المنهوبون يضربون عن العمل
سياسات ليبرالية تدعو للخصخصة وترفع الأسعار، فساد يقضم الحوافز الإنتاجية، ممارسات تعسفية للمسلحين. وفي مواجهة ذلك أضرب المنهوبون عن العمل في عدد من المحافظات السورية.
إيفان علي
إضراب صيادي جبلة واللاذقية
يتواصل إضراب صيادي السمك في مدينتي جبلة واللاذقية منذ شهرين دفاعاً عن حقوقهم واحتجاجاً على القرارات المجحفة للهيئة العامة للثروة السمكية في المحافظة. يعمل مئات الصيادين على متن 80 قارب صيد في جبلة واللاذقية، ويعيل الصيادون 5000 عائلة في مدينة جبلة وحدها ولا يوجد لديهم مصدر رزق سوى الصيد والكثير منهم يسكنون بيوت آجار.
بدأت قصتهم عندما منعتهم الهيئة من استخدام شباك الصيد 16 و18ملم وفرضت عليهم شباك 20 مم، وبعد شرائهم للشباك بثمن باهظ أصدرت الهيئة قراراً آخر بمنعهم من استخدام هذه الشباك، وفرضوا الصيد بشباك 25 ملم! أما القضية الثانية التي أدت إلى الإضراب فهي: مراكب الجرف القاعي التي تقضي على الثروة السمكية في البحر، وخاصة في الفترة التي يمنع فيها الصيد حفاظاً على الثروة السمكية.
تحرك الصيادون إعلامياً وغطت الصحف المحلية والفضائية السورية قضيتهم، وأسسوا صفحة فيسبوكية فيها حوالي 7000 متابع للدفاع عن حقوق الصيادين.
رفضت جمعيات ونقابات الصيادين في الساحل السوري كله تشغيل مراكب الجرف القاعي، ورفض الصيادون المضربون تدمير البحر وخصخصته عبر وسائل الصيد الجائرة لمراكب الجرف القاعي، قائلين: «يلي مستفاد منن يروح يشغلن بالمياه الدولية، الأيام جاية والمستفيد منن ما يكون مفكر البحر أملاك شخصية؟»
عمال الصحة في مدينة الباب
أضرب عمال الصحة وأطباء مدينة الباب، وتوقفت المشافي عن العمل بتاريخ 18 أيار 2018 احتجاجاً على ممارسات المسلحين التعسفية في المدينة وممارساتهم بحق الأطباء وموظفي المشافي.
تحول الإضراب إلى مظاهرات واحتجاجات شاملة ضد المسلحين في المدينة لغاية 21 حزيران.
معمل غزل جبلة القديم
نفذ العمال في معمل غزل جبلة القديم في شركة الساحل للغزل إضراباً عن العمل بتاريخ 24 أيار 2018، وأطفأ العمال والعاملات منذ ساعات الصباح الأولى آلات العمل للمطالبة بالحوافز الإنتاجية حسب جريدة البعث.
أثمر الإضراب بوعود رسمية لتلبية مطالبهم بعد اجتماع محافظ اللاذقية وأمين شعبة جبلة الأولى لحزب البعث ورئيس اللجنة النقابية مع العمال بتاريخ 21 حزيران.
عاملات حمص
أضربت مجموعة من عاملات إحدى مولات محافظة حمص عن العمل بتاريخ 28 أيار 2018 احتجاجاً على قيام رب العمل بفرض عمل إضافي على العاملات. وكان العمل الإضافي قاسياً على العاملات ويتطلب عمّالاً لتنفيذه.
سائقو القامشلي وعامودا
أضرب سائقو حافلات النقل «السرافيس» في مدينتي القامشلي وعامودا في الجزيرة بتاريخ 19 حزيران 2018، وذلك احتجاجاً على صدور قرار هيئة الطاقة في الإدارة الذاتية برفع أسعار الوقود.
ارتفع سعر ليتر المازوت بموجب هذا القرار من 40 ليرة سورية إلى 50 ليرة سورية بتاريخ 18 حزيران، وتوقفت خطوط النقل بين مدن القامشلي والحسكة وعامودا نتيجة الإضراب.
صيادلة وأطباء إدلب
دخل صيادلة وأطباء محافظة إدلب في إضراب جزئي عن العمل اعتباراً من يوم الخميس 21 حزيران 2018، على مدار الأيام التالية الخميس والجمعة والسبت، من الساعة الحادية عشرة صباحاً وحتى الثانية ظهراً بمعدل ثلاث ساعات يومياً.
وأعلن الصيادلة في بيان لهم: أن الإضراب الجزئي يأتي احتجاجاً على عمليات الابتزاز والتشليح على حواجز المسلحين في مدينة إدلب، وهدد الأطباء والصيادلة بتمديد الإضراب في حال استمرار هذه الممارسات.
أرقام ومؤشرات
حدثت 6 إضرابات خلال شهري أيار وحزيران في 6 مدن: جبلة واللاذقية والقامشلي وعامودا وحمص والباب وإدلب، شارك فيها الصيادون والسائقون والأطباء والصيادلة والعمال والعاملات. وأضرب سائقو باصات الهوب هوب في السويداء بسبب احتكار الشركات الخاصة للعمل، وأضرب سائقو سرافيس جبلة والقرداحة واللاذقية بسبب قرار منعهم من دخول مدينة اللاذقية بداية هذا العام، كما أضرب سائقو سرافيس مدينة مصياف.
أما مجموع الإضرابات التي حدثت خلال الأشهر الستة الأولى لهذا العام 2018 فبلغ عددها 10 إضرابات في 9 مدن. وهذا يعني 88 إضراباً خلال 4 سنوات شمل كل المحافظات السورية.
يعتبر إضراب صيادي الساحل الأول من نوعه في سورية منذ خمسينات القرن الماضي، فهو مستمر منذ شهرين مع حراك إعلامي ونقابي، وهو الثاني من نوعه من خلال وقوفه ضد خصخصة البحر، منذ إضراب عمال مرفأ اللاذقية 2008. أما إضراب عاملات أحد مولات حمص فهو الأول من نوعه في المحافظة، منذ إضراب عاملات معمل السكَّر عام 2005. شهدت مدينة جبلة 3 إضرابات، وتضامنت النقابات مع مطالب صيادي الساحل وسائقي باصات السويداء. بينما شملت بعض التحركات مدينتين في وقت واحد: إضراب الصيادين في جبلة واللاذقية وإضراب السائقين في القامشلي وعامودا.