وجدتها:نظام الزراعة والأغذية في خدمة من؟
هل تخدم أنظمة الغذاء والزراعة الناس أم تخدم الشركات؟
تعالوا نستعرض بروية ما يحصل في عمليات الإنتاج الزراعي في العالم ككل؟
نبدأ من الأرض التي غالباً ما تكون ملكيةً خاصةً وفي نسبتها العليا ملكاً للشركات الزراعية التي تتحكم بكامل العملية الإنتاجية.
ومع تجهيز التربة للعمليات الزراعية المفترضة تكون هناك الحاجة حتماً للآليات الزراعية التي يستمر التعامل معها منذ ما قبل الزراعة إلى الحصاد وما قد يليه، وهذه الآليات الزراعية كما هو معروف مملوكة من قبل مستثمرين كبار على الأغلب، ويتم تأجيرها، أي: دفع أثمان استهلاكها فحسب بل تبدأ عملية جني الأرباح منذ هذه المرحلة.
لتأتي مرحلة البذار أو الشتول التي يتم فيها الشراء، وتحقيق أرباح أخرى في هذه المرحلة وتتحكم في هذه المرحلة عدد من الشركات العالمية الاحتكارية، التي تدفع الأمور باتجاه بذار وشتول غير قابلة للتجديد مما يضطر إلى شرائها في كل بداية عملية إنتاجية.
وتدخل الآن العمليات الكيميائية المتضمنة الأسمدة والمبيدات، تلك التي قامت صناعات عالمية ضخمة عليها ومن أجلها أي: من أجل جني أرباح خيالية في هذه المرحلة تحديداً.
تليها مراحل التعشيب والتدفئة (إن لزم) تلك التي تتضمن آليات ووقوداً يجري جني أرباح منها كذلك.
أمّا عمليات الري فتلك عملية إنتاجية مستقلة نسبيا،ً فيها ما فيها من تعقيدات التكاليف والربح والمنشآت الضرورية وتتدخل فيها عمليات ربحية كبيرة كذلك.
وتتم عمليات الحصاد والجني والتوضيب والنقل في ميكانيكية تعتمد حتماً على الربح.
إن العملية الإنتاجية المتعلقة بالزراعة بأكملها وإنتاج الغذاء، تتم ضمن هذا النظام العالمي من أجل الربح، وليس إطعام البشر إلّا هدفا،ً يمكن من خلاله ضمان الربح فقط.
إن تغيير النظام العالمي للإنتاج الزراعي، بما يضمن الأمن الغذائي البشري كأولوية لا يعلى عليها، تصبح كل يوم ضرورةً لا يمكن تجاهلها، والحجج كلها التي تساق والأكاذيب من أمثال: إن عدد البشر يفوق الطاقة الإنتاجية الزراعية العالمية وغيرها، أصبحت مكشوفةً.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 807