العامل، بين القطاع العام والخاص
العامل هو العنصر الرئيسي في مختلف القطاعات، وهو حجر الأساس في العملية الإنتاجية، خصوصاً إذا توفرت له الظروف المناسبة والجيدة للعمل، من حيث الأجر وساعات العمل والتأمين والضمان الصحي...
وقد اعتُبر العمل أحدى العبادات، فقد قال الرسول الكريم (ص): العمل عبادة، لكن إذا نظرنا إلى الواقع فسنجد أن لدينا عمالاً محرومين من كل شيء تقريباً، وإنتاجاً يرثى له. فلماذا؟
إذا جئنا إلى القطاع الخاص، فإننا سنجد أن هناك كرهٌ متبادل ما بين العامل ورب العمل، وما بين العامل والعمل، فالعامل يعمل لساعات طوال بأجر زهيد جداً، حيث 90% من عمال القطاع الخاص، دوام عملهم (12 ساعة) على الأقل، وربما تكون هناك وارديات ليلية، وبراتب شهري 7000 أو 8000 على الأكثر، وفوق كل ذلك يجب عليه ألا يسأل لماذا؟ ويضطر أن (يبلع الموس على الحدين)، فإن بقي في عمله، فهو كالمحكوم بالمؤبد: بلا تأمين ولا مرتب جيد، مهانٌ في عمله، وعلى أتفه الأسباب: (خذ حسابك والله معك)، حتى العطلة الأسبوعية غير موجودة، وإن ترك هذا العمل، سيستقبله الجوع والفقر والتشرد، وسيؤثر هذا الظلم الذي يعاني منه على أسرته التي لا يراها إلا لساعات قلائل، فأية تربية وأي تعليم سيناله الأولاد، إن كان والدهم لا يراهم إلا بضع ساعات؟ وأحياناً يمضي يومٌ أو يومان لا يراهم فيهما، فهو يؤوب وهم نائمون، ويذهب إلى عمله وهم نائمون على الأغلب، وبالإضافة لكل ذلك فهو قد يسكن بالإيجار، في بيوت لا تتوفر فيها مواصفات السكن البشري.
أما إذا جئنا إلى القطاع العام، فرغم الانخفاض الكبير في الأجور، إلا أن وضع العمال فيه أفضل قليلاً، من حيث التأمين الصحي والمعاشي، والاستقرار في العمل، لكن هناك من يعمل اليوم بصورة فجة لسحب هذه المكاسب، وهذا ما يجب أن تتنبه إليه الطبقة العاملة، وتقاومه، لأنه يهدد، ليس مستقبل العمال فقط، بل الأمن الاجتماعي والاقتصادي في وطننا الغالي سورية..