من الأرشيف العمالي بعض مما سبق نشره، ومازال محتفظاً بصلاحيته «لا رقيب ولا حسيب»

باتت مسألة ارتفاع أسعار جميع المواد وبشكل خاص السلع الغذائية والاستهلاكية أمراً مفروغاً منه لا جدال فيه، وفي كل مرة يطالعنا المسؤولون من خلال وسائل الإعلام المختلفة بحلول «حازمة»، ولكن ما إن تمض أيام حتى تبدأ الأسعار بالارتفاع من جديد، ونتيجة ذلك تزداد أوضاع الطبقة العاملة السورية وجماهير الكادحين، وأصحاب الدخل المحدود هم المتضررون من هذا الغلاء الفاحش ويزدادون بؤساً وشقاءً في كل يوم حتى وصل الأمر بهم حد الإملاق، وهم منتجو الخيرات المادية في وطننا.

قدمت «قاسيون» في عدديها الأخيرين جدولين يتضمنان أسعار المواد التموينية، وبينت سعر كل مادة مذكورة، والسعر الذي يقابله بعد عامين. وإن قراءة سريعة في الجدولين تبين أن أسعار هذه المواد الرئيسية كثيرة الاستعمال ازداد، بنسب كبيرة.
هذا عدا ما يعانيه الناس من ارتفاع فاحش في أسعار العمليات الجراحية وأجور الأطباء وثمن الدواء الذي يزداد مع مرور الأيام، وعدا الارتفاع المستمر بأجرة البيوت والذي لن يقف كما يبدو عند حد.
إن كل الارتفاعات المذكورة لم يرافقها زيادة في الأجور، فالعمال والموظفون والمستخدمون بقيت رواتبهم ثابتة خلال المدة الأنفة الذكر، وهم شهرياً يشعرون بأنهم يتحملون أعباء إضافية تزيد من شهر لأخر، وبالمقابل فإن البرجوازية الطفيلية تكبر وتترعرع ويزداد دخلها بشكل خيالي، ولا ضابط ولا رقيب أو حسيب جدي عليها.

قاسيون العدد /77/ كانون الأول 1982