تكلفة المواصلات لوحدها تبتلع الأجور!
تم تعديل تعرفة أجور المواصلات، بعد قرارات زيادة أسعار المشتقات النفطية الأخيرة، بنسبة زيادة 100% تقريباً. فقد أصبحت التعرفة في دمشق 1000 ليرة للراكب لجميع خطوط المواصلات داخلها، وفيما بين بلدات الريف والمدينة تراوحت بين 1500 ليرة إلى 4000 ليرة للراكب، بحسب المسافة، أي بتكلفة وسطية 2500 ليرة للراكب تقريباً.
أجور وسيلتَي مواصلات داخل العاصمة للوصول إلى مكان العمل أو الجامعة، أو لقضاء أية حاجة، تعني تكلفة يومية 4000 ليرة ذهاباً وإياباً، وعلى مدى 22 يوم تصبح التكلفة الشهرية 88 ألف ليرة، لفرد واحد فقط في الأسرة!
أمّا العامل والموظَّف والطالب، المضطر للانتقال اليومي بين الريف والمدينة، سيتكلف وسطياً المبالغ التالية:
2500 ليرة وسطياً للوصل للمدينة، وبداخل المدينة 1000 ليرة بالحد الأدنى، أي 3500 ليرة، ومثلها للعودة، لتصبح التكلفة اليومية 7000 ليرة، وبواقع 22 يوم دوام شهرياً تصبح التكلفة الشهرية 154000 ليرة.
فالتكلفة الشهرية على المواصلات، لفردين في الأسرة فقط، تتراوح بين 176000 ليرة وصولاً إلى 308000 ليرة، بحسب مكان إقامة الأسرة، وهذا في أحسن الأحوال دون عوامل الاستغلال خلال ساعات الذروة أو فترة المساء والليل!
حسابات التكلفة الشهرية للمواصلات أعلاه تنطبق على الأسر في بقية المحافظات، مدن وأرياف وبلدات!
إنّ الأجور الرسمية، وبعد الزيادة الأخيرة، بالكاد تكفي لتغطية تكاليف مواصلات فردَين فقط في الأسرة شهرياً، مع العلم أنّ تكبُّد هذه التكلفة أصبح ساري المفعول بينما الزيادة لن يسري مفعولها إلا بعد مطلع الشهر القادم!
أمّا عن بقية الضرورات الحياتية للأسرة، التي تضاعفت تكاليفها وأسعارها عدّة مرّات منذ بداية العام، وتضاعفت مجدَّداً بعد قرارات زيادة أسعار المشتقَّات النفطية الأخيرة، فمصيرها الجحيم، مع كلّ تفاصيل الحياة الجحيميّة اليومية التي فرضتها سياسات التوحُّش الليبرالي بكل صَلفٍ واستهتار!