وجدتها: العلم المزيف في خدمة العنصرية!
عرف عن تشارلز موري «الباحث» الأميركي اليميني المتطرف المحافظ المدعوم مالياً من قبل المؤسسات اليمينية في أمريكا انغماسه في أبحاث تتحدث عن أن الزنوج والجنس الأسود عموماً هم أقل ذكاء من البيض كما في كتابه «منحنى الجرس»، ونشر مقالة بين فيها: أن النساء ينقصهن الذكاء الجيني الفطري، وغيرها كثير من المقالات والأبحاث التي ترتدي صفة العلم من أجل تبرير التوجهات السياسية التي تعمل على تعميق الفوالق الثانوية الموجودة في المجتمع للتعمية على التناقض الأساسي، بشكل علم مزيف، لكن هذه الطريقة باتت مكشوفة.
خرج تشارلز موراي مرة أخرى ليبيع العلوم المزيفة عن التفوق العرقي ومعدل الذكاء، لكن وفي هذه المرة
أدار طلاب كلية ميدلبوري بدورهم ظهورهم للمؤلف تشارلز موراي خلال محاضرة في أذار الفائت. ما اضطر إدارة الكلية إلى نقل مكان المحاضرة، حيث هتف الطلاب بشعارات مناهضة ورفعوا اللافتات التي تفضح عنصريته ويمينيته.
وتؤكد الدراسات على أن الأداء الفكري الضعيف نسبياً للفئات العرقية يستند إلى جيناتها، هو افتراض مخطئ نظرياً، ولا أساس له من الناحية التجريبية؛ وبالنظر إلى العواقب الناجمة عن إصدار السياسات التي تتبع مثل هذه التأكيدات، فهذا خاطئ أخلاقياً وعلمياً.
هذا ويعتبر موري ضمن الموجة الجديدة من الباحثين الذين يقدمون أبحاثاً راجت في الثلاثينيات من القرن الماضي خلال الأزمة الاقتصادية التي سبقت الحرب العالمية الثانية وكانت وقوداً مغذياً لموجات النازية والفاشية، التي استخدمت تلك الأبحاث الموجهة في تخديم سياساتها. وتقدم الموجة الجديدة من هذه الأبحاث المخدمة سياسياً دعماً جديداً لهذه الموجات في ظل أزمة رأسمالية جديدة يشهدها عالم اليوم. لكن السؤال الذي يطرح نفسه: هل ما زالت هذه الأفكار نفسها صالحة في عالم اليوم؟
إن استخدام نتائج الأبحاث غير الموثقة، وغير القابلة للتكرار (مما يعني عدم موثوقيتها بسبب نقصان عنصر تكراريتها) يقدم نتائج منحازة دوماً إلى صالح الافتراضات غير العلمية، خاصة عندما يصرّ بعض الباحثين على أن البحث يجري على «الأفراد» خروجاً عن سياقهم الاجتماعي الاقتصادي، (لكنهم لا ينسون السياق العرقي لأنه الهدف المضمر).
وتدفع المؤسسات السياسية بهذه الأبحاث قدماً، تمويلاً ودعماً دعائياً وإعلامياً، وترويجاً للرموز من الشخصيات المدافعة عن هذه الأفكار تخديماً لمرحلة تأجيج الصراع، الذي يقدم خدمة جلية لصناعة السلاح.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 812