اختبارات كورونا في سورية.. وماذا تعني أرقامها؟

اختبارات كورونا في سورية.. وماذا تعني أرقامها؟

أصدرت منظمة الصحة العالمية حتى الآن 11 تقريراً من سلسلة «ملخص إمراضية ووفيات سورية» SMMS المتعلقة بكوفيد-19 منذ بداية الوباء، كان أحدثها (حتى يوم تحرير هذه المادة) التقرير الحادي عشر المؤرخ بـ 21 أيلول 2021. وفيما يلي نركز على ما جاء في هذه التقارير من بيانات وإحصائيات تخص الاختبارات وإيجابيتها ومعنى هذا المؤشر.

الاختبارات و«معدّل الهجوم» الوبائي

ورد في أحدث تقرير (من السلسة المذكورة بالمقدمة) الجدول أدناه حول معطيات الفترة (من 23 آذار 2020 حتى 18 أيلول 2021) وأضفنا إليه حقلاً لعدد السكان الذي اعتمدته منظمة الصحة العالمية في حساب بعض المؤشرات (حيث استنتجنا السكان اعتماداً على بيانات أول حقلين).
ويلاحظ من الجدول بأنّ أعلى معدّلات الهجوم الوبائي المسجّلة Attack Rate (عدد الإصابات بالنسبة لعدد السكان) هي في محافظة الحسكة تليها محافظات إدلب وحلب والرقة.
والمعدل الوسطي لعدد اختبارات كوفيد-19 بواسطة PCR التي أجريت من أصل كل 100 ألف من سكان سورية بأكملها هو 1929 اختبار/ مئة ألف نسمة. ولكن هناك 7 محافظات أجري فيها الاختبار بمعدل أقل من 1000 لكل مئة ألف (أي لأقل من 1% من السكان)، وهي (مقيسةً بالواحدة المذكورة): حماة 279، طرطوس 332، حمص 349، درعا 353، ريف دمشق 362، دير الزور 506، السويداء 507.
وفي محافظات السويداء وطرطوس وحمص تم تسجيل أعلى النسب لإيجابية الاختبارات (أكثر من 60%) ولكن معدّل الهجوم فيها أقل من خمس محافظات أخرى، مما يشير إلى أنّ الاختبارات في هذه المحافظات الثلاث لا يتم إجراؤها تقريباً سوى للأشخاص الذين يعانون من الأعراض أو لدى القبول بالمستشفى، وفقاً لما ورد بالتقرير. كما أنّ نسبة الإيجابية في محافظة درعا ليست قليلة أيضاً 40,59%.
وكانت أعلى معدّلات الوفيات من أصل الإصابات المثبتة بالاختبارات، هي من نصيب محافظتي دمشق 10,46% وطرطوس 10,35% تليهما حمص 8,91%. أما أعلى ثلاث محافظات بعدد وفيات المرض الإجمالية المسجّلة (كرقم مطلق) فكانت على التوالي: حلب 872، ودمشق 695، وإدلب 569.

نسبة «إيجابية الاختبارات» ودلالتها

ما زال دليل منظمة الصحة العالمية المعتمد لتقييم عدد من المؤشرات من بينها نسبة الاختبارات الإيجابية، هو ذاك الصادر بتاريخ 15 أيار 2020 تحت عنوان «معايير لضبط إجراءات الصحة العامة والتدابير الاجتماعية في سياق كوفيد-19»، حيث يقول: إنّ أحد المؤشرات الدالة على أنّ الوباء تحت السيطرة في بلد ما، هو ألّا تزيد نسبة الاختبارات الإيجابية عن 5% من إجمالي الاختبارات المجراة، وذلك «على الأقل خلال أسبوعين، بافتراض أن مراقبة الحالات المشتبه بها مراقبة شاملة» ويتابع الدليل بتحديد كمّي لمعنى «المراقبة الشاملة» حيث يقول «لا يمكن تفسير النسبة المئوية للعينات الإيجابية إلا من خلال المراقبة الشاملة واختبار الحالات المشتبه فيها، من رتبة إجراء اختبار واحد على الأقل لكل 1000 من السكان/ الأسبوع».
ولكن بناءً على بيانات الجدول أعلاه، نستطيع حساب كم اختبار لكل ألف من السكان لكل أسبوع أجريت في سورية على مدى 78 أسبوعاً (التي هي الفترة المدروسة في الجدول)، وكانت نتيجة حسابنا لها هي 0.247 اختباراً/ ألف سكان/ الأسبوع فقط، أي أضعف من الحد الأدنى للمراقبة المطلوب بنحو أربعة أضعاف.
مع ذلك يبقى ارتفاع إيجابية الاختبارات موحياً بتضافر عاملين: أنّ الاختبارات ما زالت ضعيفة وقليلة، وأنّ الوباء يتفشى بسرعة أكبر من سرعة لحاق توسيع الاختبارات به. كما يظهر المخطط أدناه.

1039-31

1039-32

معلومات إضافية

العدد رقم:
1039
آخر تعديل على الخميس, 14 تشرين1/أكتوير 2021 23:20