بصراحة ... ماذا تبقّى للعمال

بصراحة ... ماذا تبقّى للعمال

المؤتمرات النقابية هي مكان تتكثف به كل أوجاع الطبقة العاملة حيث يعبّر عنها بأشكال وألوان متعددة مرة بخجل وحرص على انتقاء الكلمات والجمل التي سيسمعها النقابي لمن هم في مواجهته من المسؤولين الحضور فيهزون رؤوسهم كناية عن سماعهم ما يُقَال ولكن كيف سينفّذ ما قيل، فهذه قضية أخرى واللون الآخر من التعبير عن الأوجاع يأخذ شكل الحدة في الطرح فيكون الطارح للقضية مألوماً وموجوعاً إلى الحد الذي يجعله يقول «مالها فارقه معي بدي أحكي وقول يلي بقلبي» وهذا النوع من الطرح لا يُطرب الحاضرين في منصات المؤتمر، ويبدؤون بتحضير أنفسهم بالردّ على ما قيل حتى لا يأخذ القول مفعوله عند بقية الحضور، وبالتالي يترك أثره الإيجابي من حيث التعبئة والتفاعل.

في أحد المؤتمرات طرح أحد النقابين موقفاً لم يعجبهم حيث قال لدي مداخلة قصيرة قبل أن أبدأ بطرح المطالب لمعملي وهو عامل والمداخلة القصيرة، كانت من الحماوة التي جعلت أصحاب المنصة يجتمعون عليه بالرد فقال هذا العامل: الحكومة جوّعتنا وجعلتنا فقراء ونحن من ينتج والشعب لا يثق بها لأنها منحازة للأغنياء وهي أيّ الحكومة تسهل لهم كل الطرق لنهبنا وجعلنا فقراء لا يكفي أجرنا كفاف أكلنا وعيشنا، أوضاعنا ليست بخير بسبب سياساتهم، ومعاملنا ليست بخير بسبب سياساتهم ماذا تبقّى لنا غير الفقر والحرمان والعذابات.
كان الرد عليه مركزاً حيث ألقيت محاضرة لها بداية ولا ندري نهايتها عن الفرج القريب الذي سيأتي وعن الوضع الاقتصادي الذي سيتحسن وسيرى بأمّ العين، وأن الوضع الذي نحن فيه الآن سببه الحصار الجائر إلى ما هنالك من مقولات أصبحت تردد على مسامع الشعب السوري لتبعث «الأمل» بغد ستشرق شمسه الساطعة على فقراء الشعب ولكن لم يقولوا لنا كيف سيحدث ذلك الانفراج الذي يتحدثون عنه وما هي مؤشراته وماهي مستنداته، خاصة ونحن نرى كل ساعة وكلّ يوم العجب العجاب في معيشتنا وتأمين حاجاتنا الأقل من ضرورية، إنّ كلّ ما يقال هو ذر للرماد في العيون ولكنّ عيوننا أصبحت معتادة لا يؤثر بها ما يذرّونه وذاكرتنا قوية لدرجة لا تنسى من كان السبب في قهرنا وعذاباتنا ستبدع ذاكرتنا طريق خلاصنا وهو طريق طويل ولكن له نهاية.

معلومات إضافية

العدد رقم:
1054