النقابات الوهمية سلاح الرأسماليين

النقابات الوهمية سلاح الرأسماليين

يتصاعد تأسيس النقابات العمالية في الولايات المتحدة الأمريكية بشكل كبير منذ انفجار الأزمة الأمريكية خلال العامين الأخيرين. ويبدو أن الرأسماليين يشعرون بخطر جدّي مما يحدث، لدرجة دفعت الرأسماليين أنفسهم إلى خلق وصناعة نقابات عمالية في شركاتهم. والنقابات الوهمية هي سلاح الرأسماليين الذي يجب أن تحذر منه الطبقة العاملة جيداً.
ففي شركة أمازون يتصاعد نضال كبير متواصل للعمال من أجل الأجور وحق التنظيم النقابي، ومنع التسريح التعسفي، وغير ذلك من المطالب العمالية. وارتفعت حدة المعركة إلى درجة كبيرة في بعض اللحظات والمحطات.
ففي أحد الإضرابات خلال العام الماضي، حدث حريق أثناء إضراب عمال مستودعات أمازون في نيويورك، وقد اتهمت الشركة عمال المستودعات بإشعال الحريق، بينما اتهم العمال إدارة الشركة في ذلك. في موقف يذكرنا بحريق الرايخستاغ عام 1933.
وتأسست خلال العامين الماضيين نقابات عمالية في شركة أمازون، أما من ترأس هذه النقابات، فهو يشبه أحد مؤدي أغاني هيبهوب، ويجتمع مع بايدن الذي يشكره على تأسيس نقابة أمازون؟ في موقف غريب: نقابة عمالية يرضى عنها الرأسماليون!
وتصاعدت الصورة الكاريكاتورية لصناعة النقابات الوهمية عند شركة ستاربكس أيضاً، التي استطاع عمالها تأسيس عدة نقابات، وانتزاع العديد من الحقوق والانتصارات الصغيرة من الشركة. فصارت ستاربكس تصنع نقابات على قياسها، وتجبر العمال على الانتساب إليها. ففي بوفالو ونيويورك، طردت الشركة خلال هذا الصيف عمالاً لهم سنوات طويلة من الخدمة، لأنهم رفضوا الانتساب إلى هذه النقابات! فهل أصبح الرأسماليون حريصون على مصالح العمال أكثر من العمال أنفسهم؟

معلومات إضافية

العدد رقم:
1084