النقابة... دورها في وعي الطبقة العاملة

النقابات ضرورة نضاليه فرضتها ظروف الطبقة العاملة التي تعيشها من خلال بيئة العمل المتواجدة فيها، ومصالحها المتناقضة مع مصالح أرباب العمل في القطاع الخاص وقطاع الدولة على حد سواء، من أجل نيل حقوقها من أجر مجزٍ وبيئة عمل صالحة للعمل، وتشريع يضمن حقوقها في العمل، وأمنٍ صناعي، وتمتلك من خلالها أدواتها النضالية الضرورية، وهذه من أبسط حقوقها. 


ومن هنا يبرز الدور الهام والضروري للنقابات في توعية العمال من أجل الحصول على حقوقهم ومكتسباتهم، التي لا بد أن يحصلوا عليها من خلال نضالهم المستمر ضد عمليات استغلالهم المختلفة، التي يقوم بها أصحاب العمل، خاصة والحركة النقابية خلال تاريخها امتلكت العديد من الأدوات التي تساهم في تطوير الوعي الطبقي لدى العمال.
السؤال المهم اليوم هنا: هل تمكنت الحركة النقابية من استثمار في هذه الأدوات، والتي منها الإعلام النقابي (الجريدة العمالية- مواقع التواصل- والمواقع الإلكترونية المختلفة) ومعاهد التدريس النقابية؟ إضافة إلى الوسائل الأخرى المحلية الخاصة باللجان النقابية بمواقع عملها كالنشرات الداخلية ومجلات الحائط التي تستطيع اللجنة النقابية من خلالها تقديم ذلك الوعي الضروري للنهوض بالعمال، وحثهم على التعاون والتعاضد فيما بينهم لأجل مصالحهم وحقوقهم المستلبة؟ وكذلك من خلال مؤتمراتها السنوية؟؟ ومما لا شك فيه أن دور الإعلام النقابي يساهم في تشكيل وعي العمال، وخاصة عندما يعمل على تزويد العمال بمصادر المعرفة والعلم النضالي، وتجارب الطبقة العاملة المختلفة في النضال من خلال الاعتصام والاحتجاج والإضراب وغيرها من الأشكال والأدوات الناجعة، بل له ذلك الدور المحرك والتعبوي اتجاه مختلف قضايا ومطالب العمال الملحة، وفي مقدمتها: الأجور التي لا تتناسب مع الواقع المعيشي، وحقوقهم المشرعة في الدستور، والمفقودة من خلال القوانين.
إن معرفة العمال لبعض الأعمال الهامة التي تقوم بها النقابة وما أنجزته وما استطاعت تحصيله لصالح العمال أمر مهم وضروري، وهذا يساعد العمال على الالتفاف حول نقاباتهم، وبالتالي يعطي النقابة ذلك الوزن الضروري في مجابهة أصحاب العمل والحكومة، وفرض مطالبهم من الأجر العادل والمجزي وتحسين بيئة العمل من أمن صناعي وصحة وسلامة مهنية وطبابة وغيرها من المفقودات.

معلومات إضافية

العدد رقم:
00
آخر تعديل على الجمعة, 16 نيسان/أبريل 2021 16:11