئيس القائم يستمر بممارسة صلاحياته حتى تنشأ الظروف المناسبة لإجراء انتخابات تؤدي مهمتها الوطنية والسياسية المطلوبة.

س: دكتور بالتوازي مع هذا السؤال لابد أن نتحدث عن عدم مشاركتكم بشكل أدق في الانتخابات، السؤال هنا ما هو البديل الذي أمامكم أنتم كمعارضة أو حتى البديل الذي يمكن أن تقدموه؟

ج: ماذا تعني السياسة؟ تعني القرار ملموس والوضع الملموس. حول إجراء الانتخابات رأينا هو ألا تجري.. ولكن بعد أن تجري سيحدث واقع ملموس جديد سنتعامل معه في حينه. نحن نختلف عن موقف المعارضة المرتبطة بالخارج، حيث أنها ترفض كل الانتخابات، وترفض توحيد السوريين، وتريد أن تضع شروطاً مسبقة، وتريد أن تمنع ترشيح هذا أو ذاك من المرشحين. نحن نفكر بشكلٍ مختلف إذ أننا نحاول أن ندمج أكبر عدد من السوريين في هذه العملية، كي تكون أداة لتوحيد السوريين وسورية أرضاً وشعباً ومنع محاولات تقسيمها التي يحاول الخارج الاستعماري القيام بها.

س: دكتور السؤال الأخير وانطلاقاً مما تفضلتم به، وانطلاقاً من الظروف والتغيرات والتبدلات الحالية التي تجري على الساحة الداخلية في سورية أين برأيكم تسير سورية؟

 ج: الحسم العسكري مستحيل رغم الانتصارات لهذا الطرف أو ذاك في هذه الفترة أو تلك هنا أو هناك، وهو مستحيل ليس لأن الجيش العربي السوري ضعيف. هو مستحيل لأن توازن القوى الدولي الحالي لا يسمح بذلك. الصراع الكلي ينعكس على الجزئي، وبالتالي الحسم العسكري مستحيل. السؤال الذي يجب أن يطرحه أي سياسي مسؤول أمام نفسه، ويطرحه كل سوري أيضاً: هل يمكن لسورية أن تستمر بالاستنزاف؟ وكم تستطيع أن تستمر بالاستنزاف الذي يجري فيها؟ ننزف منذ ثلاث سنين. كم سنة سنتحمل أيضاً؟ الخسائر كبيرة، وسورية ليست كبيرة بالمعنى الجغرافي والبشري والاقتصادي، هل تستطيع أن تتحمل خسائر مثل التي تحملتها إلى الآن، وخلال الفترة القادمة؟ أم يجب إنهاء هذا النزيف والذهاب إلى كلمة سواء وإيجاد توافقات تمنع نزيف الدم وتسمح للسوريين بين بعضهم بأن يتفقوا بعيداً عن أي تدخل خارجي بأمورهم الداخلية. هذا الذي كنا نبحث عنه ولازلنا نبحث عنه.

قاسيون + وكالات

آخر تعديل على الأربعاء, 28 أيار 2014 15:16