إنكلترا الرأسماليّة تقتل مريضاً كلّ 23 دقيقة لتباطؤها بالعلاج
في فضيحة جديدة لانتهاك حقوق الإنسان في المنظومة الرأسمالية في إحدى قلاعها التاريخية ومعاقلها التقليدية، أكد إحصاء رسمي أنّ انكلترا تشهد وفاة مريض كل 23 دقيقة، بسبب قوائم الانتظار الطويلة في أقسام الطوارئ بالمستشفيات.
وبحسب الكلية الملكية لطب الطوارئ في بريطانيا (آر سي إي إم)، فقد توفي
23,003 أشخاص خلال عام 2022 بعد قضاء ما لا يقل عن 12 ساعة في انتظار الرعاية أو الحصول على السرير، وفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية.
ولفتت الإحصائية إلى أنّ هذا الرقم يعادل تقريبًا وفاةً كل 23 دقيقة، ووفاة 63 شخصاً كل يوم، و442 في الأسبوع، و1917 كل شهر.
وقالت الكلية إنّ النتائج التي توصّلت إليها، رغم أنها «صادمة»، فإنها لم تكن «مفاجئة» وتعكس حقيقة أن أقسام الطوارئ غالبًا ما تكون مكتظة وغير قادرة على العثور على سرير للمرضى في المستشفى.
من جهتها قالت روزي كوبر، المتحدثة الصحية باسم حزب الديمقراطيين الليبراليين، إن «المرضى يموتون الآن بأعداد كبيرة» بسبب إهمال الحكومات المحافظة المتعاقبة لنظام الخدمات الصحية الوطنية، مضيفة أنّ الأرواح التي فقدت بسبب هذا الأمر تشكل «كارثة وطنية».
وأوضحت الكلية الملكية للطب أنه ومنذ سبتمبر/أيلول الماضي، كان هناك تحذير من حدوث ما يصل إلى 500 حالة وفاة كل أسبوع في أقسام الطوارئ، في إنكلترا لأن العديد من المرضى قضوا وقتًا طويلاً هناك - ولكن هيئة الخدمات الصحية الوطنية NHS (إن إتش إس) ترفض الاعتراف بذلك.
واستندت الكلية الملكية سابقًا في طرحها هذه الأرقام إلى مكتب الإحصاءات الوطنية الذي يظهر أنه كانت تسجل 500 «وفاة زائدة» في الأسبوع بشكل وفيات «لا يمكنها تفسيرها».
ومع ذلك، يستخدم البحث الجديد للكلية بيانات مختلفة، تظهر هذه المرة عدد الأشخاص – إجمالي 1,656,206 الذين أمضوا 12 ساعة على الأقل في قسم الطوارئ بعد وصولهم العام الماضي. حصلت على ذلك من هيئة الخدمات الصحية نفسها، وذلك باستخدام قوانين حرية المعلومات.
ثم حللت هذه الأرقام إلى جانب الأدلة الموجودة من قبل مجموعة من أطباء الطوارئ، والتي نُشرت في مجلة طبية العام الماضي، باستخدام مقياس يُعرف باسم نسبة الوفيات القياسية، خلصوا إلى أنّ مريضًا إضافيًا يموت مقابل كل 72 شخصًا يقضون ما بين 8 و12 ساعة في الطوارئ.
يشار إلى أنّ هيئة الخدمات الصحية الوطنية، نفت صحة هذه الأرقام، لكنها لم تشر إلى عدد الوفيات، مؤكدة على لسان متحدث باسمها أن عزو الوفيات إلى شيء واحد محدد، وهو الانتظار في قوائم طويلة، «لن يعطي صورة كاملة» على حد قوله.
معلومات إضافية
- المصدر:
- وكالات