تقرير منظمة العمل الدولية حول أوضاع السوريين وحاجاتهم المعيشية
أطلقت منظمة العمل الدولية برنامجها التي عنونته بـ«العمل ضد الجوع» والتي توجهت به إلى الدول الشبيهة بوضعنا من حيث مستوى المعيشة ومستوى القلة في تأمين الناس لضرورياتهم من كهرباء وغذاء وتعليم وغيرها من الحاجات.
منظمة العمل ناقشت المساعدات التي يمكنها تقديمها مع مسؤولين في عدة بلدان عربية ومنها سورية بمشاركة منظمة أكساد ولكن السؤال الذي يُطرح هل تستطيع منظمة مثل منظمة العمل أن تقضي على الجوع بإقامة مشاريع صغيرة أو بعض المساعدات التي لن تغير من واقع حال الفقراء شيئاً؟
إن سبب الجوع والفقر بيّن وواضح ولا يحتاج إلى توصيف لأن الواقع الذي يعيشه الفقراء لن تغيره مساعدات أو إعانات بل يحتاج إلى تغيير المسبب الأساسي لفقر الفقراء وعلمكم بالطريقة كافٍ.
العمل ضد الجوع
السوريون كل يوم يشترون كميات أقل مما يحتاجون
قالت منظمة العمل ضد الجوع بأن ما يقدر بـِ 12.4 مليون شخص- حوالي 60٪ من سكان سورية- يُعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويمثل هذا الرقم زيادة بنسبة 57٪ منذ عام 2019، وهو «أعلى رقم مسجل على الإطلاق في تاريخ سورية». وفقاً لبرنامج الأغذية العالمي.
وقالت المنظمة الدولية: «منذ مرور أكثر من عقد على بدء النزاع في سورية، وصل عدد السوريين المعرضين لخطر الجوع إلى مستويات قياسية مرتفعة. وكان متوسط تكلفة الغذاء في البلد، لعدة أشهر، هو الأعلى منذ بدء الرصد».
فيما تواجه سورية أزمات متعددة ومترابطة، وفي حين أن الصراع النشط قد خفت حدته إلى حدٍّ ما خلال العام الماضي، إلا أنّ التّضخم المتفشي والاقتصاد الذي يعاني بشدة قد زادا من الاحتياجات، لدرجة أنهما يتجاوزان قدرات الأسر على التأقلم.
وأضافت المنظمة: «كل يوم، يستطيع السوريون شراء كميات أقل مما يحتاجون إليه للبقاء على قيد الحياة. فدخولهم ومدخراتهم آخذة في الانخفاض في القيمة مع تزايد تكاليف السلع الضرورية من المياه والغذاء والوقود والكهرباء وأصبحت بعيدة المنال، وفي المتوسط، تنفق الأسر الآن أكثر بنسبة 50٪ من دخولها».
ويحصل الكثير من الناس في سورية على أقل من أربع ساعات من الكهرباء العامة يومياً. وكذلك فإن ارتفاع أسعار الوقود يعني أن النقل والعمالة اليومية أكثر تكلفة أيضاً، فالمزارعون لديهم أموال أقل لزراعة حقولهم، في حين أن ري محاصيلهم ونقل محاصيلهم إلى السوق يكلف أكثر من ذلك.
كما تعد روسيا وأوكرانيا من بين أهم مصدري الحبوب في الشرق الأوسط. ووفقا للأمم المتحدة، يمكن أن يؤدي الصراع في أوكرانيا إلى نقص في إمدادات القمح إلى المنطقة. وأفادوا بأن سورية قد ردت بالفعل من خلال تقنين احتياطاتها من الحبوب، مما أثر على أسعار المواد الغذائية الأساسية، مثل الخبز والدقيق.
وحسب المنظمة التي تعمل في سوريا منذ العام 2008، بأن هذا العام يحتاج 14.6 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، لتلبية احتياجاتهم الأساسية، ويواجه السوريون أكبر احتياجاتهم في مرحلة يتراجع فيها اهتمام العالم وتمويله، ونحث حكومات العالم على مواصلة وزيادة دعمها للسوريين.
فيما كان قبل أيام قليلة أكد رئيس مجلس الوزراء في سورية، بوجود ما يكفي من القمح في سورية، ولا يوجد نقص في الغذاء، مخالفاً في ذلك العديد من التصريحات التي تحدثت عن تراجع المساحات المزروعة في القمح هذا العام نتيجة عدم القدرة على ريها بسبب غلاء أسعار المحروقات وغيرها من مستلزمات العملية الزراعية. ويأتي كل هذا في وقت يعاني فيه الشعب السوري من مرارة العيش والوضع المعيشي يزداد تدهوراً يوماً بعد يوم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1063