بصراحة... المؤتمرات ومطالب العمال الغائبة..
تنعقد المؤتمرات النقابية كما هو مرسوم لها في جميع المحافظات، وتناقش قضاياها التي اعتادت على نقاشها منذ سنوات عدة، أي: أنّ ما كان يطرح في بداية الدورة الانتخابية الـ 26 من مطالب، مثل: الوجبة الوقائية أو الغذائية واللباس العمالي والحوافز الإنتاجية والسكن العمالي والطبابة العمالية إلخ..
من القضايا الأخرى التي نحتاج لتعدادها لوقت قد يطول دون أن ننتهي منها، تلك المطالب التي عددنا جزءاً منها يعاد طرحها الآن وفي كل المؤتمرات التي عقدت إلى لحظة كتابة «الزاوية» وكنا نتمنى أن نرى طرحاً آخر يعبر عن حجم المأساة التي يعيشها شعبنا، ومنه الطبقة العاملة في مستوى معيشتها وفي مستوى قدرتها على الدفاع عن حقوقها بمختلف أنواعها وأشكالها، ولكن للأسف لم يتم ذلك، مع أن درجة عدم الرضا عما هو واقع في الوضع العمالي عالية، ولكن شكل التعبير عنها لا يتناسب مع حالة عدم الرضا تلك، وهذا له أسبابه العديدة التي لا مجال لذكرها في هذه العجالة، ولكن يمكن التعريج على بعضها، وأهمها: مستوى الحريات النقابية السائدة المنخفضة جداً، التي تم من خلالها ترتيب الانتخابات النقابية التي جرت بمعظمها بقرارات أدت إلى وصول الكثير من النقابيين إلى مواقع نقابية مهمة، وهم في حالة اغتراب وانفصال عن القاعدة العمالية المفترض أن تنتخبهم بملء إرادتها، وبحرية تامة دون وصاية عليها، أو فرض قرار لأحد على إرادتها وخياراتها.
انخفاض مستوى الحريات المترافق بسوء الوضع المعيشي والإنتاجي يجعل العمال بحالة عجز وتردد في الدفاع عن مطالبهم وحقوقهم، وإلّا ماذا يعني أن تتكرر تلك المطالب لسنوات طويلة دون أن تتحقق، حتى الجزء اليسير منها جرى ويجري تسويفه من قبل الحكومات المتعاقبة، ويجري التبرير لذلك التسويف وإقناع العمال وممثليهم بأن الحكومات لا تملك الموارد الكافية من أجل ذلك، وما على العمال سوى التحلي بطول البال ويستمرون بمطالبتهم حتى تتحقق، ولكن إلى متى؟ الله وحده العالم بخفايا الأمور وجهات أخرى..
نجزم، أن الطبقة العاملة لن تُبقي معاناتها داخل صدورها، بل ستجد الأشكال التي تمكنها من انتزاع حقوقها، كل حقوقها، وهي الأقدر على التعبير الحقيقي عن مصالحها.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 1002