د.عروب المصري
email عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.
يسجل الباحثون أن معلماً سومرياً قديماً لخص لتلاميذه حالة الإنسان الأول: «إن الإنسان في أول خلقه لم يكن يعرف شيئاً عن خبز يؤكل أو ثياب تلبس فكان الناس يمشون مكبين على وجوههم يقتلعون الأعشاب بأفواههم ليقتاتوا كما تقتات الأغنام ويشربون الماء من حفر الأرض» لقد كنا محظوظين إذ بقى هذا الرقم الطيني الحاوي على هذا النص الذي كان أحد مراجع التلاميذ السومريين ليدلنا على مستوى المعرفة آنذاك. فالقول بتطور الإنسان كان موجوداً في الحضارات القديمة رغم أنه لم يجرؤ على كتابة تفاصيله إلا داروين بعد خمسة آلاف عام في العصر الحديث.
حذر كبير المديرين التنفيذيين في شركة إكسون موبيل للنفظ والغاز، مؤخراً من أن التغير المناخي بات بمثابة خطر حقيقي، وعلى الولايات المتحدة أن تبقى طرفاً في المباحثات في الأمم المتحدة بشأنه». كما أن العديد من شركات النفط الأُخرى ترفض أيضاً خروج الولايات المتحدة من اتفاقية المناخ في باريس، فبالإضافة إلى شركة إكسون موبيل، هناك شيفرون ورويال داتش وشركة «BP»، وتأثرت أسعار النفط بعد انسحاب أمريكا من اتفاقية باريس.
نتحدث اليوم عن قطاع من العلم المزيف وهو ما يتعلق تحديداً في مجال الأبحاث الطبية داعين فيه إلى التشكيك في الكثير مما تسمعه وتقرأه عن الدراسات العلمية والطبية. إن المصالح غير المرئية تمارس سيطرة هائلة على البحوث وما ينشرأو لا ينشر.
عرف عن تشارلز موري «الباحث» الأميركي اليميني المتطرف المحافظ المدعوم مالياً من قبل المؤسسات اليمينية في أمريكا انغماسه في أبحاث تتحدث عن أن الزنوج والجنس الأسود عموماً هم أقل ذكاء من البيض كما في كتابه «منحنى الجرس»، ونشر مقالة بين فيها: أن النساء ينقصهن الذكاء الجيني الفطري، وغيرها كثير من المقالات والأبحاث التي ترتدي صفة العلم من أجل تبرير التوجهات السياسية التي تعمل على تعميق الفوالق الثانوية الموجودة في المجتمع للتعمية على التناقض الأساسي، بشكل علم مزيف، لكن هذه الطريقة باتت مكشوفة.
يقول دعاة التحكم بعدد السكان: إن أحد التدابير الأكثر فعالية التي يمكننا اتخاذها لمكافحة تغير المناخ هو الحد بشكل حاد من عدد البشر على هذا الكوكب. هذا يركز بشكل خاطئ على معالجة أحد أعراض نظام غير عقلاني وملوث بدلاً من التعامل مع الأسباب الجذرية.
مع وصول كمية الكربون في الغلاف الجوي رسمياً في المخططات التي ترصد كوكب الأرض في الثامن عشر من نيسان الماضي إلى 410 أجزاء بالمليون للمرة الأولى في تاريخ البشرية، فقد تخطينا الحدود كلها.
مازالت نسبة الصّرف الصحّي ضمن مياه السّقي في المناطق الزراعية تقارب الـ 50%، إذ إن مياه الصرف الصحي لا تزال تستخدم في الزراعة حتى اليوم الحالي، خاصّة في ظل انعدام الرقابة الحكومية، وخروج الكثير من محطات المعالجة والتحليل عن الخدمة.
في خدمة من يُوضَعُ العلم؟ من تخدم هذه الإنجازات التي تقوم بها البشرية، من خلال علمائها وعباقرتها ومخترعيها وفلاسفتها بمساعدة أمهر حرفييها وعمالها، يبدو الجواب عن هذا السؤال اليوم بدهياً لكنه لم يكن كذلك يومها، فكان العلماء يتسابقون إلى طرح آخر إنجازاتهم أمّا من يتبناها من كبار الصناعيين أو الشركات الضخمة، ولم تكن هناك الإمكانية لوضعها بحيث تتبناها الدول في خدمة البشرية، لأن الرأسمالية كانت في أوج صعودها.
هل تخدم أنظمة الغذاء والزراعة الناس أم تخدم الشركات؟
تعالوا نستعرض بروية ما يحصل في عمليات الإنتاج الزراعي في العالم ككل؟
تعد الزراعة الحافظة استجابةً للحد من تدهور الأراضي وزيادة إنتاجيتها، وتساعد على زيادة حجز الكربون في التربة، فهي أسلوب زراعي يؤدي للحفاظ على موردي التربة والمياه، لأنه يعمل على تنشيط العمليات الحيوية الطبيعية فوق الأرض وتحتها، وعلى تحسين نوعية المياه ومردودها ودعم المخزون الجوفي منها، والمحافظة على البيئة، حيث تخفض الحراثة للحد الأدنى كما تضاف الكيمياويات الزراعية والمخصبات ذات المنشأ المعدني والعضوي بمعدلات مثالية، بحيث لا تتداخل أو تؤثر في العمليات الحيوية، بالإضافة إلى أنه يعتمد على تقنين استخدام مستلزمات إنتاج المحاصيل مع السعي للحصول على المردود المطلوب، والإبقاء على مستويات إنتاجية عالية ومستدامة، مما يؤدي إلى زيادة دخل المزارع وتحسين معيشته وتوفير العمل والوقت.