وجدتها: الزراعة الحافظة  وتدهور الأراضي

وجدتها: الزراعة الحافظة  وتدهور الأراضي

تعد الزراعة الحافظة  استجابةً  للحد من تدهور الأراضي وزيادة إنتاجيتها، وتساعد على زيادة حجز الكربون في التربة، فهي أسلوب زراعي يؤدي للحفاظ  على موردي التربة والمياه، لأنه يعمل على تنشيط العمليات الحيوية الطبيعية فوق الأرض وتحتها، وعلى تحسين نوعية المياه ومردودها ودعم المخزون الجوفي منها، والمحافظة على البيئة، حيث تخفض الحراثة للحد الأدنى كما تضاف الكيمياويات الزراعية والمخصبات ذات المنشأ المعدني والعضوي بمعدلات مثالية، بحيث لا تتداخل أو تؤثر في العمليات الحيوية، بالإضافة إلى أنه يعتمد على تقنين استخدام مستلزمات إنتاج المحاصيل مع السعي للحصول على المردود المطلوب، والإبقاء على مستويات إنتاجية عالية ومستدامة، مما يؤدي إلى زيادة دخل المزارع وتحسين معيشته وتوفير العمل والوقت.

 

 

إن عدم حراثة التربة آلياً يخلق نوعاً من الحراثة الحيوية، التي تعني أن تقوم المتعضيات الحية في التربة بالحراثة، في حين تختفي الحراثة الحيوية بوجود الحراثة الآلية، التي تقوم بهدم البنية البيولوجية للتربة لما لسكة المحراث أو قرص الحراثة تأثير على الحياة في التربة أكثر من عوامل أخرى مثل الإزميل مثلاً.

إن تغطية التربة تحميها من عوامل مختلفة، كالمطر والشمس كما تعمل على تزويد أحيائها الدقيقة والكبيرة بالغذاء، وتخلق مناخاً دقيقاً خاصاً للتربة ملائماً لتطور ونمو أحياء التربة بشكل مثالي، بما في ذلك جذور النباتات. وتؤدي إلى ظروف أفضل لنمو الجذور والبذور.

لا تقتصر أهمية الدورة الزراعية على تنويع الأحياء الدقيقة في التربة، ولكن وجود الجذور على أعماق مختلفة من التربة، يؤدي إلى وجود طبقات مختلفة من مغذيات الترب. إن العناصر المغذية ترشح لطبقات أعمق في التربة، وتصبح غير متاحة للمحصول، لكن بوجود الدورة الزراعية التي تعمل كمضخات حيوية وتعمل على تنويع الأحياء الموجودة في التربة، عندما تطرح الجذور مواد عضويةً مختلفةً، تكون جاذبةً لأنواع مختلفة من البكتريا والفطور والتي بدورها تلعب دوراً مهماً في تحويل هذه المواد إلى عناصر مغذية للنبات، كما أن الدورة الزراعية لها دور مهم في مكافحة الآفات، وتثبيط أنواع من الآفات والأمراض، حيث تكسر سلسلة الإصابة عند تعاقب محصولين مختلفين، مع كامل الاختلافات الفيزيائية والكيميائية للمحصولين المختلفين.

 

معلومات إضافية

العدد رقم:
806