في احتفال الأول من أيار.. رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال مخاوفنا من الإجراءات المتسرعة لها مبرراتها من منطلق الحرص على مصالحنا الوطنية

بمناسبة الأول من أيار عيد الطبقة العاملة ألقى الرفيق محمد شعبان عزوز رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال كلمة عمال سورية وتنظيمها النقابي على أرض الشركة السورية لنقل النفط في سورية، أكد فيها ضرورة قراءة القوانين والمراسيم وما تم اتخاذه من خطوات قراءة واعية كي لا نقع في المطبات والكوارث التي وقع بها الآخرون في أماكن مختلفة من العالم ودفعوا ومايزالون يدفعون ثمنها باهظاً، منتقداَ نصائح صندوق النقد الدولي الذي يدعو إلى نشر الخصخصة وتخفيض الإنفاق الحكومي ورفع الدعم عن السلع والخدمات تحت شعار إيصال الدعم لمستحقيه، وإبقاء الرواتب والأجور أقل من مستلزمات المعيشة لدفع العمال إلى ترك العمل والتخلص من كوادر العاملين في الدولة بواسطة التقاعد المبكر.

 وفيما يلي مقتطفات من نص الكلمة

أيها الأخوة العمال  ..

أحييكم وأرحب بكم وانتم تشاركوننا احتفالنا بيوم الأول من أيار عيد العمال العالمي، هذا اليوم الذي أصبح رمزاً خالداً في وجدان الإنسانية عمّـدته بالعرق والدم نضالات عمال العالم وتضحياتهم فأصبح تجسيداً للانتصارات التي حققتها الطبقة العاملة في مواجهة القهر والاستغلال عبر تاريخها الطويل ..

....لقد أصبح الأول من أيار رمزاً لوحدة الطبقة العاملة ونضالها لتحقيق تطلعاتها المشروعة في التقدم والتطور والدفاع عن الحقوق النقابية العمالية والمكتسبات التي تحققت طيلة سنين طويلة من الكفاح والعمل والنضال

أيها الرفاق والأخوة الأعزاء ..

... إن عمال سورية وهم يحتفلون بالأول من أيار يؤكدون تلاحمهم مع الطبقة العاملة العربية والعالمية المناضلة ويجددون العهد على مواصلة النضال والكفاح ضد أعداء الأمة العربية وأعداء الإنسانية.

أيها الرفاق والأخوة الأعزاء .

في كل عام ونحن نحتفل بالأول من أيار نقف عند قضايانا الاقتصادية والاجتماعية ونسعى إلى ترجمتها على أرض الواقع بهدف السير بخطوات حازمة ومتواصلة وصولاً إلى تطوير وتحديث مؤسساتنا الإنتاجية والخدمية مستفيدين من جميع الإمكانيات المادية والبشرية المتاحة لتفعيل دور التعددية الاقتصادية والاهتمام الجاد بالقطاع العام الصناعي وفق رؤية المؤتمر القطري العاشر للحزب وتوصياته وكذلك الاهتمام بالقطاع الخاص وإزالة العقبات التي تقف في وجه القطاعين معاً من قيود إدارية ومالية وروتين وفساد وبيروقراطية بما يضمن تحسين الإنتاج والخدمات وتخفيض تكاليفها .

إن السير نحو المستقبل بخطى سليمة يقتضي دائماً مواجهة كل ما لم يتم مواجهته حتى الآن ليغدو التجديد والتطوير والنمو الاقتصادي والاجتماعي قائماً على قواعد محررة من العوائق والقيود والهدف دوماً بناء وطن سليم تتوفر فيه القدرة على استثمار جميع الموارد والثروات وتزداد فيه فرص العمل وتتسع وتتطور دائرة الخدمات التي يحتاجها أبناء شعبنا .

أيها الأخوة العمال

إن دور الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي دور هام في تعزيز التوجهات والإجراءات التي تسعى إليها سورية من خلال مشاركتنا وإسهامنا البنــَاء في تقديم المقترحات ووضع الحلول ودعم الإجراءات التنفيذية والعمل مع جميع المهتمين بالقضية الوطنية وجميع المنتجين الآخرين على بناء هذا الوطن الصامد ليكون الأقدر على مجابهة التقلبات السياسية والاقتصادية العالمية وعلى التعامل مع العولمة وآثارها السلبية المتعددة بالطرق الأجدى والأكثر أماناً وأن نستفيد من تجارب الآخرين وأخطائهم لا أن نكرر نفس التجارب ونقع بذات الأخطاء.

إن الواجب يحتم علينا جميعاً أن نقرأ بفهم وروية توجيهات السيد الرئيس وما صدر عنه من قوانين ومراسيم وما تم اتخاذه من خطوات . أن نقرأ ذلك قراءة واعية وأن لا نقع في المطبات والكوارث التي وقع بها الآخرون في أماكن مختلفة من العالم ودفعوا ومايزالون يدفعون ثمنها باهظاً .

إن ثقتنا كبيرة بإنجازاتنا وخطواتنا وإن مخاوفنا من بعض الإجراءات التي تتم وبشكل متسرع لها مبرراتها من منطلق حرصنا على مصالحنا الوطنية وتعبيراً عن استعدادنا للقيام بواجباتنا بكل الإخلاص والوفاء ....

أيها الرفاق والأخوة الأعزاء

ونحن نحتفل اليوم بهذا العيد تواجه الطبقة العاملة العالمية وجماهير الشعوب المكافحة في بلدان العالم أزمات خطيرة نتيجة الهيمنة والاحتكار والتمركز المالي العالمي مدعوم بالقوة العسكرية الأمريكية وإن تردي الأوضاع المعيشية للعمال وتفاقم الأزمات الاقتصادية والاجتماعية في بلدان آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية يضع العالم أمام كوارث اجتماعية يصعب التحكم بمسارها ويرسخ التخلف ويزيد من التبعية . كما أن المشاكل الاجتماعية تزداد وتستفحل حتى في الدول الرأسمالية سواء من حيث انتشار البطالة أو معاناة العمالة المهاجرة إليها وتجاه ذلك نشهد احتجاجات وانتفاضات تقوم بها القوى العاملة مدعومة من الأحزاب السياسية والتنظيمات الشعبية للوقوف في وجه الرأسمال الاحتكاري وأدواته الثقافية والإعلامية التي تهدف إلى سحق الهوية الوطنية والقومية للشعوب وتحقيق الانتصار للقيم الرأسمالية والقضاء على القيم الإنسانية والعدالة الاجتماعية في العالم.

.. وعلى الصعيد العربي تعزز الطبقة العاملة العربية والجماهير الشعبية من نضالها وكفاحها لمواجهة سياسة الهيمنة التي تمارسها الإدارة الأمريكية بهدف بسط سيطرتها الكاملة على أمتنا العربية لضمان مصالحها ونهب خيراتنا وسرقة نفطنا من خلال إجراءات أمنية إقليمية واسعة تحت مظلة مشروع الشرق الأوسط الكبير بهدف تكريس تخلفنا ومنع قيام أي تكامل اقتصادي عربي وسحق صناعتنا الوطنية باسم حرية الأسواق ومنع الاحتكار استجابة لنصائح صندوق النقد الدولي الذي يدعو إلى نشر الخصخصة وتخفيض الإنفاق الحكومي بكافة أشكاله ورفع الدعم عن السلع والخدمات تحت شعار : إيصال الدعم لمستحقيه وإبقاء الرواتب والأجور أقل من مستلزمات المعيشة لدفع العمال إلى ترك العمل والتخلص من كوادر العاملين في الدولة بواسطة التقاعد المبكر وتعويض الدفعة الواحدة وخلق ثقافة علاقات عمل جديدة قائمة على مبدأ التعاقد الوظيفي وإحداث مكاتب توريد العمالة ومبدأ العقد شريعة المتعاقدين وصولاً إلى إضعاف دور الدولة اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً لصالح الشركات والتكتلات الاقتصادية والاحتكارية واستجابة لمتطلبات العولمة.        

أيها الرفاق والأخوة الأعزاء .

نحتفل بالأول من أيار هذا العام وسورية تقف صامدة شامخة في وجه الضغوط المختلفة التي تهدف إلى تغيير مواقفها الرافضة للاحتلال الصهيوني لفلسطين والجولان والاحتلال الأمريكي للعراق وخنق الشعب العربي الفلسطيني ومنع مساعدته وتقديم الدعم له ...ودوركم أيها الأخوة النقابيون دور هام وأساسي في الحفاظ على الوحدة التنظيمية وتطوير مفاهيم العمل الجاد والخلاق والمنتج ، وفي الحرص على سلامة التوجه ، وتكريس أسس التعاون مع الإدارات لتطوير أسس ومفاهيم وأهداف فريق العمل الواحد ، من أجل عزة الوطن وتقدمه وازدهاره.