بصراحة ... تحالف الحصارات على لقمة الفقراء

بصراحة ... تحالف الحصارات على لقمة الفقراء

الحصار والعقوبات الاقتصادية المفروضة على سورية منذ بدء الأزمة لها نصيب مهم في تضييق الخناق على شعبنا من حيث توفر المواد الأساسية التي يحتاجها في غذائه اليومي، ودوائه ليعالج أمراضه المختلفة وحاجاته الأخرى من كهرباء ومشتقات نفطية ومواد أولية لتقلع عجلة إنتاج المعامل والمشاغل الحرفية، وما كان هذا ليحدث لولا السياسات الانفتاحية التي تمت مع الغرب، مما أدى إلى ربط الاقتصاد السوري برمته «تقريباً» مع هذه الأسواق، الأمر الذي جعل الاقتصاد الوطني يتأثر تأثراً خطيراً بالحصار الجائر المفروض

وبالتالي انعكاسه على القدرة في تأمين الحاجات الضرورية للمواطنين من غاز، ومازوت، وغيرها من الحاجات الأخرى التي أصبح تأمينها يشكل عبئاً مضافاً إلى الأعباء الأخرى التي يعاني منها شعبنا، وخاصةً الفقراء وهم المكتوون بنار الأسعار المتحكم بها من كبار الفاسدين والمحتكرين المسيطرين على الأسواق والمخازين من البضائع، وهذا الفعل الشائن يصب في طاحونة الحصار ويكمله، من حيث النتائج المراد الحصول عليها.
التجول اليوم مع بدء شهر رمضان ومن قبل في الأسواق يرى حال العباد الباحثين عن حاجاتهم المختلفة ومنها الخضار لأن بقية الأشياء كاللحم ومشتقات الألبان والفروج أصبح الحصول عليها من المحرمات التي يعاقب عليها قانون النهب العام الذي لم يبقِ ولم يذر للفقراء يتجولون في الأسواق بحثاً عن الأكثر رخصاً مما هو معروض لكي يصنعوا طعام أطفالهم وطعامهم فترى الشخص الذي يريد أن يشتري من أسواق الخضار يعاين تلك المواد ويسأل عن ثمنها ليأتيه الجواب الصادم له من تلك الأسعار فهي أسعار فوق قدرته على الاستسلام لها فيفكر ملياً ما العمل ماذا نريد أن نأكل ما هي الكمية التي باستطاعتي شراءها وكم المبلغ المطلوب لدفعه حتى أتمكن من الشراء؟ كلها أسئلة تدور في دماغه وتجعله مرتبكاً قبل الإقدام والطلب.
القرار المتخذ أخيراً بعد التشاور بينه وبين ما يوجد في جيبه من نقود هو، أن يطلب كيساً صغيراً ليضع به بعض حبات البطاطا وربما البصل أو بعض الخضروات الأخرى التي تفي الغرض ويمكن عمل منها وجبة تسد رمق الأطفال ورمقهم ليذهب إلى منزله وهو خفيض الجناح يتملكه القهر والحزن إلى ما وصلت إليه أوضاعه وأوضاع الشبيهين له وهم أغلبية شعبنا المقهور بينما في المقلب الآخر حيث الناهبون والمحتكرون والمتنفذون وتطول القائمة التي يعرفها فقراء شعبنا، قائمة المسببين لجوعهم وقهرهم وحرمانهم من حقهم في أن يعيشوا بكرامة.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1064
آخر تعديل على الإثنين, 04 نيسان/أبريل 2022 00:42