عمال السكك الحديدية بلا حوافز
يمتلك الأفراد قدرات جسدية وعقلية مختلفة، ولذلك فإن الاشتراكية لا تعني المساواة في توزيع الخيرات المادية، ولا تعني المساواة في الأجور، فالأجور تحدد حصة الفرد من منتجات الاستهلاك التي ينتجها المجتمع.
أما الحوافز الإنتاجية فمهمتها تمييز العامل النشيط عن العامل الكسول، وهي إحدى الأدوات الفعالة لجذب العمال الخاملين لزيادة إنتاجهم، لأنها ستؤدي إلى تحسين مستوى حياتهم المعيشي، وفي النهاية سيتحول جميع العمال إلى عمال مجدين، وسينقرض الخاملون، فالإنسان بفطرته منتج، لكن العلاقات الاقتصادية والاجتماعية تشوه روحه.
وإذا بقيت الحوافز تقدر بمبلغ ثابت لا يتغير فإنها تفقد مغزاها ودورها المحفز، وهذا ما يعاني منه عمال السكك الحديدية، ففي بلدة جبرين في محافظة حلب لا تزال قيمة الحوافز الإنتاجية المخصصة لعمال المستودع الأساسي لقاء إصلاحهم للقاطرات 3390 ل.س لكل فصل من السنة، وهذا المبلغ لم يتغير منذ أربع سنوات، مع العلم أن المستودع مركز ثقل السكك الحديدية باعتراف الجميع.
أما عمال الصيانة في مستودع حلب الدوراني فلا تزيد حوافزهم عن 2800ل.س مهما بلغ عدد القاطرات الخارجة من الصيانة.
إن عمال السكك يطالبون بزيادة سقف قيمة الحوافز، وتوزعيها حسب المؤهلات والجهد المبذول ويطالبون بالوقت نفسه وضع معايير دقيقة للحوافز، لأن بقاء قيمة الحوافز ثابتة ستنعكس سلبا على الإنتاج، وعلى الروح المعنوية للعمال.