من قرارات المؤتمر الـ24 لاتحاد العام لنقابات العمال قرار رقم /29/ حول وحدة الحركة النقابية
لأن وحدة الحركة النقابية السورية كانت ولاتزال خطاً أحمر لا يجب مساسه أو تجاوزه، ولأن هذه الوحدة هي إحدى الدعائم الأساسية لوحدة الصف الوطني في سورية، ولأن الضغوطات المختلفة على العمال وحركتهم النقابية لم ولن تتوقف أبداً، ارتأينا في «قاسيون» أن نذكر بأحد أهم قرارات المؤتمر الـ24 لاتحاد العام لنقابات العمال، وهو القرار رقم (29)..
«منذ تأسيس الحركة النقابية السورية في العام 1938 وحتى الآن، كانت الوحدة العمالية بالنسبة لجميع العمال والنقابيين السوريين شعاراً وهدفاً لا يعلو عليه شعار أو هدف آخر، ومن أجل هذا الهدف النبيل خاضوا نضالاً لا هوادة فيه ضد الدوائر الاستعمارية التي رأت في وحدة الحركة النقابية السورية عقبة كأداء وحجر عثرة في وجه مساعيها المحمومة للسيطرة على مقدرات شعبنا؛ وكانت الحركة النقابية السورية الموحدة منذ نشأتها، متيقظة وواعية لما يحاك ضد وحدتها، التي هي إلى جانب جيشنا الباسل، سياج منيع في وجع القوى الاستعمارية الصهيونية.
وهذا الأمر لم يخف يوماً على المناضلين المجربين الذين تربوا في المدرسة النقابية السورية ذات التقاليد النضالية العريقة، والتي امتزجت مبادئها وأهدافها بمبادئ وأهداف الشعب وثورة الثامن آذار المجيدة وبنهج التصحيح الخالد المتواصل بقيادة السيد الرئيس بشار الأسد.
ورغم الإحباطات والنكسات التي لحقت بمعظم المراكز النقابية العالمية في السنوات الأخيرة، التي تمثلت في انقسام وشرذمة العديد منها تحت ضغط نظام العولمة والليبرالية الجديدة، إلا أن الحركة النقابية السورية أكدت وحدتها وتلاحمها وتمسكها بإطارها التنظيمي الموحد «الاتحاد العام لنقابات العمال» وتصدت بكل القوة والجرأة لجميع محاولات التقسيم التي تعرضت لها، التي أخذت شكل الضغوط السياسية المباشرة عبر القنوات والمؤسسات النقابية السياسية الدولية، التي كانت وما تزال تستهدف تحطيم وحدة الموقف السوري من القضايا والمسائل الكبرى، وفي مقدمتها القضية العربية المركزية «فلسطين».
ويؤكد المؤتمر العام الرابع والعشرون للاتحاد العام لنقابات العمال في الجمهورية العربية السورية، أن قضية وحدة الحركة النقابية السورية هي قضية إجماع وطني وطبقي، ولن يسمح لأحد بالتدخل فيها باعتبارها مسألة خيار وطني وسيادة، وهي ما أجمعت عليه جميع فئات وفصائل الشعب العربي السوري على اختلاف انتماءاتها الفكرية والعقائدية، كما تمثل إجماعاً نقابياً عمالياً عربياً أكدته قرارات وتوجهات المنظمة النقابية القومية «الأم» الاتحاد الدولي لنقابات العمال العرب «في جميع مؤتمراته ومجالسه المركزية.
ويهيب المؤتمر بجميع العمال والنقابيين السوريين والعرب مزيداً من اليقظة والحذر تجاه الدعوات والمؤتمرات المشبوهة المتسترة خلف شعارات «نقابية» والرامية إلى زعزعة وتفتيت الموقف النقابي العربي باعتباره كان وما يزال مدخلاً للوحدة القومية المنشودة مطمح وأمل جميع الكادحين العرب.
فإلى مزيد من اليقظة والتلاحم والوحدة تحت راية الاتحاد العام لنقابات العمال..
وعاشت وحدة الطبقة العاملة والحركة النقابية العربية»..
دمشق 21/11/2002