بصراحة أطفال الحاويات... والمصير المجهول!!
المدارس يقترب افتتاحها، والهموم تبدأ دورتها من جديد، والتساؤلات تُطرح من أين وكيف سندبر أمرنا ونقوم بشراء ما يلزم لأبنائنا؟؟ فالمتطلبات كثيرة في هذا الوقت من السنة ليس بسبب افتتاح المدارس فقط بل لأن المصاريف التي يصعب على الكثيرين من أبناء شعبنا الفقراء تأمينها لأبنائهم من دفاتر وحقائب وأقلام، وأحياناً أقساط مدارس وغيرها وغيرها.
بل أيضاً يأتي فصل الشتاء متزامناً مع افتتاح المدارس وما يتطلبه ذلك من تأمين مؤونة الشتاء، والمازوت، والمدافىء والكثير من المستلزمات الأخرى الضرورية كالألبسة الصوفية، وبدلات المدارس.
إن أعباء كبيرة تتحملها الطبقات الشعبية، وخاصة الطبقة العاملة بسبب الغلاء الفاحش الذي استمر بالارتفاع طيلة فترة الصيف، وخاصة للخضار والفواكه الموسمية، وكذلك البيض واللحمة بأنواعها والجبن واللبنة، والتي يفترض أن تكون أسعارها منخفضة في موسمها، ولكن الجشع والنهب الكبير الذي يمارسه تجار سوق الهال وغيرهم في الجملة والمفرق يجعل كل شيء (يولع نار)، ولا يخضع لتسعيرة ولا تكاليف ؟؟؟ والدولة الغائبة الحاضرة ترى بعينها وتسمع بأذنها، ولكن لا تفعل أكثر من الرؤية والسمع، ومباركة فعل التجار، أما الفقراء الذين يكتوون بنار الأسعار الحارقة ليس بمقدورهم عمل شيء سوى الدعاء والتضرع إلى الله أن يديم هذه النعمة عليهم وعلينا، ولا يزيلها، والله يصطفل بالظالم.
إن ارتفاع تكاليف المعيشة وغلاء الأسعار وضعف الأجور وتأكل قيمتها يوماً بعد يوم بعكس الأوضاع المأساوية للشعب السوري، وانعكاس تلك الأوضاع على الحياة الاجتماعية والاقتصادية، فبسبب الفقر المستشري تلجأ الكثير من العائلات الفقيرة لدفع أطفالهم للعمل بأعمال شاقة وغير مناسبة لأعمال الأطفال وإخراجهم من المدارس رغم إلزامية التعليم، فمثلاً يتجه الكثير من الأطفال في مناطق المخالفات (الحجر الأسود، سبينة، عش الورور، السيدة زينب...إلخ) إلىحاويات القمامة بدلاً من المدارس لجمع ما تيسر جمعه من داخل تلك الحاويات (بلاستيك، فوارغ ألمنيوم، علب كرتون، أكياس نايلون، خبز يابس...إلخ)، حيث تجمع تلك الأشياء وتباع في مراكز لها ويعاد تصنيعها مرة أخرى، فتدر مبالغ ضيئلة من الأموال لهؤلاء الأطفال لا توازن تلك الأموال شقاءهم وتشردهم ليعينوا بها عائلاتهم، على الرغم من تعرضهم لكثير من المشاكلوالانحراف، فهناك الكثير من الأطفال الذين يمارسون مهنة جمع مخلفات القمامة والعمل الليلي، حيث يكتسبون العادات السيئة وقد يتحولون إلى مجرمين شيئاً فشيئاً.
إذن هل يستوي الذين يملكون والذين لا يملكون؟؟ وهل يستوي الذين يدرسون والذين لا يدرسون؟؟ وهل يستوي المتخمون بالذين لا يأكلون؟؟
إن الحياة المأساوية التي يعيشها الكثيرون من أبناء شعبنا الفقراء والتي تدفع المزيد والمزيد منهم إلى مهاوي الردى، كما يقال إن أسباب ذلك هو حجم النهب الكبير الذي يتعرض له اقتصادنا والتوزيع غير العادل للثروة، وفرض الضرائب المتعددة على الفقراء وتهرب الأغنياء والحرامية الكبار من دفعها مما يؤدي إلى استمرار الفقر وزيادته، وتمركز الأغنياء وزيادة نهبهم.
فهل نستفيق نحن الفقراء ونرفع صرختنا وقبضات أيدينا عالياً في وجه النهب مدافعين عن حقنا في الهواء النظيف والماء والحياة الكريمة والوطن الكريم.
معلومات إضافية
- العدد رقم:
- 280