مداخلة جوزيف موصللي علينا أن نبكي على عمال القطاع الخاص!!
إن معملي الألبان والبسكويت التابعين لشركة الشرق للمنتجات الغذائية تم توقيفهما عن العمل بناء على قرار السيد وزير الصناعة اعتباراً من 1/1/2010، وقد طلبت الوزارة إيقاف العمل بالمعملين واعتبرتهما خاسرين دون النظر إلى أسباب الخسارة بالشكل الفعلي، ما عاد سلباً على العاملين في المعملين وعلى المواطنين. علماً أن المعملين من المعامل العريقة والمؤسسة منذ أكثر من خمسين عاماً، وهما من المعامل الرائدة في حلب، لا بل في القطر، جودةً وكماً، وكان يرفد إنتاجه لسكان حلب وضواحيها.
إن عدد عمال معمل البسكويت يبلغ /120/ عاملاً وعاملة، ولا يوجد عمل لهؤلاء العمال، وخاصةً بعد أن توقف معمل الألبان عن العمل، ونقل عماله إلى معملي البيرة والبسكويت.
ولو أن المعملين خاسران وغير قادرين على تحقيق الأرباح لما وجدنا تسارع العشرات من المستثمرين يتسابقون لاستثمارهما، فكان الأجدر بوزارة الصناعة بدلاً من أن توقف نشاط معمل الألبان، وهو أهم مصدر غذائي لأطفال مدينة حلب وريفها وضواحيها، مقدم مجاناً من منظمة اليونيسيف لأطفال سورية، كان الأجدر بها تأمين مادة الحليب الخام بشتى الوسائل.
للعلم فقط فإن معامل ألبان القطاع العام (حلب ـ حمص ـ دمشق) تحوي في آلاتها فارزة تفصل خلايا كريات الدم المتواجد في حليب الأبقار، ولا يوجد أي معمل قطاع خاص في سورية يحوي هذه الفارزة.
يجب أن نبكي على عمال القطاع الخاص الذين يعملون في الاقتصاد غير المنظم (اقتصاد الظل)، ولقد ورد في التقرير أنه يشكل /40%/ من حجم الاقتصاد السوري.
عمالنا في الأقبية والورش والمعامل الصغيرة يعملون لأكثر من /14/ ساعة وهم دون سن الـ/15/. ويبقون خارج قانون العمل الجديد وخارج مظلة التأمينات، إن بقاء هذه الشركات في الظل وعلى طابعها العائلي (أي يعتمد على الأولاد لا على الآلات) سيلحق الضرر بالاقتصاد الوطني.